المقالات

ماذا اخذت وما اعطت اسرة ال الحكيم للعراق؟


منى البغدادي

ثمة عوائل عراقية عريقة ضحت بوجودها من اجل الدين والوطن وتحدث الطغاة ولم تتراجع او تستكين فقدمت كل ما تملك من اجل نصره العراق وقدمت مصالحها ومستقبلها ومجدها الدنيوي من احل الرضوان الالهي.من تلك العوائل وهي كثيرة لكننا نشير الى بعضها على نحو المثال وليس الحصر فالحصر يتطلب مجالاً لا يسعه هذا المقال، من اهم تلك العوائل هي عائلة آل الحكيم وآل الصدر وآل المبرقع وغيرهم.كانت هذه العوائل مشاريع تضحية واستشهاد وايثار قدمت وجودها وكل جهودها من اجل ارساء مرتكزات الوعي التضحوي والنبل والقيم الكريمة واعطت كل شئ ولم تأخذ أي شىء.السيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد الشهيد محمد الصدر والسيد الشهيد مهدي الحكيم وشهيد المحراب والسيد الشهيد قاسم المبرقع وغيرهم من الشهداء كانوا مشاعل نور ونبراساً في عتمة الطريق وقد ضحوا بانفسهم من اجل انقاذ العراق من العصابة البعثية التي تحكمت على رقاب شعبنا.واليوم نشير الى اسرة الحكيم المجاهدة المضحية التي تمثل عمقاً وامتداداً في تشكيل وتأسيس الوعي الديني والسياسي في مرتكزات الوعي العراقي.لا احد ينكر دور مرجعية الامام الحكيم في ارساء التحرك الاسلامي واشاعة الثقافة الاسلامية في محافظات العراق عبر مكاتب الامام الحكيم التي توزعت في اغلب محافظات العراق ومنها انطلق الوعي الحركي وطلائع رجالات الحركة الاسلامية الذين "صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى ونحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً"ال الحكيم ال الفقاهة والشهادة والتضحية والايثار اسرة علمية خدمت الدين والوطن وعلماء هذه الاسرة توفرت لديهم اكثر من فرصة وخيار وقادرون على اختيار الفرصة والخيار الاسهل مؤونة وتضحية وضريبة وبامكانهم ينعزلون في اجواء العلم والتدريس والحوزة وهم يمتلكون مواهب فكرية وعلمية وامكانية تشكيل المرجعية الدينية الفاعلة كان خياراً سهلاً وممكناً وهم اسرة من معروفة في اغلب الدول الاسلامية في باكستان والهند وايران والبحرين والكويت والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ولكن رجالات هذه الاسرة اختاروا التكليف الشاق والمهمة الصعبة وهي نصرة الدين والوطن وان كلفها ذلك الضريبة الباهضة.

بداية المواجهة العنيدة مع النظام البعثي كانت في عهد السيد الشهيد مهدي الحكيم الذين اقلق النظام بتحركه وعلاقاته في بغداد وبقية المحافظات وانطلاقه على اكثر من افق واتجاه فاصابت تحركاته النظام البعثي بالرعب والهستيريا خاصة بعد تشييع المرجع الديني الامام السيد محسن الحكيم في بغداد وفي النجف الاشرف والحشود المليونية التي هتفت على مقربة من اسماع رجالات السلطة الحاكمة " ماكو زعيم الا الحكيم" و " راح من عدنه الحكيم جيبه انه يا كريم" وكانت هذه الانطلاقة المؤشر الخطير على خطورة التجرك الشعبي بقيادة علماء الدين وعلى رأسهم السيد الشهيد مهدي الحكيم الذي اتهمته السلطة كاجراء استباقي واحترازي وفق خطة الامن الوقائي بالتجسس لاطراف خارجية لتسهيل وتمهيد اعتقاله واعدامه.واستطاع السيد الشهيد الحكيم الخروج من العراق الى بريطانيا ولم ينته النظام من ملاحقته فارسل له بعض ازلام عصابته ليغتالوه في العاصمة السودانية الخرطوم وهو قد دعي الى مؤتمر فكري من قبل حسن الترابي.وكان من رجال هذه الاسرة الشجعان الذي واجه السلطة الغاشمة في انتفاضة صفر هو شهيد المحراب الذي اعتقلته السلطات الامنية وحكمت عليه بالسجن المؤبد سنة 1977 وتم الافراج عنه سنة 1979.وشكلت مسيرة وحركة السيد اية الله العظمى السيد الحكيم شهيد المحراب مرتكزاً مهمة لانطلاقة اكبر مسيرة جهادية وسياسية في تأريخ العراق المعاصر فاسس المجلس الاعلى كأطار جامع لكل قوى المعارصة الاسلامية والوطنية واشرف على تشكيل فيلق بدر كذراع مسلح لمواجهة النظام الصدامي عسكرياً بعد ان اختفت كل الخيارات الممكنة للمواجهة سوى الخيار المسلح الذي اضطرت اليه المعارضة الاسلامية في العراق.

وقاد شهيد المحراب اخطر واكبر حركة سياسية وجهادية ارعبت النظام الحاكم واقلقته واستطاع ان يلملم شتات القوى الاسلامية والوطنية ويقرب بين الفواصل والمسافات ويركز على المشتركات والمصير والمسير الواحد لكل قوى وشخصيات المعارضة العراقية. وحضر بوقت مبكر بعد سقوط النظام الى النجف الاشرف ولم يكترث الى نصائح مقربيه ومستشاريه بضرورة التريث بقرار العودة الى العراق بسبب الاوضاع الامنية المنهارة وتضاعد الارهاب في كل انحاء العراق.ولم يبق شهيد المحراب في بلد اجداده واهله حتى نال الشهادة الرفيعة قرب ضريح جده امير المؤمنين مع اكثر من ثمانين من اصحابه ومحبيه وتحقق حلمه الذي طالما دعا ربه في تحقيقه ورحل الى ربه شاهداً وشهيداً وفي قلبه لوعة وحسرة لعدم ارتكاز المسيرة وتجذر العملية السياسة في العراق ولكنه كان يستشرف الافق دائماً ويتفاءل بان العراق سيكون على المسار الصحيح في نهاية المطاف ويكون نموذجاً يقتدي به الاخرون.للحديث صلة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك