المقالات

الرمزية المفرطة وغياب المؤسساتية وصناعة الطاغية

638 20:20:00 2009-10-17

اسد الاسدي

مشكلة الانظمة المستبدة والديكتاتورية تكرس عبادة الفرد وتأليه الذات الحاكمة ويحاول الحاكم ان يضفي على شخصه هالة من القدسية والهيبة والاهتمام المتزايد.وفي الانظمة الفردية تتأكد الرمزية وقوة الشخص ويكون الشعب كله في خدمة الحاكم الذي يحاول توظيف كل شىء من اجله.والرمزية بكل ابعادها الايجابية او السلبية تتقاطع تماماً مع الوعي المؤسساتي ودولة الدستور ولا تلتقي الرمزية مع دولة المؤسسات فهما مفهومان متضادان كلما تكرس احدهما اضمحل الاخر.وفي دولة المؤسسة تحفظ الحقوق والحريات وتنطلق المواهب والطاقات وتتأكد ثقافة احترام القانون والنظام ولا يشعر المواطن بالحيف والاحباط واليأس ولا يتهدد مستقبله وحاضره بينما في دولة الرمز الاوحد تبرز الانانية والاثرة والشخصنة.عندما يختزل الحاكم كل الطاقات والقدرات والامكانات في شخصه فتتحول البلاد والعباد الى زنزانة صغيرة يسودها منطق الغاب يستأسد ازلام الحاكم ويتلون الاخرون وفق مزاج الحاكم فتبرز ظواهر النفاق والتزلف والملق فتضيع الحقائق وتحتجب الرؤية.في العهد البائد حاول النظام السابق تطويق كل مفاصل العراق وغلقه في خدمة الطاغية واصبح الجميع يسعى للخلاص بكل الطرق المتاحة فمنهم من يحاول ارضاء الطاغية بالولاء الزائف والطاعة الكاذبة ومنهم من يسعى للتخلص من غضب الطاغية وحماقاته فانتجت هذه الظروف الصعبة حشوداً من المصفقين والمداحين الذين يسهمون في صنع الطاغية.وبعد نهاية هذا النظام المستبد كنا نتطلع لعراق جديد تسوده دولة الدستور والمؤسسات والقانون وتنتهي ظاهرة الرمز ونبدأ صفحة جديدة ونصنع حاضرنا ونضمن مستقبلنا.ويبدو ان طبائع المستبدين واحدة قد تختلف بالدرجة لا بالنوع وان الحشود الذي صنعت الطاغية واسهمت في تلميعه ومكيجته هي نفسها التي تحاول صنع طاغية جديد ولو بثوب اخر.وتجدر الاشارة العابرة الى قضية مهمة وهي ان الاشخاص يرحلون والمؤسسين لا يبقون واما المؤسسة فهي الباقية فليس من الصحيح التفريط بالمؤسسة من اجل المؤسس وليس من الصواب التركيز على الشخص بدلاً من المؤسسة فان الباقي هو المؤسسة والحركة والزائل الراحل هو المؤسس والشخص فمن يحاول تغليب مصلحة الشخص على الدولة انما يفرط بالدائم من اجل الزائل وهو خلاف الحكمة والمنطق.قد نسهم من حيث لا ندري بصناعة الطغاة عبر رفدهم بالمعلومات المضللة والزائفة ورفع سقف توقعاتهم واحلامهم وقد تبدأ بذور الطغيان تدريجياً لتنمو وتصنع لنا طاغية من جديد بعد معاناة ومأساة وكوارث.لا نريد طاغية جديد ولسنا بحاجة الى مداحين جدد حتى لا نحتاج الى التاسع من نيسان ثانية تضعنا في سندان الاحتلال ومطرقة الارهاب.لنبدأ جميعاً بحرص شديد من التحذير بصنع طاغية جديد فقد انتهى عهد الطغاة ولا مجال لاحتمال او تحمل طاغية جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-10-18
الطاغوت اما يولد او يصنع . وهناك الكثير لدينا ممن يجيد ويتفنن في صناعة الطواغيت. يجب ان ترفع من الخطابات الرسمية والكتب الرسمية كلمة معالي دولة رئيس الوزراء وكذلك معالي الوزير . لانها بحد ذاتها تمثل خرق واضح للدستور العراقي . فعلى من يتعالى هؤلاء ان كان الشعب سواسيه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك