المقالات

سيوف الباطل وأقلام الحق


قاسم العجرش

وصلتني رسالة شفوية من مسؤول (جبير)عبر صديق صحفي ينتمي الى الحزب ذلك (الجبير)، تقول الرسالة أن (الجبير) عاتب علي شخصيا! لأنه كان يتوقع ان أكتب مطريا النجاحات التي حققها، لا أن أفاجأه وأكتب في براثا نقدا موجها لوزارته! كما أنه راغب بمقابلتي متى أشاء لوضعي في الصورة! وشممت من هذه العبارة التي قالها الصديق انها محاولة مهذبة للرشوة وشراء قلمي ، حينها عجبت للأمر، فأنا لست على علاقة بأي شكل بذلك المسؤول حتى (يعاتبني) ، نعم ألتقيته عدة مرات قبل أن يصبح (جبير) ، ولا أظنه يتذكرها، بل أعتقد أنه ليس في وارد تذكرها، ثم أنه وسواه كثير من المسؤولين الذين صاروا في هذا الزمن الرديء كبارا، يؤمنون بعقيدة ثابتة أن الكاتب والاعلامي يجب أن يكون دائما في خدمتهم، وحدود معرفتهم به تنتهي عند حد الخدمة، وبعدها يقفلون هواتفهم، وعلى وصف أحد صحفيينا اللامعين لتصور شكل العلاقة التي يريدها مسؤولي هذا الزمان هو وصفها بالعلاقة الأحتذائية، اي أجلكم الله المسؤول يريد الكاتب والأعلامي حذاءا ينتعله يرميه أو ينتعله متى يشاء،خسأوا، هنا من منبر الأحرار براثا التي يبدو أنها صارت أرقا لأمثاله، أبعث برسالة مكتوبة حتى تكون حجة لي أو له لا يهم، وليست شفهية مترعة بخسة محاولة الرشا،علها تكون درسا له يستفيد منه في قابل الأيام فاقول:

كنا في زمن ولى قبل نيسان 2003، لا نكاد نقرأ نقدا لأداء مؤسسة أو مسؤول حكومي، وإذا حصل وأن تناولت الصحافة شأناً يستحق الانتقاد فإنها تفعل ذلك باستعطاف ورجاء خشية غضب السلطان، أو أن يفسر ما تناولته على أنه إهانة للحزب والثورة والقائد الضرورة.... في زمن أتى بعد نيسان 2003 تغيرت الصورة، فقد زخت السماء مئات الصحف ووسائل الأعلام مسموعة ومكتوبة ومرأية وديجيتال وانفتحت أبوابها على مئات المواقع الالكترونية، وكل يقول ما يرغب، غير أن صورة الإدارة الحكومية وهي تتعامل مع الصحافة والإعلام الحر لم تغادر زمن ما قبل نيسان 2003 إلا قليلا، فالمسؤول الحكومي ما زال متمترسا خلف آهاب المسؤولية، لا يكاد يقرأ إنتقاداً في صحيفة (وكحة) حتى تنتفخ أوداجه، ويزبد ويرعد، ثم يستدعي بائسه المسكين مدير إعلامه ممليا عليه ردا يبدأه بموعظة بالأخلاق ودرسا بالإعلام والوطنية والمسؤولية، ولا ينس أن يختمه بحق الدائرة وحقه الشخصي بمقاضاة الصحيفة...

إن الدفاع عن الحق لا يحتاج إلى أن يأخذ مشروعية من أحد، وهو مدعم بتضحيات جسام قدمها من ننتسب لهم في خط شهيد المحراب دفاعا عن الحق، ولأنه كذلك فهو منهج الأقوياء المتدرعين بالحقيقة دوما كمسار وكقضية، وفي هذا ليس من بين ما يهتم به المؤمنون بقضية شعبنا إرضاء مسؤول أو محاباته، وليس من المهم عندهم صداقة المسؤول، صديقهم الأوحد هو الشعب، ووسيلتهم قلم مُشرع للحق وبالحق، وليشهر المسؤولين الفاشلين سيوف الباطل وللباطل، وستكسر أقلامنا سيوفهم قطعا..وعلى المسؤولين والمقصرين منهم بالتحديد أن يعوا هذه القضية، وأن يعترفوا بتقصيرهم ، ..فالمسؤول (أي مسؤول) في عقيدتنا مقصر حتى يثبت العكس، وما دام قد أختار موقع المسؤولية فعليه أن يعطي المسؤولية حقها، وإذا لم يستطع عليه الرحيل غير مأسوف عليه...

وزمنهم قد ولى وجاء زمن الكلمة الحرة الصادقة الشجاعة، والكلمة الحرة ماضية بلا كلل أو خوف في كشف مثالبهم وأخطائهم و(ملاعيبهم)، ومواقعهم التي هم فيها وجدت لخدمة شعبنا، وأصحاب الكلمة الحرة صوت الناطق بالحق، وتمترس المسؤول بمتراس الوظيفة العامة الزائل، يقابله تمترس دائم هو متراس الكلمة الحرة، بمتراس شعب عاف الذل والاستخذاء للحاكمين، وعليهم التعامل مع الكاتب الحر بأقصى درجات الانضباط، وإياهم وإعطاء الدروس، فألسنتنا حداد ليس لهم قبل بها..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك