محمود الربيعي
المقدمة الموضوعيةهناك عدة عوامل مهمة مؤثرة على المترقبين لموعد ظهور الإمام المهدي عليه السلام منها:العامل الزمني: يهتم الناس عادة بالعامل الزمني أكثر من أهتمامهم بالعامل المكاني أو بتعبير آخر العامل الجغرافي، ويشمل العامل الزمني كل مايرتبط بالزمن من وحدات قياسية كالقرن والعقد والسنة والشهر واليوم الخ مما كبر أو صغر.العامل الجغرافي: وقد يترقب الإنسان البعد الجغرافي ويهمه أن يعرف مكان خروج الإمام المهدي المنتظر عليه السلام ومواقع الاحداث التي تجري على ارض الواقع.العامل العسكري: ودائما مايكون باعثا على القلق جراء الحوادث الدامية التي تشير اليها الروايات.العامل العقائدي: وهو عامل مهم يتعلق بفكرة التوحيد والعدل الإلهيين.العامل العلمي والنفسي: وهو مايتعلق بالآيات الكونية الكبرى التي تبعث على الخوف.وفيما يلي مناقشة لما ورد في بعض الروايات التاريخية التي وردت في كتاب الارشاد للشيخ المفيد، وقد ذكرت نص الرواية في آخر هذا الجزء، ثم أوردت ماأقتبسه الشيخ عبد الرضا معاش من كتب السيد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف والتي تعتبر لدينا من أهم المصادر العصرية التي أعتمدناها والتي شجعنا عليها السيد الشهيد الصدر الأول محمد باقر الصدر قدس سره الشريف من خلال ماجاء في مقدمتها من الثناء على مؤلفها رضوان الله تعالى عليه وهي الموسوعه المشهورة بتأريخ الغيبة الصغرى والكبرى ومابعد الظهور واليوم الموعود. بالإضافة الى أهتمامنا الخاص بالتنبيه على شرط التمحيص ولو أننا قد أتينا على ذكره في كتاباتنا السابقة مرارا كلما جاء التفصيل في صفات الانصار.وأود أن أشير الى أن هذا الجزء أو هذه الحلقة من صفحتين وفيما عدا ذلك من الصفحات الأربعة الأخرى الباقية فقد ذكرت فيها النصوص التأريخية، والمقتبس من كتب الشهيد الصدر الثاني بطريق سماحة الشيخ عبد الرضا معاش حفظه الله والذي له علاقة بموضوع بحثنا في موضوعة الشرائط والعلامات التي تتعلق بعصر ظهور الإمام المهدي عليه السلام.الأخبار التي أشارت الى التوقيقات الزمنية العامة دون التوقيت الخاص لقد تأكد من الروايت الصادرة عن ائمة أهل بيت العصمة والطهارة النهي عن التوقيت ولم ترد روايات تشير بالدقة الى موعد الظهور المبارك لكنها ذكرت العلامات والدلائل ومَدَّتْنا بالأخبار والحوادث لتكون باعثة الى الاهتمام والهمة والنشاط وبث روح الأمل وعدم إنقطاع ذلك الأمل وهو أمر يدعو المؤمنين الى العمل من أجل أن يكونوا جنودا للمهدي يَتَقَصَوْنَ ظهوره ليتبعونه، ونود أن نشير الى بعض الاخبار التي جاءت على ذكر الزمن منها: اولا: «آيتانِ تكونانِ قبلَ القائمِ : كُسوفُ الشمس في النصفِ من شهرِ رمضانَ ، والقمر في آخرِه «قالَ :قُلْتُ : يا ابنَ رسول الله ، تنكسف ِ الشمس في اخرِ الشهرِ، والقَمَر في النصف . فقالَ أَبو جعفرُ عليه السلامُ : «أَنا أَعْلَمُ بما قُلْت ، إِنَّهما آيتانِ لم تكونا منذُ هَبَطَ آدَمُ عليه السلامُ » . ثعلبةُ بن ميمونَ ، عن شعيب الحداد، عن صالح بن ميثم قالَ : سَمِعْتُ أَبا جعفرَعليه السلامُ يقولُ : «ليس بين قيام القائمِ عليه السلامُ وقَتْلِ النفس الزكيةِ أَكْثَرَمن خمس عشرة ليلة» . «ينادِي مُنادٍ من السماءِ أَولَ النهار: أَلا إنَّ الحق مع عَليٍّ وشيعتِه ، ثُمَّ ينادِي إبليسُ في آخرِ النهارِ من الأرضِ : أَلا إنَ الحق مع عثمان وشيعتِه ، فعندَ ذلكَ يَرْتاب المُبْطِلونَ ». تعليق: فهذا الخبر يشير الى ذكر شهر معين هو شهر رمضان وبالذات يشير الى منتصفه وآخره، كما يشير الخبر الى الفترة الزمنية بين ظهور القائم عليه السلام وقتل النفس الزكية بحدود 15 ليلة.ثانيا: وارتْفاعُ ريحٍ سوداءَ بها في أوّلِ النهارِ.تعليق: وفي هذا الخبر إشارة الى حدوث ظاهرة معينة في وقت معين هو أحد أيام السنة ولعل له قرينة زمنية مرتبطة بالقرب من الظهور ومتلازمة مع الحوادث الأخرى وبالخصوص تلك التي تثير المخاوف في نفوس الناس عموما لأجل ردعهم عن المعاصي ولتكون تلك الحوادث مشاركة في نهي الناس عن أعمال الشر وليخفف العبئ في عملية الاصلاح.ثالثا: «خُروجُ الثلاثةِ : السفياني والخراساني واليماني ، في سنةٍ واحدةٍ في شهر واحدٍ في يومٍ واحدٍ ، وليس فيها راية أَهْدى من رايةِ اليماني ، لأنَّه يَدْعُو إلى الحقَ ».تعليق: في هذا الخبر إشارة الى السنة والشهر واليوم الذي يقترن بظهور ثلاثة شخصيات في آن واحد، مع وجود خبر آخر يشير الى أن هذه الاحداث مرتبطة بعصر الظهور وتسبق ظهور الامام المهدي عليه السلام بفترة قصيرة تعد بالأشهر وقد أشرنا الى ذلك في بعض الاجزاء من بحثنا عندما تعرضنا للحديث عن هذه الشخصيات.رابعا: «إنَّ قُدّامَ القائمِ عليه إلسلامُ لسنة غَيْداقَةً، يَفْسُدُ فيها الثمار والتمر في النخلِ ، فلا تَشُكُّوا في ذلك » .تعليق: في هذا الخبر إشارة للمشاكل العامة التي تثير الخوف في نفوس الناس وتكون رادعا لهم عن المعاصي والبطر وإنكار النعمة، وهنا يأتي ذكر الثمار والتمر علما بأن الثمار توجد في أكثر البلدان في حين أن التمر موجود عند بعضها وعلى اساس التصدير والاستيراد يكون هناك فقد كبير للثمار الزراعية يعم العالم، والخبر يشير الى سنة بعينها تسبق ظهور الامام المهدي عليه السلام ولابد أن تكون قريبة من عصر ظهوره المبارك.خامسا: عن حماد بن عيسى، عن إِبراهيم بن عمر اليماني ، عن أَبي بصير، عن أَبي عبد الله عليه السلامُ قالَ : «لا يَذْهَبُ مُلْكُ هؤلاءِ حتى يَسْتَعْرِضوا الناسَ بالكوفةِ في يوم الجمعةِ، لَكَأَنّي أَنظُرُ إِلى رُؤوس تَنْدُرُ فيما بين باب الفيلِ وأصحابِ الصابونِ ». تعليق: وهذا الخبر وبلفظ "هؤلاء" وفي وقتها كان هؤلاء هم حكام بني أمية ومن ثم على وجه العموم أي حاكم ظالم أوأية مجموعة ظالمة، وبالتحديد يشير الخبر الى احداث قتل في الكوفة قريبة من مسجدها في يوم جمعة، وهو خبر لايشير بصراحة الى موعد ظهور الامام المهدي عليه السلام الا بالشكل الخفي الذي لايترائى إلا لذوي البصيرة.شرط التمحيصأولا: عن الفضلُ بن شاذان ، عن أَحمدَ بن محمد بن أبي نصر، عن أَبي الحسن الرضا عليه السلامُ قالَ : «لا يكونُ ما تَمُدُّونَ إِليه أَعْناقَكُمْ حتى تميّزوا وتُمَحَصوا فلايَبْقى منكم إِلاّ القليلُ ، ثم قَرَأ: ( ألم *أحسِبَ الناَّسُ أَنْ يُتْركوا أَنْ يَقُولوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) ثم قال : إِنّ من علاماتِ الفَرَجِ حدثاً يكون بين المسجدين ، ويقْتُلُ فلانٌ من ولدِ فلانِ خمسةَ عَشَرَكَبْشاً من العربِ » . تعليق: في هذا الخبر إشارة واضحة الى التمحيص وعملية إنتقاء القادة المخلصين.ثانيا: جُعِلْتُ فداك ؟ فقَرَأ: ( وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بشيَءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشرِّ الصَابرينَ ) ثم قالَ : «الخوفُ من مُلوكِ بني فلان ، والجوعُ من غلاءِ الأسْعارِ، ونَقْصٌ من الأموالِ من كسادِ التجاراتِ وقِلةِ الفَضْلِ فيها ، ونَقْصُ الأنفسِ بالموتِ الذريعِ ، ونَقْصُ الثمراتِ بقلَّةِ ريعِ الزرعِ وقِلّةِ بركةِ الثمارِ» ثم قالَ : «وبشرِّ الصابرينَ عند ذلك بتعجيلِ خُروجِ القائم عليه السلامُ »ِ. تعليق: في هذا الخبر إشارة وذكر الى عوامل الإبتلاء لرفع مستوى الافراد القادة الى المستوى الأعلى وهو نوع خاص من التمحيص الذي يتولد عنه قوة الصبر والتي تُعَّدُ من أهم صفات القيادة الناجحة. المصادرأولا: الارشاد للشيخ المفيد.ثانيا: ومن المنتدى الرسمي لسماحة الشيخ عبد الرضا معاش فيضانات - اسراب الجراد http://www.maash.com/vb/t7914.htmlوهو مقتبس من كتاب متى يظهر الإمام المهدي؟ مجموعة بحوث للشهيد السيّد محمد الصدرقدس سره، وكذلك من كتاب تاريخ الغيبة الكبرى ص 442 من موسوعة الغيبة للسيد محمد صادق الصدر (ره).
ولقد وجدت من الأفضل أن يطلع القارئ على نص بعض الروايات كالرواية التي وردت في كتاب الارشاد للمفيد والتي تشير الى علامات ظهور الامام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف: فقد جاءتِ الأخبار بذِكْرِ علاماتٍ لزمانِ قيامِ القائمِ المهدي عليه السلامُ وحوادثَ تكون أماَمَ قيامِه ، وآيات ودلالات : فمنها : خروجُ السفياني ، وقَتْلً الحَسَني ، واخْتلافُ بني العباس في الملكِ الدنياوي ، وكسوفُ الشمسِ في النصفِ من شهرِ رمضان ،وخسوفُ القمرِ في آخره على خلافِ العاداتِ ، وخَسْفٌ بالبيداءِ ، وخَسْف بالمغرب ، وخَسْفٌ بالمشرقِ ، وركودُ الشمسِ من عندِ الزوالِ إلى وسطِ أوقاَتِ العصرِ، وطلوعُها من المغرب ، وقَتْلُ نفسٍ زكية بظَهْرِالكوفةِ في سبعينَ من الصالحينَ ، وذبْحُ رَجلٍ هاشمي بين الركنِ والمقامِ ، وهَدْمُ سورِ الكوفةِ ، وإقبالُ راياتٍ سُود من قِبَلِ خراسان ، وخُروجُ اليماني ، وظهور المغربي بمصرَ وتمَلُّكُه للشاماتِ ، ونزول التُرْكِ الجزيرةَ ، ونُزولُ الرومِ الرملةَ، وطلوعُ نَجْمٍ بالمشرقِ يُضيءُ كما يُضيءُ القَمَرُ ثم يَنْعطف حتى يكادُ يلتقيَ طَرَفاه ، وحُمْرَةٌ تَظْهرُ في السماءِ وتنتَشِرُ في آفاقِها، ونارٌ تَظْهَرُ بالمشرقِ طُولاً وتبقى في الجَوِّ ثلاثة أيّامِ أو سبعة أيّامٍ ، وخَلْعُ العربِ أعنَّتَها وتَملُّكها البلادَ وخُروجُها عن سلطانَ العجمِ ، وقَتْلُ أهلِ مصر أميرهم ، وخَرابُ الشام ، واخْتِلافُ ثلاثةِ راياتٍ فريه ، ودخولُ راياتِ قيس والعرب إلى مصرَ وراياتِ كندة إلى خراسان ، ووُرود خيلٍ من قِبَلِ المغرب حتى تُربَط بفَناءِ الحيرةِ، وِإقبال راياتٍ سودِ من المشرقِ نحوَهاَ، ويثق في الفراتِ حتى يَدْخُل الماءُ أَزِقَّةَ الكوفةِ، وخروجُ ستينَ كذّاباً كلُّهم يَدَّعي النُبوّةَ، وخُروجُ اثنَيْ عَشَرَ من آلِ أبي طالب كُلُّهم يَدَّعي الإمامةَ لنَفْسِهِ ، وإحراقُ ِ رجلِ عظيمِ القدرِمنِ شيعةِ بني العباس بين جلولاء وخانقين ، وعَقْدُ الجسرِممّاَ يلي الكَرْخَ بمدينةِ السلام ، وارتْفاعُ ريحٍ سوداءَ بها في أوّلِ النهارِ ؛ وزلزلة حتى يَنْخسفَ كثيرٌ منهاَ، وخوفٌ يَشْمَلُ أهلَ العراقِ ، وموتٌ ذريع فيه ، ونَقْص من الأنفسِ والأَموالِ والثمراتِ ، وجرادٌ يَظهرُ في أوانِه وفي غير أوانِه حتى يأتيَ على الزرعِ والغلاّتِ ، وقلّةُ ريْعٍ لما يَزْرَعَه الناسُ ، واختلافُ صنفينِ من العجمِ ، وسَفْكُ دماءٍ كثيرِة فيما بينهم ، وخروجُ العبيدِ عن طاعةِ ساداتِهم وقَتْلُهم مَواليَهم ، (ومَسْخٌ لقومٍ) من أهلِ البِدَعِ حتى يصيروا قردةً وخنازير، وغَلبةُ العبيدِ على بلاَدِ الساداتِ ، ونداءٌ من السماءِ حتى يَسْمَعَه أهلُ الأرضِ كلُّ أهلِ لغةٍ بلغتِهِم ، ووجهٌ وصدْر يظهرانِ من السماءِ للناسِ في عينِ الشمسِ ، وأمواتٌ يُنْشَرونَ من القبورِ حتى يَرْجِعوا إلى الدنيا فيتعارَفونَ فيها وَيتزاوَرُونَ. ثم يُختَمُ ذلك بأربع وعشرين مَطْرَةً تَتَّصِلُ فتَحْيى بها الأرضُ من بعد مَوْتِها وتُعرفُ بَرَكاتُها، وتَزُولُ بعد ذلك كلُّ عاهةٍ عن مُعتقدي الحقِّ من شيعةِ المهدي عليه السلام ، فيَعْرِفونَ عند ذلك ظُهورَه بمكةَ فيَتَوَجَّهونَ نَحْوَه لنُصرتِه . كما جاءتْ بذلك الأخْبارُ.
ومن جُملةِ هذهِ الأحداثِ محتومةٌ ومنها مُشتَرَطَة،واللهُ أعلم بما يكونُ ، وإنَّما ذَكَرْناها على حسب ما ثَبَتَ في الأصولِ وتَضمَّنها الأثرُ المنقولُ ، وباللهِ نستعينُ وإيّاهُ نَسْألَُ التوفيقَ . أَخْبَرَني أَبو الحسن عليُّ بن بلال المهلّبي قالَ : حَدَّثَني محمَّدُ بن جعفر المؤدّب ، عن أَحمدَ بن إدريس، عن عليِّ بن محمد بن قتيبة، عن الفضلِ بن شاذان ، عن إسماعيل بن الصباح قالَ : سَمِعْتُ شيخاً من أَصحابنا يَذْكُرُ عن سيف بن عُميْرَة قالَ : كُنْتُ عند أَبي جعفر المنصورِ فقالَ ليَ ابتداءً : يا سيفَ بن عُميرةَ، لا بدَّ من منادٍ ينادي من السماءِ بأسمِ رجل من ولدِ أَبي طالبٍ ، فقُلْتُ : جُعِلْتُ فداك يا أَميرَ المؤمنينَ تَرْوي هذا؟ قالَ : إي والَذي نَفْسي بيدِه لِسماعِ أُذُني له ، فقُلْتُ : يا أَميرَ المؤمنينَ ، إنَّ هذا الحديثَ ما سَمِعْتُه قَبْلَ وقتي هذا! فقالَ : يا سيفُ ، إنَّه لحقٌّ ، وإذا كانَ فنحنُ أَوّلَ مَنْ يُجيبُه ، أَما إنَّ النداءَ إلى رجلٍ من بني عمِّنا، فقُلْتُ : رجلٌ من ولدِ فاطمة؟ فقالَ : نعَمْ يا سيفُ ، لولا أَنَّني سَمِعْتُ من أَبي جعفر محمد بن علي يُحَدِّثُني به ، وحَدَّثَني به أَهلُ الأرضِ كُلّهم ما قَبِلْتُه منهم ، ولكنَّه محمدُ بن عليّ ِ.
وروى يحيى بن أَبي طالب ، عن عليِّ بن عاصم ، عن عطاء بن السائب ، عن أَبيه ، عن عبدالله بن عمر قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلّىالله عليهِ وآلهِ : «لا تقومُ الساعةُ حتى يَخْرُجَ المهديُّ من ولدي ، ولا يَخْرُجُ المهديُّ حتى يَخْرُجَ ستونَ كذّاباً كُلُّهم يقولُ : أَنا نبيٌّ ». الفضلُ بن شاذان ، عمّن رواه ، عن أَبي حمزة قالَ : قُلت لأبي جعفر عليه السلامُ : خروجُ السفياني من المحتومِ ؟ قالَ : «نعَمْ ، والنداءُ من المحتوم ، وطُلوعُ الشمسِ من مَغْرِبها محتومٌ ، واختلافُ بني العباس في الدولةِ مَحتومٌ ، وقَتْلُ النفس الزكيةِ محتومٌ ، وخروجُ القائمِ من آلِ محمد محتومٌ » قُلتُ له : وكيفَ يكونُ النداءُ؟ قال : «ينادِي مُنادٍ من السماءِ أَولَ النهار: أَلا إنَّ الحق مع عَليٍّ وشيعتِه ، ثُمَّ ينادِي إبليسُ في آخرِ النهارِ من الأرضِ : أَلا إنَ الحق مع عثمان وشيعتِه ، فعندَ ذلكَ يَرْتاب المُبْطِلونَ ».
الحسنُ بن عليّ الوشّاء، عن أَحمدَ بن عائذ، عن أَبي خديجة، عن أَبي عبدالله عليه السلام قال : «لا يَخْرُجُ القائمُ حتى يَخْرُجَ قَبْلَه اثنا عشرمن بني هاشم كُلُّهم يَدْعُو إلى نَفْسِه »ِ.
محمّدُ بن أَبي البلاد، عن عليِّ بن محمد الأودي ، عن أَبيه ، عن جدِّه قالَ : قالَ أَميرُ المؤمنينَ عليه السلامُ : «بين يدي القائم موتٌ أَحمرُ وموتٌ أَبيضُ ، وجرادٌ في حينهِ وجرادٌ في غير حينهِ كأَلوانِ الدمِ ، فأمّا الموتُ الأحمرُ فالسيفُ ، وأَمّا الموتُ الأبيضُ فالطاعونُ » .
الحسنُ بن محبوب ، عن عمرو بن أَبي المقدام ، عن جابرِ الجعفي ، عن أَبي جعفر عليه السلامُ قالَ : «الزَم الأرْضَ ولا تُحرِّك يداً ولا رِجْلاً حتى ترى علاماتٍ أذكرها لك ، وماَ أَراك تُدْرِك ذلك : اخْتلافُ بني العبّاس ، ومنادٍ ينادي من السماءِ، وخَسْفُ قريةٍ من قرى الشامِ تسمّى الجابيةَ، ونُزولُ التركِ الجزيرةَ، ونزولُ الروم الرملةَ . واختلافٌ كثيرٌ عند ذلك في كلِّ أَرضٍ ، حتى تَخْرُبَ الشامُ ويكَونَ سببُ خرابِها اجتماعَ ثلاثِ راياتٍ فيها: راية الأصهبِ ، وراية الأبقع ، وراية السفياني » . عليُّ بن أَبي حمزة، عن أَبي الحسن موسى عليه السلاِمُ في قوله جلّ قائلاً : ( سَنُريهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَين لَهُمْ أَنَّه الحَقُّ ) قالَ : «الفِتَنُ في الآفاقِ ، والمسْخُ في أًعداءِ الحقِّ ».
وُهيب بن حفص ، عن أَبي بصير قالَ : سَمِعْتُ أَبا جعفرَعليه السلامُ يقولُ في قوله تعالى: ( إِنْ نَشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) قالَ : «سَيَفْعَلُ الله ذلك بهم » قُلْتُ : مَنْ هم ؟ قالَ : «بنو أُميةَ وشيعتُهم» قُلْتُ : وما الآيةُ؟ قالَ : «رُكودُ الشمسِ ما بين زوالِ الشمسِ إِلى وَقْتِ العصرِ، وخُروجُ صَدرْ ووَجْهٍ في عينِ الشمسِ يُعْرفُ بحسبِه ونَسَبِه ، وذلك في زمانِ السفياني ، وعندها يكونُ وبَوارُه ولَوارُ قومِه » .
عبدُ الله بن بُكير، عن عبدِ الملك بن اسماعيل ، عن أَبيه ، عن سعيدِ ابن جبير قالَ : إِنَّ السَنَة التي يقوم فيها المهديُّ عليه السلامُ تُمْطَرُ الأرض أربعاً وعشرين مطرةً، تُرى آثارها وبركاتها. الفضلُ بن شاذان ، عن أحمدَ بن محمد بن أَبي نصر، عن ثعلبة الأزدي قالَ : قالَ أَبو جعفر عليه السلامُ : «آيتانِ تكونانِ قبلَ القائمِ : كُسوفُ الشمس في النصفِ من شهرِ رمضانَ ، والقمر في آخرِه «قالَ :قُلْتُ : يا ابنَ رسول الله ، تنكسف ِ الشمس في اخرِ الشهرِ، والقَمَر في النصف . فقالَ أَبو جعفرُ عليه السلامُ : «أَنا أَعْلَمُ بما قُلْت ، إِنَّهما آيتانِ لم تكونا منذُ هَبَطَ آدَمُ عليه السلامُ » . ثعلبةُ بن ميمونَ ، عن شعيب الحداد، عن صالح بن ميثم قالَ : سَمِعْتُ أَبا جعفرَعليه السلامُ يقولُ : «ليس بين قيام القائمِ عليه السلامُ وقَتْلِ النفس الزكيةِ أَكْثَرَمن خمس عشرة ليلة» .
عمرو بن شمر، عن جابر قالَ : قُلْتُ لأبي جعفر عليه السلامُ : متى يَكونُ هذا الأمرُ؟ فقالَ : «أَنّى يكون ذلك - يا جابر- ولمّا يَكثُرالقتلُ بين الحيرةِ والكوفةِ».
محمَّدُ بن سنان ، عن الحسين بن المختار، عن أبي عبدالله عليه السلامُ قالَ : «إِذا هُدِمَ حائط مسجدِ الكوفةِ ممّا يلي دارَ عبداللهِّ بن مسعود، فعند ذلك زوالُ مُلْكِ القوم ، وعند زوالِه خُروجُ القائمِ عليه السلامُ » ِ .
سيفُ بن عميرة، عن بكر بن محمد، عن أَبي عبدالله عليه السلامُ قالَ : «خُروجُ الثلاثةِ : السفياني والخراساني واليماني ، في سنةٍ واحدةٍ في شهر واحدٍ في يومٍ واحدٍ ، وليس فيها راية أَهْدى من رايةِ اليماني ، لأنَّه يَدْعُو إلى الحقَ ».
الفضلُ بن شاذان ، عن أَحمدَ بن محمد بن أبي نصر، عن أَبي الحسن الرضا عليه السلامُ قالَ : «لا يكونُ ما تَمُدُّونَ إِليه أَعْناقَكُمْ حتى تميّزوا وتُمَحَصوا فلايَبْقى منكم إِلاّ القليلُ ، ثم قَرَأ: ( ألم *أحسِبَ الناَّسُ أَنْ يُتْركوا أَنْ يَقُولوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) ثم قال : إِنّ من علاماتِ الفَرَجِ حدثاً يكون بين المسجدين ، ويقْتُلُ فلانٌ من ولدِ فلانِ خمسةَ عَشَرَكَبْشاً من العربِ » .
الفضلُ بن شاذان ، عن معمر بن خلادِ ، عن أَبي الحسن عليه السلامُ قالَ : «كأَنّي براياتٍ من مصرَ مُقْبلاتٍ خُضْرٍ مُصَبَّغاتٍ ، حتى تَأْتي الشاماتِ فتهدى إِلى ابن صاحبِ الوصيّات » .
حماد بن عيسى، عن إِبراهيم بن عمر اليماني ، عن أَبي بصير، عن أَبي عبد الله عليه السلامُ قالَ : «لا يَذْهَبُ مُلْكُ هؤلاءِ حتى يَسْتَعْرِضوا الناسَ بالكوفةِ في يوم الجمعةِ، لَكَأَنّي أَنظُرُ إِلى رُؤوس تَنْدُرُ فيما بين باب الفيلِ وأصحابَِ الصابونِ » .
عليُّ بن أَسباط ، عن الحسن بن الجهم قالَ : سَألَ رجلٌ أَبا الحسن عليه السلامُ عن الفَرَجِ فقالَ : «تُريدُ الإكثارَأَم اُجْمِلُ لك ؟» قالَ : بل تُجْمِلُ لي ، قالَ : «إِذا رُكِزَتْ راياتُ قيس بمصرَ، وراياتُ كِنْدةَ بخراسانَ ».
الحسينُ بن أبي العلاء، عن أَبي بصير، عن أَبي عبدالله عليه السلامُ قالَ : «إنَّ لولد فلانِ عند مسجدِكم - يعني مسجدَ الكوفةِ - لوقْعةً في يومِ عَرُوبَة ِ ، يُقْتَلُ فيها أَربعةُ آلافٍ من باب الفيلِ إلى أَصحاب الصابونِ ، فإِيّاكم وهذا الطريقَ فاجْتنبوه ، وأَحْسَنُهم حَالاً مَنْ أَخَذَ في دَرْبِ الأ نصا رِ» .
عليُّ بن أَبي حمزة، عن أَبي بصير، عن أَبي عبدالله عليه السلامُ قالَ : «إنَّ قُدّامَ القائمِ عليه إلسلامُ لسنة غَيْداقَةً، يَفْسُدُ فيها الثمار والتمر في النخلِ ، فلا تَشُكُّوا في ذلك » .
إِبراهيم بن محمد، عن جعفر بن سعد، عن أَبيه ، عن أَبي عبدالله عليه السلامُ قالَ : «سَنَةُ الفتحِ يَنْبثقُ الفراتُ حتى يَدْخُل على أَزِقَّةِ الكوفةِ».
وفي حديثِ محمد بن مسلم قالَ : سَمِعْتُ أَبا عبدالله عليه السلامُ يقولُ : «إِنَّ قُدّامَ القائمِ بلوى من اللهِ » قُلتُ : ما هو، جُعِلْتُ فداك ؟ فقَرَأ: ( وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بشيَءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشرِّ الصَابرينَ ) ثم قالَ : «الخوفُ من مُلوكِ بني فلان ، والجوعُ من غلاءِ الأسْعارِ، ونَقْصٌ من الأموالِ من كسادِ التجاراتِ وقِلةِ الفَضْلِ فيها ، ونَقْصُ الأنفسِ بالموتِ الذريعِ ، ونَقْصُ الثمراتِ بقلَّةِ ريعِ الزرعِ وقِلّةِ بركةِ الثمارِ» ثم قالَ : «وبشرِّ الصابرينَ عند ذلك بتعجيلِ خُروجِ القائم عليه السلامُ »ِ.
الحسينُ بن يزيد، عن منذر الخوزي عن أَبي عبدالله عليه السلامُ ، قالَ : سَمِعْتهُ يقولُ : «يُزْجَرُ الناس قَبْلَ قيام القائمِ عليه السلام عن معاصيهم بنارٍ تَظْهَرُ في السماءِ ، وحُمْرَة تًجَلِّلُ الَسماءَ، وخسفٍ ببغدادَ، وخَسْفٍ ببلدِ البصرةِ، ودماءٍ تُسْفكُ بها،وخراب دوُرِها،وفناءٍ يَقَعُ في أَهْلِها، وشُمولِ أَهْلِ العراقِ خوفٌ لا يكونُ لهَم معه قَرارٌ» .
هذه الروايات نقلا عما ورد في كتاب الارشاد . .......................................................................................................................ومن المنتدى الرسمي لسماحة الشيخ عبد الرضا معاش فيضانات - اسراب الجراد http://www.maash.com/vb/t7914.htmlفهو مقتبس من كتاب متى يظهر الإمام المهدي؟ مجموعة بحوث للشهيد السيّد محمد الصدرقدس سره، وكذلك من كتاب تاريخ الغيبة الكبرى ص 442 من موسوعة الغيبة للسيد محمد صادق الصدر (ره).
مدخل: الفرق بين شرائط الظهور وعلاماته
أولاً : في شرائط الظهور :ما هي شرائط الظهور
معنى الشرط في الفلسفة: ما كان له بالنتيجة علاقة عليّة وسببية لزومة، بحيث يستحيل وجوده بدونه.
شرائط الظهور:
الشرط الأول: وجود الأطروحة العادلة الكاملة
التي تمثل العدل المحض الواقعي، والقابلة التطبيق في كل الأمكنة والأزمنة ، والتي تضمن للبشرية جمعاء السعادة والرفاه في العاجل، والكمال البشري المنشود في الآجل.
الشرط الثاني: وجود القائد المحنك الكبير
الذي له القابلية الكاملة لقيادة العالم كله .
الشرط الثالث: وجود الناصرين
المؤازرين المنفذين بين يدي ذلك القائد الواحد.
وأهم ما يشترط في هؤلاء المؤيدين، شرطان:
أحدهما : الوعي
والشعور الحقيقي بأهمية وعدالة الهدف الذي يسعى إليه والأطروحة التي يسعى إلى تطبيقها.
والثاني : الاستعداد للتضحية
في سبيل هدفه على أي مستوى اقتضته مصلحة ذلك الهدف
ثانياً : إن الروايات التي تدل على حدوث حوادث معينة في مستقبل الزمان، على ثلاث أقسام:
القسم الأول : ما ورد مربوطاً بظهور المهدي( عج) بنص الرواية.
القسم الثاني : ما ورد مربوطاً بالساعة وقيام القيامة.
القسم الثالث : ما ورد مهملاً من الناحيتين السابقتين.
مفهوم العلامة وانقساماتها.
تتضمن العلامة: معنى الكشف والدلالة والآراء بالنسبة إلى ما هي علامة عليه... وهو الظهور فيما يهمنا الآن. وتنقسم العلامات :
الأول : ما كان مندرجاً في التخطيط الإلهي وقريباً من الظهور كقتل النفس الزكية، لو ثبت دليل نقله.
الثاني : ما كان مندرجاً في هذا التخطيط وبعيداً عن عصر الظهور. كوجود دولة العباسيين والحروب الصليبية.
الثالث: ما كان أمراً تكوينيناً قريباً من الظهور، كالكسوف والخسوف المشار إلية .
الرابع: ما كان أمراً تكوينياً بعيداً عن عصر الظهور، كالذي ورد في الأخبار من حصول الفيضانات ووجود أسراب الجراد وشحة الأمطار في عصر الغيبة الكبرى.
وفي مستقبل البحث سنأتي على ذكر العلامات التي لم تتحقق بعد وبشئ من التفصيل.
https://telegram.me/buratha
