المقالات

السعودية بين انتفاضة الحوثيين وانتفاضة الشعبانيين‏


علاء الخطيب- كاتب وإعلامي

رغم تبجحه بالنصر وعلى الطريقة الصدامية يبدو أن حاكم اليمن لم يستطع حسم أمر الحوثيين رغم أموال السعودية الطائلة التي تدفقت عليه , ورغم استعماله كل الاسلحة ضد شعبه , ووسط أتفاق عربي على سحق الحوثيين , ورغم تحول الخطاب العربي من الشجب والاستنكار الى التدمير والسحق والازالة , مفردات تداولها الإعلام السعودي ومن يدور في فلكه وعادت بنا الى الحقبة الصدامية على طريقة ((ياحوم اتبع لو جرينه)), فبعد أن رأوا السعوديون أن مالهم غير كاف ٍ في تدمير التمرد الفارسي الصفوي الايراني ( الشيعي) قرروا أن يتدخلوا بآلتهم العسكرية متفاخرين في سحق الحوثيين وكأنهم يحاربون إسرائيل ,وثمة من يتسائل هل يستحق الحوثيون كل هذا السلاح وهذه الطائرات الحربية والدبابات السعودية وهل قوتهم بهذا الحجم لكي يقابلوا بجيش نظامي و أف 16 ؟؟

 لكن كأن التاريخ يعيد نفسه مع السعودية , ففي الإنتفاضة الشعبانية للعراقيين عام 1991 م وبعد سقوط أربعة عشر محافظة عراقية في أيدي الشعب العراقي التوَّاق للتخلص من الدكتاتورية وفي غمرة ضعف الدكتاتورية والبعثيين, أوعزت السعودية بعد أن ضغطت على الولايات المتحدة للسماح للمقبور صدام باستعمال أسلحته وطيرانه لقمع الشعب العراقي بحجة أن المنتفظين هم من الحرس الثوري الايراني والحقيقة هم من (الشيعة والأكراد), وهي الكذبة التي صدقها الاغبياء والسذج وراحوا يرددونها , والامر كان واضحا أن ما يحرك السعودية هو الحقد الطائفي المترسخ في نفوسهم. واليوم يعاودون الكرة من جديد مع الحوثيين وللاسباب ذاتها التي دفعتهم لقمع الانتفاضة الشعبانية , وبغطاء عربي وصمت عالمي راح الطيران الحربي السعودي يضرب المدنيين العزل ويلقي القبض على النساء وعلى الطريقة الدونكيشوتية يصرح السعوديون أنهم القوا القبض على 150 حوثي ,فبين الامس واليوم أوجه كثيرة للتشابه , السعودية هذه الدولة الجارة التي ما فتئت تصدر الارهابيين وتقطع الرؤوس وترفض استقبال المالكي بحجة أن العراق بلد محتل وكأن القواعد الامريكية في الظهران والخبر مبرات خيرية لأيتام المسلمين ,اليوم تعلنها صراحة أن الحوثويون هم خطرا ً على أمن المنطقة وهي بذلك تبعث برسائل الى الطائفيين والتكفيريين, وكانت بالامس تقول أن النزاع الجاري في اليمن شأن داخلي ونحن نقف مع إخوتنا في اليمن ونساعدهم , وقد نسوا هؤلاء السعوديون كيف ساعدوا اليمنيين في عام 1991 م و سفروا العمال اليمنيين من السعوديية وأخرجوهم أذلاء من أجل أن يضغطوا على حكومة اليمن إذبان الغزو الصدامي للكويت , فما الذي تبدل حتى دعى السعودية ان تمول الحكومة اليمنية بالمال والسلاح وتتدخل في الشأن الداخلي التي تدعي أنها تنأى بنفسها عنه ,

 ويا ليتها تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون الدول المجاورة ولا تمول القتله والارهابين في العراق فهاهي تدفع الملايين من أجل تخريب العملية السياسية في العراق ومن أجل إعادة البعثين الى الحكم ,ولعل الاخبار قد نقلت أن الإئتلاف الطائفي البعثي الجديد موَّل من السعودية بـ 100 مليون دولاركما موَّل شخصيات وكتل سياسية أخرى, فمهما يكن حجم التمويل وحجم الاخبار ولكن مما لاشك فيه أن السعودية لا تريد خيرا ً للعراق ولا للمنطقة , والدافع لا يخفى على العراقيين كما لا يخفى على اليمنيين وغيرهم , ولعل الفتاوى التكفيرية والارهابية التي تحرض على القتل والكراهية والتي تصدر من علماء سعوديون لهي اكبر الادلة على ان السعودية تحركها الطائفية , فاذا كانت السعودية صادقة في دعواها في عدم التدخل فلماذا تتدخل في لبنان وتناصرطرف على آخر ولأسباب طائفية بحته ,

فهاهي في الباكستان واليمن والعراق ولبنان والبحرين وفلسطين تكشر عن أنيابها الطائفية , أنا لست طائفيا ً بل أبغض الطائفية كبغضي للظلام ولكن الحقيقة تحتم علينا ان نشعل شمعة في وسط الضلام العربي القاتم , إن ما يجري في العراق هو حلقة متصلة بما يجري في اليمن ولبنان وأفغانستان وباكستان , إنه صراع طائفي سياسي تُستعمَل به كل الاسلحة القذرة , فما يردده البعثيون في العراق هو ما يردده الطائفيون في اليمن ولبنان وغيرها, فكما كان الشيعة في العراق كلهم صفيون إيرانيون كان الحوثيون ايرانيون طائفيون لا ينتمون الى اليمن , ولربما يخرج علينا أحد المسؤولين في اليمن ويقول أن الحرس الثوري الايراني يقاتل مع الحوثيين , كما رددها الغبي محمد الدايني وبقية الطائفيين في العراق ,

ولعل المراقبين للوضع في المنطقة شاهدوا التقارب السعودي السوري بعد التفجيرات الاخيرة في العراق وتحول السوريون الى أشقاء للسعودية بعد أن وصفهم الاعلام السعودي بالمأتمرين بأوامر الايرانيين , وهو يلقي اللوم عليهم في تأخيرتشكيل الحكومة في لبنان, و ثمة من يقول أن الصراع الجاري في المنطقة هو صراع نفوذ سياسي مغلف بأغلفة الطائفية و التي يطبل لها أكبر ماكنة إعلامية عربية من فضائيات وصحف ومجلات ومواقع الكترونية تملكها السعودية , ولكن الصراع كان صراعا ً غير واصح أحيانا ً ولكن اليوم أصبح حربا ً مكشوفة , تشنها السعودية عى الرافضة كما تسميهم. الرابط التالي يوضح بعض جوانب هذا الصراع. http://www.youtube.com/watch?v=eK26W9FJUD8&feature=related

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2009-11-09
يجب التدخل بالشؤون السعوديه واليمنيه مثلما يتدخلون بشؤوننا بالاضافه الى نصره اخواننا الحوثيين وذلك بفتح مكاتب بكل انحاء العراق لجمع التبرعات لهم....لعنه الله على مملكه الارهاب خدم اليهود
عفيف ناصر
2009-11-08
نحذر اليمنيون وعلى راسهم عبدالله صالح .انتبهو للخطر الذي يداهمكم واخبث دوله تريد ان تفتك باليمن وتستولي عليها وعلى اهلها انها افقدت صوابها .اصلحوا الامور بالعقلانيه والعداله مع ابناء شعبكم الحوثيون ناس مسالمين مظلومين وتاكدوا النصر حليفهم باذن الله تعالى .لان حان زمن المظلومين والنصر على الظالمين .لاتكونوا مع الظالمين .وزمن التجبر والاستعباد ولى الى غير رجعه .ولو دامت لغيركم ماوصلت لكم افهموها كافييييييييييييييييييي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك