المقالات

الانتخابات العراقية .. بين التحديات وإرادة المواطن


عمار العامري

أصبح من الضروري ألان أن يتحمل الجميع في العراق مسؤولية انجاز الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد، وان الضرورة تأتي من عدت أسباب تدخل في صميم العملية السياسية خصوص بعد أقرار مجلس النواب قانون الانتخابات لعام 2010 - والذي تعثر طويلا حتى جرى التصويت عليه في وقت حرج جدا إذ لم يبقى أمام الجميع سوا شهرين وبضع ساعات على موعد إجراء الانتخابات والمقرر في 16 كانون الثاني من العام القادم- وان هناك تحديات جمة تقف أمام انجاز الانتخابات أو أن العملية السياسية معرضة للانهيار أذا ما تداركت القوى الوطنية الخطر المحدق بالعراق والذي يمكن إرجاع أيام العراقيين إلى سابق عهدها حيث محاولات سلطات البعث السيطرة على السلطة خاصة وإنها تسعى تحت مسميات مختلفة بمساندة ودعم الدوائر السياسية الإقليمية لقيادات الحزب المحظور لإعادة تنظيم وترتيب خلاياهم من جديد في العراق.ويرى المراقبين أن أهم التحديات التي تواجه العملية السياسية هي محاولة إعاقة انجاز الانتخابات في موعدها أو تأخيرها إلى إشعار أخر، وهذه المحاولات تأتي نتيجة لتحرك الجماعات المؤيدة لعصابة البعث في داخل العملية السياسية وخارجها وان هناك جهود تبذل من اجل تأخير الانتخابات أو تخلخل بعض الجماعات والمرشحين ضمن القوائم والكيانات الانتخابية إذا ما أجريت الانتخابات في موعدها، ما إن هناك الكثير من العناصر الراغبة في الترشيح لدخول الانتخابات والتي تعمل لصالح حزب البعث تسعى للتأثير على الناخب العراقي- لاسيما في المحافظات الوسطى والجنوبية- بعدت طرق منها دفع الأموال والهدايا والإغراء بالوظائف والتعيينات وشراء ذمم بعض شيوخ العشائر والمتنفذين، وان هناك تعاون معهم من قبل ما يسمى بأعضاء الفرق والشعب التابعين للحزب سابقا وعناصر الأمن والاستخبارات السابقين وبتوجيهات من قيادات البعث في الخارج، ألا أن هذه المعلومات كثيرا من تفند رغم صحتها من قبل بعض المسئولين المحليين.كما أن هناك ثمة تحديات تشاطر عودة البعث من جديد هو أعادة الحكم في العراق بـ(نظرية الحزب الواحد)، والتي تحاول بعض الدوائر السياسية ووسائلها الإعلامية خلط الأوراق أمام المواطن العراقي من اجل ثني مساعيه للمشاركة في الانتخابات من اجل حث أنصار هذه النظرية للمشاركة بشكل كبير، إذ أن هناك كيانات معينة مدعومة من جهات خارجية تحاول استخدام نفس الشعارات التي يتعاطف معها الناخب في انجاز احد الأمرين وهما التشكيك في الولاء للقوائم ذات التأثير الكبير وبذلك يصبح الناخب متحير في اختيار أفضل القوائم وبهذا تشتت الأصوات أو أنها تحصل على تلك الأصوات والتي لم تكن تستحقها أصلا وأيضا استفادة من تقليل عدد الناخبين للقوائم التي تدافع عن المصالح العليا للبلاد، وان هذه المحاولات تقوم فيها قوائم آخذت تتوغل في الشارع العراقي في الفترة الأخيرة والتي لم يكن لها أي وجود قبل سعيها للاستفادة من المال العام والمناصب التي حصل عليها القائمين على هذه القوائم.وعليه فان نجاح الانتخابات لم تأتي فقط من المشاركة وإنما على الناخب أن يتفهم حجم التحديات التي تواجهه في عدم المشاركة أو اختيار القوائم المرشحة غير المؤهلة، وان حث المواطنين على الإقبال على صناديق الانتخابات يحتاج إلى توعية وتوجيه أفضل من حيث اختيار المرشحين الذين يتمتعون بالكفاءة والنزاهة والإخلاص للوطن وعدم السعي وراء تحقيق المصالح الشخصية أو الإغراء بالمناصب، وأن ما بعد ذلك أهم واكبر إذ أن البعث والإرهاب قد تركا في العراق علامات فارقة لا يمكن نسيانها وان عودة احدهما أو كلاهما فهذا يعني عودة القتل والدمار والسجون والمقابر الجماعية والتفجيرات، وان رغم ما يعانيه الشعب العراقي من قلة في تقديم الخدمات والأعمار فهذا لا يعني أن هناك عناصر وكيانات أفضل من أبناء العراق الحقيقيين والذين ضحوا طيلة عقود من الزمن من اجل تحقيق التغيير في العراق وما يرافق العملية السياسية من أرباك فكل هذا تأتي بسبب البعث أولا والإرهاب ثانيا من وراءه تحقيق أهدافهم والأسباب التي استخدموها في التفجيرات والاستباحة لدماء الأبرياء دليل على سوء نواياهم في سعيهم لحكم الشعب العراقي من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
امير
2009-11-09
تصريح الدولة الاخير بما يخص المتجاوزين على اراضي واملاك الدولة العراقية تركهم هذه الفترة ياترى لانه الانتخابات قريبة ام ماذا يادولة القانون والله كلنا يتمنى يادولة القانون ان ينصف المظلومون والمحرومون مثل الاراضي التي وزعت على الوزراء ووكلائهم واللذين سبقوهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك