المقالات

الى السيد وزير الداخلية ساعة لحزبك وساعة لربك ..


اياد الموسوي

ربما يكون في بعض الامثال الدارجة الكثير من الاختصار للجهد والوقت والكلمات التي ننفقها للوقوف عند حالة معينة او لوصف حدث او شخص او سلوك ..ومن هذه الامثال ( ساعة لقلبك وساعة لربك )وعلى الرغم من انه ينطبق على اولئك الذين لا يتخذون في الحياة مسارا سليما بل تتعدد لديهم الاهتمامات وحتى تصل الى مرحلة التناقض المطلق الذي تصبح معه عواطفهم واهوائهم هي التي تحكم سلوكهم وتقيد حركتهم ويصبح كل شيء ممكنا حتى مع ايمانهم بان الله يسمع ويرى ويرقب كل شاردة وواردة ...بل يصبح من يحمل شعار ( اقتل حسين واتوب من بعد سنتين ) قديسا بالنسبة اليهم لانهم يقفزون فوق كل الاعتبارات للفوز بماربهم الخاصة في نفس الوقت الذي يعلنون ان الله معهم لانهم معه ..التقلب والتلون والانصراف الى الملذات لتغدو النقائض عنوانا لهم وتصبح حياتهم عبارة عن اشواط متعاقبة من السلوكيات الذي لا يربط بينهما رابط منطقي سوى الانا ..وتلك الساعتين ...لو كان الاخوة في وزارة الداخلية ينفقون نصف ساعات عملهم ( واقصد بهم القيادات العليا ) في اللهو والعبث والنصف الاخر في العمل الجاد الذي يحسب لله تعالى حسابا لكنا بالف خير..ولو كان السيد وزير الداخلية يرفع هذا الشعار لاقام الدنيا واقعدها ...فنصف النهار نصف ساعات الواجب يفرغها لمحاسبة قادته وللوقوف على اخر المستجدات في الساحة الامنية ويفكر ويناقش اخر التطورات الامنية ...لكنا بالف خير ولنصبنا له تمثالا من الذهب المرصع بالماس ..ولكن الطامة الكبرى انه لا يفعل ذلك ..بل ربما يكن ناقما على من اخترع هذا الشعار اقصد المثل الشعبي ورفعه ليكون شعارا ..البولاني لا يؤمن بساعة للعمل وساعة للهو ..من يفعل ذلك في وزارته بين قادته ..فربما يجد نفسه في الشارع هذا ان لم يلقى به في قعر السجون ..لاشيء اسمه ساعة لربك وساعة لقلبك في الداخلية ...لا تتفائلوا كثيرا فالسيد الوزير ساعاته كلها لقلبه ..لهواجسه واحلامه وامنيه ..وابداعاته ..لو كان يهوى الرسم او النحت لصار فنانا ..ولو كان يكتب الشعر لرشحناه خليفة للجواهري ...لكنه لايفعل اي من ذلك ..اعرف انها خسارة كبيرة للفن والادب ان لا يجيد السيد وزير داخليتنا الشعر والرسم ..لكنه يجيد اشياء اخرى ..مواهب اخرى تشغله وتستلب منه اوقاته الثمينة سواء تلك التي يفترض به ان يقضيها في مكتبه في الوزارة ..انه العمل السياسي ..التحالفات ..الانتخابات ...المناصب الجديدة ..والمكاسب ايضا ..يقال ان اساسات المطعم الذي يشيد في عمان لا زال العمل فيها في بدايته ..لكن شعار البولاني لا ياس مع الحياة ..لا ياس مع المناصب ..ولا توقف ..فحين تكون في هذه الحكومة وزيرا للداخلية عليك ان تخطط جيدا كيف تصبح رئيسا للوزراء ...بل ربما رئيسا للجمورية .الاحلام لا تتوقف وما على السياسي حرج ..فقد يصبح اميرا للبلاد ..من يدري ..المشكلة الوحيدة في السيد البولاني ..انه بلا سيئات سيئته الوحيدة انه ترك منصبه كوزير للداخلية وراح يعقد التحالفات ويخطط ...متناسيا انه ليس سياسيا بل قائدا امنيا ينبغي عليه ان يكون وقت الشدائد رجل الميدان ..خدمة الشعب تتطلب الاخلاص والتفاني ...والدقة في العمل ...والتفرغ التام ..اتسائل هل بامكان المنتسب البسيط ان ياخذ اجارة لمدة شهر واحد ليتفرغ لشان من شؤونه العائلية !!طبعا لا ..بدليل انه اذا اراد ان يتمتع باجازة اعتيادية فعليه ان (يحرك جيبه بالمقسوم )فكيف يرضى البولاني لنفسه مالايرضاه لمن يعملون معه ويقتدون به وقد تفرغ للعمل الحزبي بصورة تامة ...كان من الممكن ان يفرغ البولاني ساعة واحدة من يومه الحافل بالهموم الحزبية لمنصبه الوزاري ليحفظ دماء العراقيين ..حينها فقط يصح المثل ..نهار لحوك ..وساعة لشعبك ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2009-10-28
والله حرام تسموه وزير..هجي نماذج مايتسرح بطلي واحد...شلون يسلموه وزاره سياديه والله ماادري!!!
بنت العراق
2009-10-27
الشعب العراقي لايكتفي باقاله المقصرين واالمهملين باعمالهم الذين يقبظون الرواتب مقابل عملهم حتى يهربوا وكانما لم يحصل شيء. لانرضى الا محاكماتهم عسكريارجال الامن من اعلى رتبه الى اصغرها ومحاكمه رجال الاستخباريه العراق من اعلى رتبه في الامن العراقي الى اصغر رتبه فيه. والا جهاز الدزله كلهم خونه مجرمين.ويريدون اباده الشعب .وهنا سندعو عليهم صناحا ومساء وليلا ونهارا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك