المقالات

لماذا يصر بعض السياسيين على احتقار الشعب العراقي؟


عامر هادي العيساوي

حين كان صدام حسين قائدا أوحدا في العراق كان يصف الشعب العراق (بالعظيم والعريق والمجاهد والصابر) والى آخر الصفات التي يتفنن في إطلاقها في خطاباته العامة وقد دهب مرة الى ابعد من ذلك حين قال بانه لو خير بين الشعب العراقي وبين أي شعب آخر كالشعب البريطاني او الفرنسي من اجل أن يحكمه لاختار الشعب العراقي.أما في الواقع فقد كان صدام يحتقر العراقيين بشدة ويزدريهم ويستهين بأرواحهم وكراماتهم ويعتبرهم جزءا حقيرا مما يملك وهو حر في زجهم في اية حرب مجانية وفقا لنزواته والويل كل الويل لمن يتململ او يتذمر وهو حر في بيعهم او شرائهم متى شاء وبأي سعر شاء فهم في نظره ليسوا أكثر من عبيد.

ولم يكن صدام ظاهرة فريدة في تاريخ العراق فقد سبقه الكثير من الطغاة والجبابرة مثل ذلك الذي كان يقول (والله لآخذن البريء بالمذنب والمقبل بالمدبر حتى ليقولن بعضكم لبعض انج سعد فقد هلك سعيد) او كالآخر الذي كان يقول( لقد عجم أمير المؤمنين أعواده فإعطاني سيفا وسوطا وقد سقط السوط وبقي السيف ,إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها واني لصاحبها).ولا نذيع سرا اذا قلنا بأننا كنا نأمل بعد سقوط الصنم بان لا نرى بعد ذلك اليوم عراقيا مهما كان وايا كان ينظر الى أبناء جلدته تلك النظرة القبيحة ولكننا مع الأسف الشديد فوجئنا بالعديد من السياسيين الذين يزعمون أنهم ممن قارع النظام المباد يتصرفون وكان الله خلقهم من نار بينما خلق الاخرين من طين فهم (خلق الله المختار قي العراق) ولا يأتيهم الباطل من بين أيديهم او من خلفهم وفي نفس الوقت يعتبرون العراقيين همجا ورعاعا ومتخلفين وجهلة ولا يترددون عن إعلان ذلك في مجالسهم الخاصة .

ولكي يمعن هؤلاء بالاحتقار والاستهانة وعدم الاكتراث بالشعب العراقي حصروا تعاملهم مع هذا الشعب فقط في الفترات التي يشعرون فيها أنهم بحاجة إليه أوالى أصوات أبنائه في الانتخابات فيملؤون حقائبهم بالمال ويشدون الرحال الى هذه المحافظة او تلك فيشترون ما يمكن شراؤه من ذمم وكانهم في سوق للنخاسة ويخدعون من يمكن خداعه بالوعود والكلام المعسول وقد ينصتون الى صراخ او عويل هذا وذاك ولسان حالهم يقول (قل أنت كل ما تريد ولكني سأفعل ما أريد).حتى اذا انتهى ذلك اليوم من حملة صاحبنا الانتخابية وعاد الى بيته في المنطقة الخضراء ذهب فورا الى الحمام لأداء غسل الجنابة من آثار الأيادي التي ربما يكون قد صافحها ثم ينادي زوجته وأبناءه إذا لم يكونوا في لندن او باريس ليقص عليهم مشاهداته وكيف كاد يختنق من روائح الناس الكريهة حينما اقتربوا منه وكيف انهالت حمايته بالضرب المبرح على مواطن حاول الوصول إليه حتى أدموه وكيف ألقى بمئات الطلبات التي وصلته من الناس في احد المبازل في طريق العودة.حتى اذا انفض سوق عكاظ وفاز بدورة جديدة أغلق كافة المنافذ المؤدية إليه بوجه الجميع وراح يتبختر أمام الكاميرات. وبعد كل ما تقدم يبرز السؤال التالي هل يستحق الشعب العراقي كل هذه المصائب التي تقع على رأسه؟وهل هو سيئ كما يزعمون؟

والحقيقة ان جميع شعوب الأرض ليست مسؤولة عن منظومة الأخلاق أو قواعد السلوك السائدة فيها باي شكل من الأشكال وقد قيل قديما ( إن عادات السادة هي سادة العادات)وان الناس على دين ملوكها ولتوضيح ذلك أكثر نقول بان جميع القيم الأخلاقية والمبادئ السائدة في مجتمع ما من كذب او نفاق او صدق او أمانة إنما هي من غرس القوى النافذة في ذلك المجتمع وستبقى قائمة ما دامت في خدمة مصالحهاومن هنا نقول إن جميع العيوب التي تنسب للشعب العراقي إنما هي عيوب القوى المهيمنة سياسيا واجتماعيا واقتصادياوإذا كان رب البيت ممن ينقرون الدفوف فان أبناءه سيكونون من أحسن الراقصين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك