المقالات

كفاءاتنا.. بين الاغتراب والاهمال

916 15:08:00 2009-10-19

علي الخياط

تعد ظاهرة هجرة العقول المفكرة من الظواهر العريقة في القدم وخاصة في المجتمعات الشرق اوسطية والمتخلفة ،وتعود بداياتها إلي المراحل الأولى لتطور العلم والانفتاح الواسع بين الامم، فلا يخلو زمان من هجرة العلماء على شكل فردي بسبب ملاحقة التطور الحاصل في المجتمعات التي هاجر اليها ،او بشكل جماعي كما حدث في البلاد التي عانت من الظلم والجور والحروب. وكان طبيعيا أن يهاجر العلماء لجهة متطورة اكثر وأفضل لينهلوا من ينابيع العلم والمعرفة والاستقرار،تعتبر (هجرة العقول والكفاءات) من بين المشكلات التي تواجه العراق منذ عقود عديدة من الزمن بسبب الحروب والحصار ومغامرات واستهتار الحكومات السابقة وخاصة نظام البعث المقبور. ان هجرة البلاد لأكثر المثقفين والمتعلمين من العراق بسبب السياسات الديكتاتورية والغطرسة والكبرياء البعثي الذي حاول اذلال الطبقة المثقفة والمتعلمة واجبارها في العمل بما يتنافى مع الشهادات التي حصلوا عليها وتعيينهم على اختصاصات لاتتلائم مع خبراتهم ومؤهلاتهم العلمية والثقافية، حدثني أحد الأخوة أن هناك استاذعراقي حصل على الجنسية الأمريكية بعد أن عمل بالولايات المتحدة وهو من ذوي الكفاءات التي حرصت أمريكا على منحه الجنسية الأمريكية و العقول التي حصلت على شهادات جامعية عالية وعملت ضمن مؤسسات اكاديمية كالجامعات والمؤسسات العلمية او المصانع والشركات وغيرها بحيث باتت تتمتع بامتلاكها الخبرة العلمية والعملية والتقنية في مجاله هذا الاستاذ يحاول العودة الى ارض الوطن منذ سنوات الا ان هناك جملة من المعوقات التي تمنعه من العودة واهمها هو شرط العمر في التعيين في المؤسسات والجامعات العراقية ،والاهمال الذي يجابه لهفة العودة وخاصة من بعض المسؤولين الذين يراسلهم والذين ربما يعتبروه خطرا في حال عودته الى البلاد على مناصبهم الهشة وخصوصا الغير مؤهلين منهم. كثير من هؤلاء الكفاءات حلموا بالعودة الى الوطن، وعادت فئات منهم وبالذهن القيام بالدور المأمول في نقل أفكارهم وما عاشوه إلى أوطانهم، والإسهام في التأسيس لمرحلة النهوض، ولعب دور هام في قيادتها الحقيقية ونقلها الى العالم المتطور الحديث فمنهم من وجد له مكان واخرون مازالوا في دوامة الروتين، مازالت اغلب الكفاءات المهاجرة تحلم بالعودة الى الوطن الام ،ذلك الوطن الذي يوفر الأمان، والطمأنينة، والكرامة، والحرية، والعدل والمساواة بين المواطنين ،الوطن الذي يحقق الذات، ويوفر الحياة الكريمة، ويحمي حقوق الأفراد الطبيعية بالعودة الى ارض الوطن والمشاركة في اصلاحه وتطويره والاستفادة من خبرات ابنائه في الابحاث العلمية وبراءات الاختراع والمؤتمرات العلمية وبرامج التطوير العلمي مما يعزز من مكانة البلاد العالمية والمحلية..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح طالب
2009-10-19
نطالب بحلول جذرية كل التقدير وألأحترام لهؤلاء الكفاءات وواقع الحال يفرض ارتباط المهاجرين بكل الوانهم بالسلطة التنفيذية مباشرة اي برئيس الوزراء دون اي وزارة او دائرة وسيطة لأن وزارة الهجرة التي يفترض ان ترعى شؤون هؤلاء المهاجرين هي غير كفؤءة وغير فعالة بكل كوادرها وموظفيها ابتداء من الوزير الى اصغر موظف و هؤلاء لايمكنهم فهم من اغترب عشرات السنين عن بلده حتى يمكنهم احتواء وتقديم كل ما هو مطلوب للمهاجر وتذليل العقبات امامه لكي يتم اعادة انخراطه بالمجتمع العراقي ليساهموا في بناء عراق جديد متحضر
أ.د. وليد سعيد البياتي
2009-10-19
الاستاذ علي الخياط اشكر لكم اثارة الموضوع الذي تحدثنا عنه طويلا عبر عدد من من مقالاتنا ومحاضراتنا هنا في لندن وفي عدد من العواصم وقد لاحظنا انه ثمة تعمد من قبل الجامعات ووزارة التعليم العالي في رفض استقبال او التعاون مع الكفاءات العلمية في الخارج اما خوفا من المنافسة على المراكز العلمية او لان معظم الكفاءات في الخارج تمتلك قدرات معرفية كبيرة لم تتوفر لاكاديميين بقوا داخل العراق، فنحن لم ندعى لاي مؤتمر علمي مع إن عدد منا يحمل اكثر من درجة علمية ثلاثة او اربعة دكتوراه في اكثر من تخصص فما هو الحل؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك