المقالات

لا تتنكروا لاصحاب التأريخ؟


ميثم المبرقع

كل الامم والشعوب تفتخر بابنائها المضحين الذين يقدمون ارواحهم وراحتهم من اجل انقاذ واسعاد شعوبهم ويسجلون مواقف لا يمكن التغافل عنها او تجاهلها.وقد تصنع الامم التماثيل لرموزهم التي تضحي من اجلها وربما جيفارا وهوشي منه وبقية الثوار الذين رسموا بمسيرتهم معالم المستقبل والامل لهذه الشعوب التي تتغنى بامجادهم وبطولاتهم.على ان التغني بالتأريخ دائماً دون الانتباه الى الحاضر ومعطياته ومنجزاته تصبح قضية من التراث والماضي وقد تخفف من بريق التضحيات او تجعلها في مهب الريح والنسيان.لابد ان يقترن الماضي التليد مع الحاضر الجديد ولابد ان يتوازنا فان التركيز على التضحيات وحدها دون الاشارة الى المنجزات والحضور الفعلي يصبح شعوراً صارخاً بالهزيمة والتبرير والانعزال.وربما تقاس بسالة وبطولة الثوار في أي بلد بحسب الانظمة الجائرة البوليسية الحاكمة فكلما تكون الانظمة الحاكمة غاشمة وظالمة كلما تصبح المواجهة معها مشرفة ومتقدمة.ونظام مثل نظام صدام لم ولن يسمح بالوقوف على الحياد فضلاً عن مواجهته ولن يتردد في ارتكاب أي مجزرة او جريمة بحق خصومه او الرافضين الوقوف معه فكيف نتصور حال من يقف ضده.الطاغية صدام المقبور لا يتسامح مطلقاً مع من يريد الاستقلال او الانعزال عن نظامه او من يقف على التل بل يريد من الجميع الانصياع لاوامره فقد انتهى مصطلح الاستقلالية او التفرج والتزام الصمت بل يتعدى الى اكثر من ذلك فان هؤلاء بنظر الطاغية صدام خونة ومتآمرون لانهم لم يقفوا معه وهم في نفس الوقت يعتبرون مجرد عدم الوقوف مع صدام وعدم الانصياع لمزاجه الاجرامي موقفاً بطولياً.بينما هناك نمط مستبسل ومستميت وهو اولئك الابطال الذين تحدوا نظامه ووقفوا ضده في المواجهة العنيدة وانطلقوا في مظاهرات ومسيرات استنكارية بسبب اعتقاله للسيد الشهيد محمد باقر الصدر وتحملوا المطاردة والاعتقال وقد تحمل الكثير منهم سنوات عجاف تتلوى على ظهورهم سياط الجلادين في زنزانات البعث.وتحول بعضهم من المهاجرين لينضموا الى قوات بدر ويسطروا ملاحم البطولة والفداء في مواجهة ابشع نظام في المنطقة والعالم.والمفارقة في هذا السياق اننا نجد ان اغلب هؤلاء مغيبون او غائبين من مواقع متقدمة في الحكومة الحالية بسبب تجاهل او اهمال هؤلاء الشرفاء من السجناء والمضحين والبدريين بل هناك من يتحسس من تأريخ هؤلاء وانتمائهم السياسي المعارض للنظام السابق وقد تم مجاراة البعثيين ومداراة الجبناء بينما تم اغفال وتهميش هؤلاء الشجعان من السجناء والبدريين وربما استكثر عليهم البعض مسالة الدمج في القوات المسلحة او احالتهم للتقاعد اسوة برجالات النظام السابق.عندما يتساوى المضحين من البدريين مع البعثيين الصداميين في العراق الجديد فان هذا السلوك يمثل انزلاقاً عن مبادىء وثوابت الحركة الاسلامية بل والانكى من ذلك لو تم تقديم البعثيين الصداميين على المضحين البدريين واعتبار البدريين منتمين سياسياً بينما البعثيون مستقلون ومهنيون فهذه كارثة الكوارث.من يحاول تهميش واهمال اصحاب التأريخ المشرف وتقريب اصحاب السوابق السيئة لاعتقاده ان اصحاب السوابق قادرون على الخنوع والخضوع فانه غارق بالاوهام والسراب فلا يتساوى المضحين الشرفاء مع الصداميين الجبناء بكل المقاييس الوطنية والاخلاقية والسياسية.ربما من اخطاء السجناء السياسيين القاتلة انهم غير قادرين على التفنن في المسح على الاكتاف والملق والثناء الزائف لذوي المال والقرار لانهم لم يتعلموا في السجون والزنزانات سوى البطولة والتحدي والمكابرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-10-17
وبين هذا وذاك يعود الصداميون بحلة جديدة بعدما نزعوا انطقة النسر وخلعوا البيريه تختموا العقيق ووضع العمة مزهرية وبين كل هذه الاحداث لم نزل اولئك الذين اطلقوا ضد الكذب والنفاق حرباً وحين تاخرنا عن الركب لاخوفاً ولا هرباً صبراً تجرعنا سموم الغدر حتى بان المعاهدين من المتملقين وكنا قد حذرنا من كل ذلك فلا سامع ولا مجيب.
عبد العزيز الكدساوي
2009-10-17
عزيزي ميثم سلمت يداك وعاش لسانك وكانك في قلبي وكتبت ما لا استطيع كتابته .خادمكم من ضحايا النظام السابق والتحقت بقوات بدر عام 1982 وبما ان عمري تجاوز الخمسون عاما وهذا كفر والحاد في قانون دولة القانون تم احالتي على التقاعد برتبة مقدم ومن المؤسف له ان عدنان الاسدي الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية قد اعترض على القرار وتم تنزيل الرتبة الى نقيب ومنذ اكثر من ثلاثة سنوات وانا انتظر هوية التقاعد , وهلم تعلم ان راتب النقيب التقاعدي 240 الف دينار , وعضو شعبة راتبه 750000 دينار بل اكثر من ذلك, شكرا حزب العودة
army
2009-10-17
الكل يصطنع له تاريخ والتاريخ يبحث عن حقيقة رغم ان الحقيقة تبقى خالدة.في زمن فقد فيه الصدق وزيفت فيه الكثير من المواقف ليصبح الهاربون و الطبالون ابطال والصامدون خونه بعد ان انيرت ظلمات الجهل بحرائق مفتعلة وجرمت الحقيقة بعدالة الدجلة .احتجبت بعد ذلك الانوار وتبددت الامال واضحت رماد ورمال ليصبح الحق باطل والباطل حق لتعود دورة الحياة الى الوراء تساق لمجاهل معتمة فيصبح الجهل فضيلة بعد ان تنامت دعوات الباطل ضد الاحرار ،
army
2009-10-17
يعني انت ختمت المقال بكلمات لاتحتاج الى تعليق . نحن غير قادرين على التملق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك