المقالات

من يدير حملة دولة القانون


د. صائب القيسي

ان فكرة التبرعات التي خرج بها حزب الدعوة الاسلامية او ائتلاف دولة القانون هي فكرة ليست جديدة وهي الفكرة التي استخدمها الرئيس الامريكي اوباما في الانتخابات التي فاز بها لحكم الولايات المتحدة بتحوير بسيط ان اوباما اعتمد في تمويل انتخاباته باستثمارات و مساعدات التي تقدمها الشركات للحزب الديمقراطي اما دولة القانون فقد اعتمدت في الانتخابات السابقة كما تقوم اليوم باستخدام المال العام من جهة والمال السياسي القادم من الخارج من جهة ثانية وربما يدفعنا هذا التقارب الى التساؤل عمن يدير الحملة الانتخابية في حملة رئيس الوزراء او دولة القانون ؟

ان من يدخل رئاسة الوزراء او من هو قريب يعرف ان الفريق الذي ادار حملة الحزب الديمقراطي او حملة اوباما الانتخابية هو نفسه اليوم يدير حملة انتخابات دولة القانون حيث استقدم الفريق بطلب من رئيس الوزراء وهذا الفريق المتكون من اكثر من اثنين وثلاثين خبيرا يتكون من متخصصين في الترويج والاعلان ومتخصصين بالدعاية والحرب النفسية ومتخصصين بالانثروبولجي ومتخصصون بالانتخابات وهم الذين قادوا حملة الرئيس كلنتون والرئيس بوش واوباما اما انتمائتهم فهم ينتمون للاجندة الامريكية ويدينون بالمسيحية واليهودية وهم اليوم يسكنون في قصور الرئيس السابق في المنطقة الخضراء ويديرون العمل من خلال فريق كبير من موظفي رئاس الوزراء المجند للعمل في امرتهم وان وولف كاتر هو الذي اشار بفكرة التبرعات وهو الذي ادار ازمة تفجيرات الاربعاء الدامي حيث اشار على الحكومة لتفادي الغضب الشعبي لفشل القوات الامنية في الحفاظ على حياة المواطن بتوجيه الموضوع نحو سوريا في خطابات شعبوية حيث يعلم ان الشارع العراقي ساخط على عدم تعاون العرب مع التغيير في العراق وقد اعد هذا الخبير خطة باتجاهات متعددة منها اثارة الطائفية في المناطق المختلطة وخاصة في ديالى وقومية كما في كركوك

اما في بغداد فستقوم دولة القانون بمناغاة العلمانية وان الخطة متعددة الاطراف هذه ستعتمد بشكل رئيس على المال الذي سيقدمه المالكي لاطراف متعددة كما استخدمه سابقا فهو يقول للصحوة من السنة انه قادم للحد من نفوذ المرجعيات الدينية الشيعية فيما يتحدث للشيعة على انه يريد اقامة دولة شيعية ثم يتحدث مع النخب على انه يحاول صناعة دولة قانون تعيد الحقوق لمستحقيها فيما يتحدث مع زعماء العشائر عن دور العشيرة في حكم الدولة العراقية لذا ذهب الى اعتبار ان ثورة العشرين ثورة العشائر التي نصبت الملك ومن هنا دفع العشائر الى الدخول في تكتلات ونجد اليوم اكثر من تكتل عشائري ي قائمة دولة القانون تبحث عن مناصب ومكاسب خاصة للعشيرة وان هذا التقريب الذي يحاول المتخصص الامريكي الابقاء عليه حتى نهاية الانتخابات واختيار رئيس الوزراء وهذه التكتلات الطائفية والعشائرية والنفعية والمذهبية في قائمة دولة القانون ستضمن للمالكي الفوز وتضمن للامريكيين عدم تطبيق الاحزاب الاخرى برامجها الثقافية والدينية العراقية لان اي برنامج عراقي يدفع باتجاه تقنين العلاقات الامريكية العراقية وهو ما لاتريده امريكا التي ترغب بامتيازات حتى خارج نطاق الاتفاقية الامنية ويكفي ان الاتفاقية الامنية تحتاج الى جهة تنفيذ عراقية ومتى ما كانت لجهة متفقة ومصالح الامريكيين وهو ماتضمنه دولة القانون مقابل الفوز بالانتخابات القادمة ليتم اتفاقها وافراغها من محتواها العراقي باتجاه المصالح الغربية سياسيا واقتصاديا وامنيا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2009-10-16
بالفعل هذه الافكار ليست افكار المالكي..وكل هذا لان اميركا وجدت المالكي رجلها في العراق وستدعمه بكل قوه وهذا يفسر ايضا الانبطاح الكبير للمالكي امام رغبات امريكا التي تحاول ارضاء الطائفيين العرب والا من كان يصدق ان حزبا يؤسسه الشهيد الصدر الاول قدس ينزل لهذا المستوى من الخنوع والاستهانه بالعراقيين بجهود الدعاه الانبطاحيين الحاليين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك