يحيى السعيدي
شان كل الديمقراطيات الوليدة والحديثة العهد قد تتخلل تجربتنا الانتخابية وهي الثانية على مستوى البرلمان بعض الهفوات والارتباكات والتجاذبات فتختل الموازنة السياسية لحساب طرف على طرف فيولد هذا الاختلال بعض التشنجات والقرارات المتسرعة التي تحيل الوضع الى ازمة حقيقية ...ولكي نكون واضحين بهذا الصدد نود ان نبين ان الاحزاب العراقية عموما باسلامييها وعلمانييها ومستقليها وغيرهم قد لعبوا في المرحلة الماضية ادوارا خطرة ومارسوا مهنة الجراحة التجميلية لجسد العراق الممزق بنية الترميم والاصلاح , لكن يبدو ان الدور لم يكن ملائما البتة لهم ولم يكونوا على قدر المسؤولية ولم يمتلكوا المهارة اللازمة لتطبيب البلد ذي الجراحات المثخنة , والانكى من ذلك كله انهم بداوا يتصارعون ويتشاتمون ويتنابزون والبلد يان امامهم من اهوال الارهاب المقنع الذي كاد ان يحيل العراق الى مملكة لذي الثياب القصيرة واللحى المتدلية لولا تصدي الحكماء للمسؤولية ووجود السيد المالكي على راس الهرم التنفيذي والذراع العسكري فضرب بقوة وبجسارة احيانا كثيرة مراكز موبوئة بالفساد والابتزاز في شتى بقاع الوطن وغريب امر الساسة العراقيين وكانهم خلقوا للجلوس على المكاتب الفخمة خلف العناوين البراقة ولم يابهوا لانين الارامل وبكاء اليتامى الذين حصدتهم المفخخات , واضحى همهم الوحيد الحصول على اكبر قدر من الغنيمة والترفيه والراحة .. انا لااريد الخوض كثيرا في تفصيلات الترف النيابي لان الامور باتت بينة لكل عراقي لكنني انعى الضمير الانساني لسادتي النواب الذي مات ولم نحضر تشييعه ولا نعلم مكان دفنه .. هي اربع مضت لقنتنا السنوات فيها درسا بليغا لكنه باهض الثمن عنوانه ( الممسؤلية والضمير ) متلازمتان يجب ان نفكر كثيرا قبل ان نكتب صك العبور للمتصدي الجديد وليته يكون خلاف الماضيين....
https://telegram.me/buratha
