المقالات

الحرباء والسياسي


شلال الشمري

(يُحكَى بأن أهل قرية مسيحية في لبنان أصابهم ضيق شديد من كاهن الكنيسة،في سلوكه وجهله وتسلطه ورغبته في مصادرة كل شيء من الكنيسة إلى المدرسة ،فشكوه إلى مطران المنطقة،طالبين استبدال آخر به.وتكررت الشكوى ؛ولكن المطران لم يغيِّر الكاهن ،ولاتغير الكاهن فذهب وفد من أهل القرية إلى مفتي المسلمين وأعلنوا إسلامهم ،وطالبوه بإمام للكنيسة بعد تحويلها مسجدا.فاستمهلهم أياماً،وبعدها أرسل اليهم الكاهن ذاته،وقد أصبح شيخا بعمة بيضاء ،ومن دون تبديل في جبته أو عقله أو سلوكه!)ـ المفكر هاني فحص/مج5 لة الوعي المعاصر02005

عندما يكون الهدف هو الامتيازات القارونية التي سيضمنها الفوز بالانتخابات ، وليس مشروع بناء دولة تتشكل اللافتة الانتخابية على وفق مايضمن نجاحها ، ويصبح (الأمير) ـ تأليف الكاتب الإيطالي مكيافلي ـ هو الكتاب المقدس لأغلب سياسيينا الذين يحثون الخطا للقائمة التي تضمن لهم الفوز، و يصح القول : إنها أصبحت قوائم "موزائيكية كوكتيلية" غير مستساغة الطعم ، تجمع المتناقضات تذكرنا بالقائمة العراقية بزعامة الدكتور أياد علاوي القومي ، وعضوية حميد مجيد موسى الشيوعي ، و إياد جمال الدين العلماني المعمم ، و السيد حسين هادي الصدر رجل دين ، وعدنان الباججي ، وعزت الشابندر ، ومهدي الحافظ ، وصفية السهيل ، و وائل عبد اللطيف ،وميسون الدملوجي ، الديمقراطيين الليبراليين ، ورضوان حسين الكليدار ، وخير الله كريم كاظم رجلي دين ، إلى جانب التيار العشائري الذي يشمل أنور أحمد عجيل الياور ، وحسين علي الشعلان ، وفلاح حسن النقيب ، وجمال البطيخ ، وحاجم الحسني الإسلامي والقومي أسامة النجيفي ،

هذا التنوع الذي يفتقر إلى وحدة المنهج ويحمل بذور تناقضاته سرعان ما تفكك بعد انتخابات عام 2005، وفشلت القائمة العراقية في أن تكون معارضة فاعلة ؛ للسبب أعلاه إلى جانب دكتاتورية السيد رئيس القائمة الذي صادر آراء و أصوات أعضاء كتلته ، ولم يعرها اهتماما ويبدو أنه يشعر بتفضله عليهم بإيصالهم إلى عرش البرلمان وأنه صاحب رأس المال والمساهم الأكبر . وهكذا تتشكل الاصطفافات الجديدة والتي هي عبارة عن زواج مصلحة(أحدهم يموِّل والآخر عليه السمعة) ، لغرض عبور عنق الزجاجة المتمثل بالانتخابات القادمة بداية العام 2010، ونستهل شوطاً جديدًا من سياسة التوافقات والمحاصصات الطائفية ، التي تجعل عجلات الحكومة "محلك سر" تراوح في أرض موحلة بعد أن يطمئن الفرقاء الفائزون على نصيبهم من الغنائم التي تغطي مصاريف منتجعاتهم السياحية خارج العراق.

إن آلية القائمة المفتوحة التي تطرح نفسها على الأطراف السياسية قد تقطع الطريق أمام العناصر الدخيلة والضعيفة من مناضلي الحواسم الذين صوَّروا الأمور وكأنهم مفجرو الثورة وقادة التحرير ، وانهم ورثة النظام البائد الذين يحاولون اتخاذ السلالم الخلفية سبيلاً لتسلق جديد واستغفال جديد. لاشك أن الأطراف السياسية في مأزق صعب جدا ، فبعد أن استقبلهم الشعب العراقي استقبال الفاتحين في انتخبات عام 2005، فإنه يستقبلهم في العام 2010 بمنتهى الشك والريبة والفتور والرفض ، وسيفتش الشعب عن رجالاته كمن يفتش عن احجار كريمة وسط جبال من التراب ، وسوف لن تتكرر النظرة الغربية إلينا بأننا شعب 90% منه أذكياء يقوده 10% من الأغبياء لقد أدرك المواطن أن الأمن والخدمات من ماء وكهرباء وصحة وتربية وتعليم لايمكن أن تأتي إلا من خلال رؤية ومشروع لبناء دولة ، تستطيع الدفاع عن المنجز المادي الذي يكون عرضة للخلايا "الحواسمية" النائمة ، إذا لم يكن للمواطن مشروع وطني ، يعتز بالانتماء له ، يمتلك قدرة الردع على المستويين الداخلي والخارجي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-10-28
المقاله تتضمن مقطع من قصة غاية في الروعة لدقة هدفها في المقالة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك