المقالات

الصدريون والبدريون ... الخبرة والعنفوان يلتقيان

2859 19:27:00 2009-10-17

ابو ميثم الثوري

يحاول بعض المغرضين ان يثير الاحقاد والحساسية ويراهن على ايجاد تباعد وعناد بين الصدريين والبدريين لاعتقاده ان هذين الفصيلين لهما خصوصيات مميزة لو اجتمعت في الواقع والشارع العراقي سوف تحدث تماسكاً امنياً وسياسياً واجتماعياً ايجابياً وتساعد على ترسيخ المعادلة الجديدة في العراق وتمنع كل محاولات اعادة المعادلة السابقة الى العراق الجديد من جديد.وافتراق وتباعد هذين الفصيلين يؤدي الى نتائج تفرح اعداء العراق وربما تؤدي الى اهتزازات في الواقع العراقي تسهم في تراجع كل النجاحات على المستوى التعبوي الجماهيري والنسيج الاجتماعي.من الغباء المفرط ان نتصور ان التقاء الصدريين مع البدريين قضية غاية في الصعوبة او غير ممكنة بينما اثبتت التجارب القريبة في كردستان ولبنان خلاف ما يراهن ويعول عليه الاخرون من مثيري العنف والفوضى في العراق.ففي كردستان عشنا فصولاً مرعبة من الاقتتال الداخلي بين رفاق السلاح واخوة المحنة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي حتى بلغ القتال الشرس بين اهم فصيلين كرديين هما الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بازراني والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال طالباني وحصد المئات من الضحايا من الطرفين بل استعان احد اطراف الصراع الاخوي بقوات صدام سنة 1996 لمحاربة الطرف الثاني وطرده من محافظتي اربيل والسليمانية.ثم شاءت الاقدار ان يجتمع كلا الفصيلين المتحاربين تحت خيمة اقليم كردستان ويعيشا متحابين منسجمين ثم جاء سقوط النظام ليكون المنعطف الاهم في علاقة الحزبين الكرديين وليشكلا اهم ائتلاف سياسي هو التحالف الكردستاني الذين لا يمكن تفككه او اضعاف تماسكه وهم الان في افضل حالة ولم يجعلا سنوات الصراع الماضوي ذريعة للانقسام والانفصام.وتجربة لبنان ربما تكون بليغة ومؤثرة فقد اقتتل اخوة المذهب الواحد والوطن الواجد من رجالات المقاومة الاسلامية في لبنان فقد بدأ حزب الله ومنظمة امل في حرب داخلية مرعبة ازهقت فيها ارواح الكثيرين من ابناء هذين الحزبين ولكنهما عادا من جديد اخوة متفاهمين ومنسجمين واليوم نواب حزب الله يعتمدون السيد نبيه بري امين عام منظمة امل وبري وقف مع حزب الله في كل ازماته وحراكه ولن يحيد عنه او يقف متفرجاً او متردداً.واما في العراق الجديد فان الصدريين والبدريين لم يحصل بينهما ما حصل في كردستان او لبنان وانما حصلت بعض الانفعالات والتصعيدات التي لم تكن قيادة بدر او القيادة الصدرية راغبة فيها وقد كتبنا مقالاً افتتاحياً في حينها بعنوان " الحكيم لا يضرب صدره".وفي السياسة ليس ثمة زعل دائم وانما متغيرات وتطورات سريعة تقارب المسافات احيانا وتتباعد المواقف والعواطف احياناً ولكن تبقى مصلحة الوطن هي الاهم.ولما كان المعيار الوطني في الفهم الصدري والبدري منسجماً ومتطابقاً مع رؤية التيارين المذكورين فليس ثمة مانع من التقارب والتحابب والتفاهم والانسجام خاصة ان الذاكرة الصدرية مازالت تحتفظ بمشاهد لا يمكن حرقها او نسيانها وهي الوقفة البدرية اثناء اغتيال السيد الشهيد الصدر الثاني فقد خاض البدريون اشرس العمليات البطولية ضد ازلام السلطة اطلق على بعضها " يالثارات الشهيد الصدر" ومحاولة الاغتيال التي نفذها البدريون ضد المجرم محمد حمزة الزبيدي في النجف الاشرف بالاضافة الى الحب والتعاطف الذي اولاه البدريون مع الشهيد الصدر الثاني والزيارة الميدانية التي قام بها قيادات بدر للسيد الشهيد محمد الصدر بمكتبه في النجف الاشرف ونذكر منهم الشهيد القائد الميداني الحاج ابو ميثم الصادقي(حمزة الدراجي) قائد فرقة الرسول في فيلق بدر السابق وسماحة الشيخ الفقيد ابو شريف العراقي الساعدي اللذين التقيا الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر ونقل لهما تحياته ومحبته للبدريين..هذا التأريخ لا يمكن لاحد حرقة او غلقه وهو موثق لدى الاخوة الصدريين والبدريين وهو ما أزعج واحرج اعداء العراقواليوم يلتقي الهمة والعنفوان الصدري مع التجربة والخبرة البدرية ليكونا احد حدي سيف ذي الفقار الذي يقطع رقاب الفتنة.والشجاعة والحكمة البدرية عندما تعانق التحدي والقوة الصدرية وتهذيب الانفعال والارتجال من اداءاتهما سيتحولان الى ثورة بيضاء لن يوقفها المزايدون والادعياء.وقد يستطيعا هذان الفصيلان من تحريك الشارع وتعبئته حماسياً وسياسياً وهو ما لا تقدر عليه بقية القوى السياسية مجتمعة او متفرقة لان خصائص الصدريين والبدريين تختلفان عن البقية لاسباب لا حصر لها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الكوفي
2009-10-18
الاخ باسم الربيعي لا ادري مالذي اغاضك ، الدماء التي تتكلم عنها قد سفكت ويتحملها من سفكها وهذا ليس معناه ان تنتهي الحياة ، قال الله عز وجل ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) ، كاتب المقال لم يقول ما يخالف الدين والمنطق ابدا ، نعم ربما هذا التقارب يزعج الكثير لاهداف وغايات معروفة ، بالامس زرعوا الفتنة وتمكنوا منها ، اليوم يريدون ان تعاد الفتنة وتسفك الدماء من اجل اهداف سياسية بحتة ، نقول اتقوا الله في دمائنا ولاتحرضوا طرف على اخر ، يكفي ماسفك من دماء .
باسم الربيعي
2009-10-17
لست منحازا الى طرف على حساب طرف آخر بقدر ما انا منحاز الى العراق الجديد، اخي العزيز لم تقرأ التاريخ الم يتقاتل التيار الصدري وبدر في محافظات العراق والم تزهرق الارواح من يتحمل تلك الدماء، ان قتال الحزبين الكرديين وامل وحزب الله ليست حجة وبرهان على الناس، هذه دماء وانتم تدعون تسيرون خلف المرجعية والعلماء يحتاطون في الدماء، فمن سوغ لك كتابة هذه الاسطر، اتتحمل تلك الدماء البرئية التي سالت من الطرفين وام من يتحمل، ام ان السياسة اصبحت لا ذمة فيها ولا ضمير، اتمنى ادارة الموقع النشر للمصداقية والحرية.
الشمري
2009-10-17
طيط و بس
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك