المقالات

صراع رجال الدولة


بقلم هيثم حسن باحث اكاديمي ( لندن )

قد لا يختلف اثنان على ان الاحداث تكشف وباستمرار بان العراق الجديد يعاني من ازمة وجود دولة اكثر من أي شيء اخر لان الدولة القائمة لا تعبر عن نفسها من خلال المؤسسات وحدها، بل من خلال ادارة هذه المؤسسات وفق رؤية مشتركة اسستها المصلحة الوطنية العليا التي دونها يكون الاختلاف في وجهات النظر.. وكيفية تصريف الامور بمثابة اغناء للعملية السياسية، وقد كان العراق في العهدين الملكي والجمهوري له دولة قائمة وفق هذا التصور الذي يختلف نسبياً من حقبة لاخرى وان كان هناك اختلاف شعبي ونخبوي على تقييم الحقب والحكم عليها من زاوية اخلاقية وسياسية من دون التشكيك بوجود الدولة المنضبطة سواءً كانت هذه الدولة ديمقراطية او غير ذلك،

 فبعد الاحتلال سقطت الدولة بكامل مؤسساتها وتم العمل على اقامة دولة جديدة من خلال احزاب وكتل متعددة تحمل افكارا مختلفة بل متصارعة بنظرتها للدولة والحكم، وبما ان مبدأ المشاركة قائم على اسس طائفية وجبهوية هو السائد.. فان هذه المشاركة انتجت خلطة غير متجانسة لادارة دولة ذات مؤسسات مخلخلة اصلاً، فالحكم يحتاج الى يد بيد والى تماسك، لكن الكتل والاحزاب الان وفيما سبق بينها صراع لاحتواء المناصب الكثيرة والحساسة مما يسبب ذلك فقدان ملامح الدولة ولتتحول الى شبه اقطاعيات تتحكم كل جهة بما تملك، او بما تحكم من مؤسسات وكانها هي ظلها والعاكس لفلسفتها هي فقط وليس لفلسفة الدولة العراقية الجديدة والتي غابت الى يومنا هذا والتي ان حضرت هذه الفلسفة لكان الجميع على استرضاء، وما دام صراع رجال الدولة قائم فلا يجد المواطن العراقي فريق عمل موحد ومسؤول ليوقفه اذا ما وجد التقصير لان الفرق المتصارعة تلعب في الساحة السياسية بالوان مختلفة ومتعددة وبروح غير جماعية مهما كثر الكلام عن وجود هذه الروحية في الاعلام او غيره من الاشاعات التي يروج لها بعض الساسة المغرضين لكسب روح المواطنة الحقة،

وكان العكس هو الصحيح فهناك هجوم وعدوانية على الائتلاف الموحد الوطني وعلى رجاله الوطنيون امثال النائب جمال جعفر ال ابراهيم عضو مجلس النواب والذي كما يعلم الجميع قارع النظام السابق والذي نال منه وعذبه واعتقله لاكثر من مرة ولكنه ابى ان يظل الشعب العراقي الجريح تحت يد القتلة المجرمين لكنه وبعد السقوط فوجئ بعدوانية الكتل والاحزاب المنحرفة عن طريق الحرية والديمقراطية الحقيقية وعن طريق المواطنة التي يجب ان يتمتع بها كل مسؤول شريف ويريد لشعبه العراقي المظلوم الرفاه والعيش الكريم، لا ان يكون المسؤول يسعى لكسب السحت الحرام من خلال المناصب التي حولته الى ذئب يفترس الوطن والمواطن، فبعض الكتل او الاحزاب سواء كانت سنية او غير ذلك تحولت الى نمور تريد ان تفترس بعضها البعض، لكن الائتلاف الموحد الوطني ورجاله الميامين امثال ابو مهدي المهندس كان بالمرصاد للائتلافات الغير مؤمنة بروح الوطن وبروح المواطن العراقي المظلوم، فالسياسة التي يسير عليها الائتلاف الموحد الوطني هو لخدمة المواطن العراقي بالذات اولا وبناء عراق قوي وموحد واصلاح شامل وخصوصا الفساد الاداري المستشري في مؤسسات الدولة الكبيرة منها والصغيرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-11-03
لتطرح مسالة في غاية الاهمية في البرلمان العراقي وتعرض لاستفتاء الشعب وهي تغيير اسم دولة العراق او جمهورية العراق الى " دولة الفرص المتاحة " وكلمة متاحة بطبيعة الحال هي متاحة في كل شيء من سرقة وعنطزة وكوكبة وقيادة فارغة واي شيء يضاف عليها.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك