المقالات

ضريبة المآسي


حسن الهاشمي

المآسي والويلات التي تخلفها العمليات الإرهابية في البلد لا تخفى على أحد من أنها تترك وراءها جيش من الأرامل والأيتام والفجائع الإجتماعية والتراكمات النفسية التي تلف المجتمع من كل حدب وصوب، ولا يمكن ردمها إلا بخطط وعناية من المؤسسات الدينية والمدنية والحكومية، وإذا تركت من دون حل جذري فإن انعكاساتها السلبية تلقي بظلالها على المجتمع وتزيده هما وكربا ومشاكلا فوق ما يعاني من مشاكل تنهال عليه من أعداء العراق سواء الذين يعملون في الداخل أو الذين يخططون في الخارج لتدميره وتدمير خياراته الطموحة الرائدة. وفي هذا السياق ذكرت الإحصائيات التي وردت في مواقع الانترنت إن هناك (130) ألف معاق ومعاقة بسبب أعمال العنف والتفجيرات في العراق وان هؤلاء بحاجة إلى رعاية سريعة من توفير المال الكافي لإدامة سير حياتهم وتقديم ما يمكن من علاج لتخفيف آثار العوق الذي تخلفه تلك العمليات، لاسيما أنها تحصد الأبرياء من الباعة والمتسوقين في الأسواق والأماكن المزدحمة العامة، وغالبا ما تصيب الشرائح الفقيرة والمعدومة من المجتمع ولا شك إن تلك العمليات ستزيد من همومهم ومشاكلهم وما يعانوه أصلا من شظف العيش وصعوبة الحياة. وأما فيما يتعلق بتعويضات المتضررين من أعمال العنف يمكن أن يتم ذلك بإقرار القانون الخاص بهم وهي دعوة لمجلس النواب والحكومة العراقية إلى تفعيل ما اتخذته من إجراءات لتعويضهم وإعادتهم إلى مناطقهم ... وقد وفرت وزارة الهجرة والمهجرين مؤخرا مشكورة مقدار (20) ألف فرصة عمل لأولئك المتضررين وان هناك مبلغا كبيرا من المال قد خُصص لتعويض الدور المتضررة ... والأجهزة المعنية في الدولة مدعوة كذلك باتخاذ جميع الإجراءات المطلوبة لحماية المهجرين وتوفير الظروف المناسبة لاستقرارهم في مناطقهم وعودتهم للحياة الطبيعية، وانزال أقسى العقوبات بحق المجرمين غير عابئين بالأصوات النشاز المطالبة بحقوق المجرم على حساب حقوق الضحية المغلوب على أمره.جميع تلك المساعي بالإضافة إلى ما تقوم به المؤسسات التابعة للمرجعيات الدينية ومنظمات المجتمع المدني المختصة بالجانب الإنساني والإجتماعي لا يمكن أن تنهض بأعباء المسؤولية الثقيلة التي خلفتها تلك العمليات لعظم الخطب وهول ما ألم بعراقنا العزيز، وما زالت معطياتها ومنذ سقوط النظام البائد تترى علينا ويدفع بإزائها الشعب ثمن إقامة النظام الديمقراطي الجديد، وإن أولئك الموتورين وشذاذ الآفاق الذين لا يفكرون بشيء سوى بمصالحهم ومآربهم الشيطانية تراهم ماضون بما خطط لهم من تحطيم تجربة العراق ليرجع الى المربع الأول حيث النظام الشمولي الموافق لتطلعات معظم الأنظمة العربية. وها هو الشعب العراقي يدفع الضريبة غاليا لانتخابه النظام الحر الديمقراطي التعددي الذي يحافظ على كرامة الإنسان ويتعامل مع الجميع على اساس المواطنة والعطاء لا على اساس المرجحات الحزبية والإثنية والمذهبية التي ولى زمنها من دون رجعة، وباتت الشعوب تنظر إلى تجربة العراق من أنها تجربة رائدة في تحرر الشعوب من ربقة الظلم والإستبداد الذي مهما طالت شيطنته بيد أنه يبقى مذموما حيث أنه شر مطلق ولا ينتظر منه سوى الدمار والقتل العشوائي والبطش بالقاصي والداني على خلاف ما يتطلع نحوه الشعب من قيادة حكيمة تقوم على أساس الكفاءة والنزاهة لتقوية أواصر مجتمع النظام المؤسساتي القادر على تلبية طموح الجماهير في الحرية والإنعتاق والتطلع نحو الأحسن والأفضل وعلى كافة المستويات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك