( بقلم : المهندسة بغداد )
لا يخفى على سكنة بغداد الأصليين إن مناطق غربي بغداد هي مناطق حديثة العهد فعمر أبنيتها لا تتجاوز العشرون عاما أو أكثر بقليل كحي الجهاد والمعالف والبدالة وحي المواصلات ...الخ مما يجعل تلك المناطق مختلفة السكان بمعنى إنهم من طوائف مختلفة ومناطق مختلفة فلا تطغى على هذه المناطق الصبغة الموحدة للمناطق الأصلية كالاعظمية والكرادة ورغم هذا تتعرض هذه المناطق لإحداث غريبة والغرابة في الأمر إن الأحداث متكررة ومتسلسلة بانتظام مما يثير الريبة
ومما يجدر الإشارة إليه إن مناطق كحي الجهاد وغيرها ما هي إلا قطع موزعة الى عوائل شهداء حرب إيران بالإضافة الى الضباط الذين لديهم حصة في كل شيء مما يعطي انطباع إن تلك المناطق ذات ولاء صدامي سابقا وقد يكون ظاهريا فالله اعلم على كل حال
ولنرجع سنيين بسيطة لتلك المناطق فهذه المناطق ظهرت فيها الوهابية بداية التسعينات وبشكل ملفت للنظر مستغلة كون المنطقة منوعة الطوائف وقد اخذوا وضعهم وبعد السقوط بدأت أعمالهم الدنيئة من تفجير حسينيات وقتل غير طبيعي في منطقة حي الجهاد وصل الأمر بائع السكائر ومحلات البيع لمجرد انه شيعي وكانت عوائل الشهداء تحرم من أن تقيم مأتم أو حتى أن تخرج الجنازة من بيوتهم تصورا لهذا الحد هذا في بداية عام 2006 ونستقري من هذا الوضع إن البعثو سلفية والوهابية هم المسيطرون على هذه المناطق وخلال فترة ليست بالقصيرة لم تسمع إن هنالك سيارات مفخخة في هذه المناطق سوى التصفية الجسدية وبتكتم إعلامي لا نظير له نعم فالشهداء بالمئات وعندما قتل خمسون قامت القيامة ولست بصدد الاستهتار بأرواح المواطنين بنظرة طائفية مقيتة إلا إنني استغرب وضع الإعلام العراقي المثير للريبة نعم هكذا كان الوضع لكن في ليلة وضحاها نرى الإعلام قد سلط الأضواء على هذه المنطقة قبل شهرين تقريبا بعد حادثة الخمسين شخصا المزعومة ولنكون عادلين في طرح الموضوع نحب أن نشير إن هذه المناطق قد ظهرت بها حسينيات صدرية التيار لا دور لها سوى إنها تقوم بالحراسات وأبناء المنطقة وحسب أقوالهم لم يكن لديهم مانع من الأمر فالأمر لا يتجاوز 5 الآلاف دينار عن الحراسة التي كانت في بعض الأحيان تصل الى مواجهات مع فئات غريبة خاصة إن حي الجهاد قريب من حي الفرات المثير للريبة منذ عهد صدام لأنها بؤرة اللصوص والصداميين والمرتزقة
وبعد هذا الحادث ظهرت حالة غريبة بان المواطنون السنة بدءوا بهجر منازلهم خوفا من التصفية رغم إن المنطقة لم تسمع سوى بقتل الشيعة ولم تذكر حالة واحدة عكس ذلك قبل الحادث وما هي الفترة وبدأت المنطقة تخلو منهم وبعدها جاءت فترة السيارات المفخخة والهاونات إضافة الى التصفيات الجسدية للشيعة طبعا ولا اعلم إن كان المواطنون السنة قد هددوا بالفعل أم لا فمصادري عن المنطقة ما هي إلا معارف وأصدقاء استطعت من خلال أقوالهم تحليل الحدث وطبعا هم من مختلف المذاهب ولا اذكر إنني قد سالت سني عن سبب خروجه وقال لي انه هدد بل انه يقرأ مستقبل وشيء لم يحصل ولم استحصل على معلومة هل ان امرا يأتيهم من مجموعة معينة من أبناء مذهبهم فهم متكتمون من هذا النحو
إلا إن رأيي المتواضع يقرا الوضع على انه خدعة من أناس معينين حصلوا على مناصب حكومية للأسف من هيئة المنافقين وغيرهم ربما تكون خطة مرسومة بحنكة تدفع أبناء السنة للتصرف بشكل يخدم الخونة ويؤذي إخوانهم وجيرانهم الشيعة فهؤلاء المجرمون يختلقون جريمة مخيفة يرعبون بها الناس ولست بصدد اتهامهم بجريمة الخمسين شخصا التي ضاعت بين شكي بهؤلاء المجرمين وبين الذين اتهموا جيش المهدي بتنفيذ المهمة إلا إنني استقرب التحليل الأول لأسباب تأتي لاحقا فما إن تتم الجريمة حتى ينسحب أبناء السنة من المنطقة وبذلك تصبح المنطقة شيعية وتبدأ سلسلة المفخخات لقتل مزيد من أبناء الشيعة الأبرياء وبذلك يتسبب ابناء السنة في قتلهم سهوا وما كنت لأصل لهذا التحليل لولا إن السيناريو قد بدأ في مناطق المعالف وحي المواصلات والبدالة وأبناء السنة من جديد يغادرون المنطقة فترقبوا إخواني سيل المفخخات بعد فترة قريبة جدا كما حصل في حي الجهاد وفي اتصال هاتفي مع صديقة في منطقة البدالة شرحت وضع المنطقة قائلة إن اغلب العمليات التي حصلت فيها سابقا كانت وهابية الهوية من سيارات مفخخة كانت تستهدف الأسواق والشرطة أما ألان فهي تستغرب إن أبناء السنة يغادرون المنطقة وبدون أي تهديد ولا تعلم لماذا ؟
لا سامح الله أتوقع إن المناطق هذه في خطر قريب جدا لهذا نرجو من أبناء السنة تحري الصواب في قراراتهم ولا يجعلوا المجرمين يقودوهم الى حيث دمار الوطن فكفاكم يا أبناء السنة خطأ ولعل اكبر خطا قمتم به هو انتخاب هؤلاء وجعلهم بمناصب ماكانوا يحلمون بها رغم انه كانت لديكم خيارات من شرفاء الناس ومن ذات المذهب ان كانت مسائلة طائفية ولعل اقرب مثال لذلك هو قائمة السيد مثال الالوسي الذي يستحق أكثر مما أعطي وأخيرا أحب أن اعرف دور جيش المهدي في كل هذا وفي هذه المناطق تحديدا أتمنى أن يقرا مقالي من يقطن هذه المناطق لمعرفة الإجابة عن هذا السؤال بشكل موسع أكثر هل أنهم يرمون الإحسان لتلك المناطق كما يظهر وبسهوهم بشكل أو أخر يسيئون التصرف حقا أم أن هناك من يتقصدهم أو يستغلهم أم إن فيهم المجرم المتخفي بزي البريء؟ أم أنهم براء من هذه التهم أم أنهم براء من بعضها الله اعلم
أصبح الحكم على الأشياء صعب جدا لكننا نريد كمن يضع النقاط على الحروف فإما صالح أو طالح لا يمكن أن يكون جيد وغير جيد في نفس الوقت والله اعلم بما في قلوب الناس لكن إن ثبت بالأدلة تورط جماعات في أذية أبناء الوطن فلتتجه الحكومة الى حل الميلشيات بأسرع وقت ممكن والله المستعان على حمل الحكومة المنكوبة بشعب متعب ومظلوم ويزيد الطين بلة في ذات الوقت ونسال الله الخير لكل من يستحقه وصبرا موطني وشعبي على هذه الغصص المريرة
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha