المقالات

من الرمادي الى كربلاء


حسن السراي

بعد فترة هدوء واستقرار دامت حوالي عامين اخذت الاوضاع الامنية تتراجع في مدينة الرمادي وبعض المناطق التابعة اليها، حيث ان التفجيرات الاخيرة التي ادت الى استشهاد واصابة عشرات المواطنين الابرياء مثلت اشارة كبيرة وواضحة على التراجع الامني في تلك المدينة التي كانت قبل اعوام تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة الارهابي.واذا كان تنظيم القاعدة قد انتهى وجوده في الرمادي ولم يعد له اثر الا في نطاق قليل جدا، فأن وجود اطراف لها مصالح ومشاريع واجندات متقاطعة هو امر واقع وقائم ولا مفر منه، وهذه الحقيقة لها مصاديق كثيرة ليس في الرمادي لوحدها.ولكن ما ينبغي قوله هنا والتأكيد عليه هو ان الحكومة بأعتبارها تمثل المفصل الرئيسي والاساس للسلطة التنفيذية تتحمل مسؤولية كبرى حيال أي تدهور او تراجع امني، مثلما هي مسؤولة عن توفير الخدمات وتأمين فرص وافاق الحياة الجيدة والمناسبة للمواطنين.انها كارثة حقيقية فعلا اذا صحت بعض الاقوال المتداولة من ان الحكومة لها مصلحة في التدهور والتراجع الامني في الرمادي، لاسيما خلال مرحلة ما قبل الانتخابات البرلمانية القامة التي لم يبق على موعد اجرائها الا ثلاثة اشهر اذا لم يصار الى تأجيلها لبعض الوقت.والكارثة تكمن في ان الحكومة لها اجندات وحسابات حزبية وفئوية ضيقة تريد تمريرها بأي شكل من الاشكال، وحتى وفقا للمبدأ الميكافيلي المعروف (الغاية تبرر الوسيلة)، وفي اوقات سابقة ربما تصرفت الحكومة التي يهيمن على مفاصلها التنفيذية المحورية لون حزبي واحد تقريبا بهذه الصورة، اما للوصول الى اهداف معينة، او لتصفية حسابات سياسية مع طرف ما.ومن الرمادي انتقلت صورة التدهور والتراجع الامني الى كربلاء المقدسة على شكل تفجيرات قرب المراقد المقدسة ازهقت ارواح واسالت دماء ومزقت اشلاء، وفي كل الاحوال فأن ماحصل في كربلاء غير منفصل عما حصل في الرمادي او في اماكن اخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك