المقالات

"الاربعاء الدامي".. مرة اخرى


احمد عبد الرحمن

اطلقت التفجيرات الارهابية المروعة التي حدثت صباح يوم امس الاحد، الخامس والعشرين من الشهر الجاري في قلب العاصمة بغداد، وتحديدا قرب مجلس محافظة بغداد ووزارة العدل، رسالة تشتمل على اشارات عديدة ينبغي التوقف عندها طويلا.فحجم الجريمة التي حصلت قد تعجز الكلمات عن وصفها، ومئات الشهداء والجرحى الذين سالت دمائهم وتبعثرت اجسادهم يكفي للتدليل على طبيعة وحجم ما حصل. ان تفجيرات يوم الاحد لاتقل من حيث عدد ضحاياها والدمار والتخريب الذي خلفته عما خلفته تفجيرات الاربعاء الدامي من خسائر بشرية ومادية هائلة، ولم تتعد الفاصلة الزمنية بين التفجيرات الاولى والتفجيرات الثانية الا ستة وستين يوما، واكثر من ذلك انهما وقعا في نفس المنطقة تقريبا، وكلاهما استهدفا مؤسسات حكومية مهمة مثل وزارة الخارجية ووزارة العدل ومجلس محافظة بغداد، وبنفس الطريقة.ولاشك ان تلك العمليات الاجرامية الارهابية تأتي في سياق المخطط التدميري التخريبي ضد العراق، ذلك المخطط الذي تديره وتوجهه وتغذيه اطرافا مختلفة لاتريد الخير للعراق والعراقيين، ومعروف ان التحالف التكفيري الصدامي هو محور ذلك المخطط، فعلى امتداد ستة اعوام ونصف خسر العراق الكثير من ابنائه جراء موجات الارهاب التكفيري والصدامي، وخسر كذلك الكثير من موارده وثرواته.وكما اشار المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في بيانه بشأن عمليات الاحد الارهابية "ان اعداء الشعب العراقي بأفعالهم الاجرامية تلك انما يسعون جاهدين الى بث الرعب والفزع في نفوس الشعب العراقي واعادة الامور الى المربع الاول، وتبديد المكاسب والمنجزات المتحققة على الاصعدة الامنية والسياسية والاقتصادية، وعرقلة مسيرة العملية السياسية، وخصوصا في ظل اجواء الاستعداد والتهيئو للاستحقاق الانتخابي المقبل، المتمثل بالانتخابات البرلمانية العامة مطلع العام المقبل، وبالتالي افشال المشروع الوطني العراقي الذي قطع اشواطا طويلة بفضل تضحيات ابناء هذا الشعب وتكاتفهم وتازرهم ووقوفهم صفا واحدا بوجه اعدائهم".ولم تعد اهداف ذلك المخطط التدميري التخريبي خافية على أي شخص في العراق، في ذات الوقت لم يعد هناك في العراق من يجهل ما هو المطلوب وما هي الاليات والسياقات الصحيحة والمناسبة لوضع حد لتلك الاختراقات والتجاوزات الامنية الخطيرة للغاية.فأحباط المؤامرات والمخططات الموجهة ضد الشعب العراقي، لايمكن له ان يتحقق بالكامل دون تكريس كل الجهود والطاقات والامكانيات، ودون اضطلاع الحكومة وكل مؤسسات ومفاصل الدولة الامنية والعسكرية والسياسية بواجباتها ومهامهما بكل صدق واخلاص وانطلاقا من المعايير والاعتبارات الوطنية، بعيدا عن الاطر والعناوين الفئوية والحزبية الضيقة، والمصالح والاجندات الخاصة. ولايمكن له ان يتحقق من دون المزيد من التلاحم والوحدة بين كل العراقيين لتفويت الفرصة على الاعداء ورد كيدهم الى نحورهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
موالية
2009-10-25
اولا الجمعة الدامية ثم الاربعاء الدامي واليوم الاحد الدامي كم بقي من ايام الاسبوع لتكون كلها دامية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك