نور الحربي
قد تعتبر تصريحات السيد محافظ بغداد مفاجئة للبعض كونها كشفت عن هشاشة العلاقة بين المركز والحكومة المحلية التي انبرت تتحدث عن اعتزاز بالسيد رئيس الوزراء الذي عرف عنه قبل فوز ائتلاف دولة القانون عدائه للسلطات المحلية ومناصرته المركزية وحصر السلطة بيد رئيس الوزراء فقط لانه هو الشخص المقصود ...وكأن ممارسة المسوؤلية وخدمة المواطن هي مسألة خواطر وتهميش المؤسسات امر طبيعي مادام القائد الاعلى يحمل نفس افكار الحزب فكل المؤسسات سواء كانت المركزية او المحلية خاضعة لمزاجه يعطيها الصلاحيات وينزعها متى شاء ولعل السيد صلاح عبد الرزاق لايعلم بصلاحيات حكومته المحلية ولايدري لماذا انتخبته جماهير بغداد (يمكن لتسهيل امور شركة ... حتى تغلف مجلس المحافظة وهسه اجت عدله بعد الاحد المفجع ) ولاندري نحن ماهي علاقة السيد عبد الرزاق بالملف الامني للعاصمة بغداد في حين يعتبر المحافظ في اماكن ومحافظات اخرى المسوؤل المباشر عنه وهل يجتمع مع قائد شرطة بغداد ويسأله عن ما يجري في الشارع ام ان اعتزازه بالسيد رئيس الوزراء يمنعه من ممارسة حقه الدستوري وبسط سلطة القانون لاسيما انه من اولاد دولة القانون وللسيد عبد الرزاق نقول ان الامن غير قابل للمناقشة والاجتهاد وانت مسوؤل كغيرك عن مئات الضحايا الابرياء الذين لايهمهم سوى العيش بسلام بعيدا عن كل ما قلته .. وان مسألة الامن ليست فقط نصب كاميرات تراقب الساحات والشوارع والتباهي بان كاميراتكم شخصت السيارة المفخخة قبل ان تنفجر ليس هذا اطلاقا ما يبحث عنه العراقي الذي اكتوى بنار الارهاب وتناثرت اشلائه لتطالعنا بتبريرات وتصريحات ومطالبات بأقالة القادة الامنيين الذين نرجو ان يحاسبوا على تقصيرهم وتهاونهم و للاسف يا سيادة المحافظ انا اعتقد ان ما قمت به وشاركتك به قناة العراقية التي دافعت بأستماتة عن المقصرين وصورت التسيب الامني في بغداد على انه مسوؤلية الجميع وعزت تقصير اجهزة الامن لقلة التخصيصات وعدم وجود ميزانيات كما هو الحال مع جهاز مكافحة الارهاب الذي اصبح جهازا خاصا بالسيد رئيس الوزراء يخشاه الاحرار ولايتكلم الكثيرون منهم وينتقد الحكومة ورئيسها خوفا من ان يعتقلهم عناصر هذا الجهاز الذي ينفذ ارادة حزب الدعوة فقط كما كان يحدث سابقا ويذكرنا حقيقة بجهاز الامن الخاص التابع للمقبور صدام ..انا اعتقد ان ما قلته ياسيدي الكريم لايتعدى كونه مزايدة ومناورة سياسية الهدف منها تلميع صورة المالكي وامتصاص الغضب الشعبي من تقصير قادته الامنيين وارباب مصالحة البعثيين المجرمين ولعل ما قمت به تمثيلية اخرى بائسة اردت من ورائها ان يقال عنك انك قائد ضرورة ستحول بغداد الى جنة غناء... نرجو من السيد المحافظ فك رموز معادلته والوقوف مع المواطن بعيدا عن الحزبيات الضيقة وممارسة دور اكبر مستقبلا واعتقد لو ان راسة الوزراء كانت تدار من قبل حزب او كيان اخر لوجدنا معارضة حقيقية لكل حركة وسكنة من قبل محافظ بغداد ومجلس المحافظة لانهم حينها سيطالبون بحقهم الدستوري في ادارةشوؤن العاصمة فلماذا لا يحدث هذا اليوم مع وجود عشرات المقصرين الامر واضحكما اسلفنا هوالاعتزاز بشخص رئيس الوزراء على حساب المواطن الذي يراق دمه بلا ادنى ذنب والاخوة الكرام يتفرجون عليه ...
https://telegram.me/buratha
