المقالات

سرطان البعث ينخر بنية الدولة العراقية


عصام عبد الحسين

تعرض قانون اجتثاث البعث الذي وضع بعد سقوط النظام السابق لاستئصال السرطان البعثي من مؤسسات ودوائر الدولة الى الكثير من التعديلات واسهمت مؤتمرات المصالحة والضغوط الاميركية تارة والسياسية في قبة البرلمان تارة اخرى الى اعادة الكثير من البعثيين الكبار الى وظائفهم السابقة وفي مراكز البعض منها مرموقا ..صحيح ان الكثير من الضغوط التي مورست على القوى السياسية وعلى الحكومة لاعادة البعثيين كانت بعنوان انساني احيانا واحيانا اخرى لمنح غير المتورطين من البعثيين بجرائم ابادة ضدالشعب فرصة اخرى للانخراط في العراق الجديد ..لكن السؤال الذي يطرح نفسه على الطاولة ويثير المزيد من الاسئلة ..هل كان من الضروري ان يكون هؤلاء البعثيين بمواقع قيادية ؟اليس من المفترض ان يوضعوا في مراكز ادنى وان ترصد حركاتهم لفترة من الزمن قبل الوثوق بانهم لا يعارضون العملية السياسية الحالية ولا يتامرون لتخريبها من الداخل .؟لقد كان صدام يحرم المواطن من الالتحاق بوظيفة حكومية عادية اذا كان له قريب من حزب الدعوة ...ويصل الامر احيانا الى مراقبة عوائل المعدومين لسنوات طويلة بل ومراقبة حتى جيرانهم واقاربهم ومنع زواج ابنائهم ..فكيف يمكن الركون الى اشخاص عملوا مع نظام بمثل هذا الشر والحقد والقسوة ؟بل الا يمثل استقدام جيش من فدائيي صدام والبعثيين الكبار الى وزارتي الداخلية والدفاع تهديدا حقيقيا للامن في بلد تعيث فيه المخابرات الاجنبية فسادا وتعمل فرق الموت والجريمة على زرع الرعب والقتل العشوائي والمنظم كل يوم ؟هناك حتما حلول وسطية ..والبعثيين الذين يعادون لا عتبارات معينة يمكن ان يزجوا في دوائر غير امنية ..كالزراعة والبلديات والوزارات الخدمية الاخرى ..ان البعث لازال خطرا يهدد البلاد بل ويتبجح كبار البعثيين المقيمون في دول الجوار بانهم سيعودون للسلطة ولازالت هناك الكثير من التسريبات عن انشط وفعاليات كبيرة وخطيرة لاولئك الكبار في الخارج ..فكيف اذن يمكن الركون للصغار في الداخل !ان على الوزارات الحساسة واجهزة الامن الحكومية ان تقوم سريعا بتطهير صفوفها من المندسين فيها من البعثيين وتعمل على ابعادهم عن المواقع الحساسة وتقوم بمراجعة تحركاتهم اثناء الفترة الماضية ..من يدري فقد نكتشف الكثير من الجرائم التي لازالت ضد مجهول ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-11-01
قانون اجتثاث البعث كان لعبة اميريكية لحماية البعثيين من النمة الجماهيرية التي حدثت بعد سقوط النظام وهي رسالة الى البعثيين بمغادرة البلد او الاختفاء مؤقتاً من المواجهة مع تلك الجماهير التي عانت من تسلطهم واجرامهم. بعد ذلك بدات القوى الخفية بالاعداد والتهيئة لاعادتهم الى مؤسسات الدولة لتهيئة الظروف الملائمة والمناسبة لتسلمهم السلطة بعد ذلك. والسلام على من اتبع الهدى
Observer
2009-11-01
You are absolutely truthful Thank you
Ayad
2009-10-31
اعتقد الكاتب يريد ذكر مءاسي بالدولة من ارجاع البعث لتخريب البلد ولااعتقد انه قصده احد يعمل بالحكومة هنا لانه لايجب السكوت عن الظلم وارجاع الصداميين ويجب تذكير الناس برفض ارجاع البعث لان قسم اختلطت عليهم الامور بين تاءييد حزب الذي يرجع البعثية ثم تقوية الارهاب بارجاع البعث
نور العراق
2009-10-31
أكلك عصام..تره احنا اللي كاعدين عالموقع نقره اللي كتبته (وهو حقيقي بطبيعة الحال) ما بينا واحد يشتغل بالوزارات الحساسة واجهزة الامن الحكومية..تدري شلون عرفت؟؟ لأن اللي يشتغلون بيها ما عدهم وكت الك ولغيرك..جاي يعدون بالملايين اللي سادة حلكهم..ليش عبالك ميعرفون بالبعثيين اللي كاعدين وياهم؟يعرفون والله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك