المقالات

المسؤولية بين حذاء غاندي وأراضي الوزراء في منطقة المسبح


شلال الشمري

من طريف ما يُروَى عن عظيم الهند "المهاتما غاندي " أنه كان يستقل قطاراً يوماً ما داخل الهند ، وفي إحدى عربات القطار المكشوفة وقف إلى جوارسور العربة يتطلع إلى القرى والمزارع التي كان يمر بقربها القطار ، فسقطت إحدى فردتي حذائه ، فسارع إلى رمي الفردة الثانية ، وبقي حافي القدمين ، فسأله من كان برفقته عن سبب رميه الفردة الثانية ، فقال : لعل أحد الرعاة يعثر عليها فيستفيد من كليهما أما إذا احتفظت بالثانية فسأحرمه من هذه الاستفادة ، ولا ينفعني الاحتفاظ بها بعد أن سقطت الأخرى .

سرعة البديهة وحسن التصرف هذه نستشف منها أن هذا الرجل العظيم يعيش إنسانية مطلقة في كل جوارحه ، انعدمت فيها الأنا وتسري في عروقه المحبة والإيثار لشعبه ، ويعيش في وجدانه راعي الغنم قبل "المهراجا " ويستشعر المسؤولية تجاه أبسط إنسان ، علماً أن في الهند عشرات القوميات والأديان واللغات ليس له حكم مسبق ( الجميع بعثيون حتى يثبتوا العكس ) وانهم سفهاء نتفضل عليهم بمن يسوقهم سوق القطيع بما نختاره لهم من رعاة في القوائم المغلقة العمياء . ( إن موعدنا الانتخابات أليس شهر يناير بقريب )

هذه القصة تذكرنا حينما خرج علينا مجلس الوزراء قطع أراضٍ في منطقة المسبح وبمساحة ستمائة متر مربع ، وعندما استعلمت من أحد دلالي العقارات في منطقة الكرادة عن سعر المتر في هذه المنطقة ، أجابني مشكوراً 1500$ ألف وخمسمائة دولار للمتر المربع الواحد ، أي أن سعر القطعة 600متر مربع هو 900000$ تسعمائة ألف دولار ، أي بسعر صرف الدينار العراقي بمصرف الرافدين والذي هو 1170 دينار للدولار الواحد يساوي 1053000000وللذي لا يعرف قراءة الرقم يغيره كتابة ً "مليار وثلاثة وخمسين مليون دينار عراقي" .

ولكي يطلع المواطن العراقي على سخاء مجلس الوزراء ونضعه في الصورة اتصلت بدلال عقار آخر ، ولكن هذه المرة في منطــقة ( سبع البور ) واستعلمت منه عن أسعار قطع الأراضي في هذه المنطقة فأجابني بعد وابل من ( الغزالات ) ان أقصاها لا يتعدى 18000000 ثمانية عشر مليون دينار عراقي للقطعة 200متر مربع وحسب الموقع . وبمقاربة بين حظ الوزير وحظ المواطن من عباد الله اتضح بعد القسمة أن ثمن قطعة أرض الوزير تعادل قيمتها 5. 58 ثمانية وخمسين ونصف المرة ضعف قيمة قطعة أرض عباد الله ، فيا أولي الأمر نذكركم بما ألزمتم به أنفسكم ( بجمرة ) عقيل بن أبي طالب ، ولكي لا يُفسَّر الكلام المذكور آنفاً ، أو يُوظَّف كدعاية انتخابية سوداء ، أو للتشهير بطرف ومناصرة آخر ، وهذا ما تقوم به الأطراف المتنافسة في إعلامها ، حيث نصبوا المآتم تباكياً ونشيجاً ونحيباً ولطماً وشقوا الجيوب وقرعوا الطبول ونقروا الدفوف على الشعب الذي يفترش الأرض ويلتحف السماء ، فإنهم قد استحوذوا على القصور والفلل والضياع والمزارع التي تساوي أضعاف قطع أراضي السادة الوزراء عدداً وثمناً في داخل المنطقة الخضراء وخارجها ، ولكن الفارق هو سوء التوقيت الذي وقعت فيه الحكومة ألف "عفواً" مليار مبروك لسادتنا أصحاب المعالي الوزراء

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2009-10-24
لا تقلق سيخرجون منها يوما ما كما خرج منا وزراء البعث من قبلهم والعاقبة للمتقين
عراقي هج من البعثيه وظلام اليوم
2009-10-24
انا عراقي هجيت من بلدي وتركت روحي عند حيدرة وديعه خرجت بسبب مضايقتي من السلطه البعثيه وكادو يصفوني لولا ماكنت اعاني من مرض وهو اصابتي بالفشل الكلوي وبعت داري وخرجت متخفيا عن انظار البعثيه وياليتني اعود بكنف محراب علي (ع) ولكن لابيت لي ولاراتب تقاعدي لكوني كنت موظف وحسب خبرتي في مجال عملي في وزارة الصحه سابقا لم ولن اجد من رعايه صحيه حقيقيه هذا ليس حالي فقط بل حال اغلب العراقيين والجماعه الدعاة يلعبون بيه لعب واحنه لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم شكينه والشكوه لغير الله تذلنه وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك