المقالات

التحليل النفسي لبعض رجال الدين السعوديين في ماورد في "مسائل في العقيدة"


محمود الربيعي

تعليق على ماجاء في " مسائل في العقيدة "الصادر عن اللجنة الدائمة لمجموعة رجال الدين في السعودية

تجد أدناه مقدمة للموضوع مع مناقشتنا لما ورد في المنشور الذي أرفقته في نهاية المقال والمتضمن لبعض الفتاوى أرجو من القارئ أن يطلع عليها ويقرا ملاحظاتنا على ماجاء في هذه النشرة الوثائقية التي تدعو الى تكفير الشيعة وعزلهم، والدعوة الى قتلهم، وهدم قبور ائمتهم رغم ان الناس الآن يعيشون عصر الحوارات الحضارية وحوار الاديان والمذاهب ويدعون الى الاهتمام بحقوق الانسان. مقدمة الموضوعلانريد في تحليلنا لهذه الفتاوى الاقتصار على نقل الاخبار والفتاوى، لكن الذي يهمنا هو إستقراء عقول رجال الدين، وكيف يفكر رجل الدين وكيف يوجه أتباعه داخل الدولة وداخل المسجد والمؤسسة الدينية، وما طبيعة الدور السياسي الذي يحيط بتلك المؤسسة، ونحتاج أن نفهم كيف يتفاعل رجل الدين مع أدب القرآن الكريم وكيف يفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهل يتفاعل هذا الرجل مع مجتمعه ومع الانسان بصورة سليمة؟!ملاحظاتنا حول ماصدر عن اللجنة الدائمة لمجموعة رجال الدين في السعودية، علما بأننا ارفقنا مجموعة الأسئلة والاستفتاءات والفتاوى الصادرة عنهم وتجدونها في نهاية المقال عند الإشارة الى المصدر.

الملاحظة الاولى: من خلال إجاباته للسؤال 26 نجد أنه يعرض فلسفة تكفيرية تجاه الممارسات العامة للناس فيضيف في تعابيره مصطلحات خاصة تؤثر في الاتباع تأثيرا بالغا يهيمن على الافكار والعقول ويوجهها بالإتجاه الذي لايلتقي مع عقائد الآخرين بشكل حاد.الملاحظة الثانية: مسألة زيارة القبور ومايتعلق بتلك الزيارة أصبحت كرة من الكرات التي يلعب بها خصوم المذاهب وهو إنجرار الى مستوى الخلافات المضرة بوحدة المسلمين، وأسلوب من أساليب التكفير الذي يخلق الفتن بين الناس والشعوب وقد أدخل بعض رجال الدين مسألة زيارة القبورفي حالات كفرية وحالات إرتداد تنتهي بالإفتاء بالقتل وهي دعوة صريحة الى الإرهاب.وفي نظر الشريعة فإن الإنسان في حياته الدنيا يكون في حالة إبتلاء وإمتحان لافي حالة قصاص وإقتصاص خصوصا في شؤؤن العقيدة حتى يدركه الموت، ولايجوز لأي من الناس قتل المشرك او الكافر لمجرد شركه وكفره، فهذه قراءة خاطئة للقرآن الكريم والسنة المطهرة الشريفة.الملاحظة الثالثة: كيف يبيح من يسمي نفسه عالما أن يحكم بشرك مسلم وخروجه من الملة في أمر ذبح الحيوان المأكول فيحكم بالكفر دون ان يقف على حقيقة مافي نفوس الناس من الايمان والكفر، أفيجوز لمن يذبَح ويقول وهو متجه بالذبيحة للقبلة "بسم الله والله اكبر" أنه مشرك، وخارج من الملة؟!الملاحظة الرابعة: علام يعتمد رجل الدين في فتاويه وأحكامه فيحكم ببطلان الصلاة في المسجد لأن فيه قبر، والأرض كلها قبور وهي مسجد لكل مصلي مادام موضع سجوده طاهرا.. ففي المسجد الحرام قبور وفي مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبور أفيجوز لرجل الدين ان يمنع الناس من الصلاة داخل تلك المساجد المعظمة أم يجوز لنفسه الفتوى بهدمها؟!كيف يدعو رجل دين الى هدم مسجد تقام فيه الصلاة؟! ألأن فيه قبر؟! وماعلاقة القبر بالصلاة؟! أيصلي المصلي متجها للقبلة أم للقبر؟! وهل يصلي المصلي لله أم لصاحب القبر؟! فمرة يدعو رجل الدين الى القتل بالسيف ومرة يدعو الى هدم المساجد والقبور، فهل هذه دعوة الى الإصلاح والأمر بالمعروف أم إنها دعوة الى المنكر؟!الملاحظة الخامسة: وأنت تقرأ وتتطلع الى الأسئلة والأجوبة والفتاوى تحس بمدى الخصومة المذهبية عند بعض رجال الدين و شدة مواقفهم العدائية، يكفّرون فرقة كبيرة من المسلمين كالفرقة الجعفرية ويحرّمون ذبائحهم ويدعون الى عزلهم وإلغائهم وإقصائهم من الحياة الاجتماعية والسياسية.الملاحظة السادسة: يلاحظ تعميم تكفير الشيعة الأثني عشرية، علماءهم وعوامهم فلمصلحة من هذا التكفير؟! ألمصلحة سياسية أم لمصلحة إقتصادية أم ماذا؟!الملاحظة السابعة: هناك تلاعب من قبل رجال الدين في معاني الأحاديث الشريفة وطريقة تفسير تلك الاحاديث وهي مبنيّة على أحكام سطحية وتصورات بعيدة كل البعد عن حقيقة مايفكر فيه الآخرون من الشيعة.الملاحظة الثامنة: إصرار رجال الدين السعوديين على مهاجمة أفكار الشيعة الإمامية الإثني عشرية الجعفرية أصولا وفروعا وأعتبارهم مبتدعين خارجين عن الملة وهم كفار مشركين.الملاحظة التاسعة: من خلال نظرة هؤلاء الرجال من اصحاب الفتاوى التكفيرية يوضح أبعاد الكره والعداء والتشديد في إظهار الخلاف معهم وعليهم بأي شكل من الاشكال حتى لو كان ذلك الأمر متعلق بالصلاة والدعاء وغيرهما من المظاهر العبادية الأخرى.إن هذه الدعوات الجاهلية لابد لها أن تتوقف لكي يتوقف معها نزيف الدم وتتوقف أعمال التفجير والتخريب في العراق وغيرالعراق، ولابد لحكام الدولة السعودية أن يسارعوا الى إلغاء كل ماصدرعن اللجنة الدائمة من الفتاوى التي تدعو الى التكفير والقتل والى إستباحة أموال إخوانهم المسلمين الشيعة، وأن تستبدل هذه المجموعات بعلماء أبرار أتقياء يخافون الله ويخافون حسابه، ويحسبون الف حساب لأرواح الناس وممتلكاتهم وأمنهم وحياتهم ومعايشهم فإن في ذلك صلاحا لحكمهم، وصلاح لأمر المسلمين جميعا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمدعبدالله
2009-10-17
الوهابيه مذهب طارئ وجديد على الاسلام كيف ظهر وكيف استمرهذه الامور معروفه لكل المسلمين.لكن السؤال هل سيبقى؟الجواب انه زائل بزوال من اوجده والذي اوجده بدأ بالانحسار وحينها ماذا تنفع الفتاوي؟ووين يروح المطلوب النُه!!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك