بقلم:نوال السعيد
كثيرون كانوا ومازالوا وسيبقون يعتاشون على اثارة المشاكل والازمات، وتلفيق الاكاذيب والادعاءات، واختلاق الفتن.وهؤلاء تراهم ينتعشون حينما تطفو على السطح قضية ما تتميز بمقدار من التعقيد والصعوبة، لانه يصبح بأمكانهم الاصطياد بالماء العكر مثلمايشتهون ويتمنون. وقضية كركوك هي واحدة من القضايا التي اتاحت لهؤلاء ان يدخلوا على الخط ولكن ليس عبر الطرق والمسالك الواضحة والسليمة وانما عبر الطرق والمسالك الملتوية والمنحرفة. فهم لايتمنون ولايريدون ان تصل الاطراف المعنية الى اتفاقات فيما بينها، بل يتمنون العكس تماما، ولو كانوا قد ارادوا خيرا واصلاحا كما يقولون لما لجأوا الى الاساليب الملتوية.
هم وليس غيرهم من حرف التصريحات الاخيرة لرئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم حول كركوك، وراحوا يصبون الزيت على النار التي اوقدوها حتى تحرق الجميع ويستمتعون هم بذلك. ان المجلس الاعلى لايحتاج اليوم الى ان يوضح موقفه من قضية كركوك وحقوق مكوناتها الثلاثة (العرب والاكراد والتركمان)، فمن يراجع الادبيات السياسية للمجلس منذ تأسيسه وخطب وكلمات رئيسه الراحل السيد محمد باقر الحكيم وبعده السيد عبد العزيز الحكيم سيكتشف ان من ابرز متبنيات المجلس الاعلى هو صيانة حقوق مكونات الشعب العراقي بلا استثناء لاسيما الاقليات، واصلاح ما خربه النظام الصدامي المجرم، وتجنب اقصاء او تهميش أي مكون من المكونات.
وبعد الاطاحة بنظام صدام لايستطيع احد ان ينكر ان المجلس الاعلى كان ومازال من ابرز المدافعين عن حقوق الجميع وفق الحجم السكاني لكل مكون، واكثر من ذلك فأنه قدم تنازلات كانت بمثابة مصاديق على حقيقة توجهاته ومواقفه، وكان لديه اصرارا على ان يكون هناك تمثيلا حقيقيا لكل المكونات في مجلس الحكم الانتقالي، وفي المجلس الوطني العام، وفي لجنة كتابة الدستور وفي الحكومات الثلاث وفي الجمعية الوطنية وبعدها مجلس النواب، وكان له دور في اقرار المادة 58 من قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية، التي كانت الاساس للمادة 140 في الدستور الدائم، والتي لو تم تطبيقها بالكامل فأن ذلك يؤدي الى معالجة وحل كل الاشكاليات القائمة الان.
ازاء كل ذلك هل يمكن لجهات مجهولة واشخاص نكرات ان يزايدوا على وطنية وصدق مواقف وتوجهات قوى وشخصيات وطنية ليس هناك غموض في مواقفها، ولاتتحدث بشيء وتفعل شيئا اخر. علينا ان نشير الى ان محاولات التسقيط والتشهير ستنتعش خلال هذه الفترة والفترة القادمة، بأعتبارها جزءا من الدعايات الانتخابية الرخيصة والبائسة.
https://telegram.me/buratha
