المقالات

دولة المؤسسات ام دولة مجالس الاسناد


علي العراقي

منذ سقوط نظام البعث البوليسي في التاسع من نيسان 2003 وانهيار المؤسسة العسكرية في العراق تحول السلاح باغلب انواعه من مخازن الحكومة ومعسكراتها الى البيت العراقي حتى لا يكاد بيت من البيوت العراقية يخلو من انواع الاسلحة.وغياب النظام والفراغ الحكومي في بدايات سقوط النظام والمخاوف من ظهور عصابات منظمة تقتل على الهوية مهد لتأسيس مجاميع مسلحة في وقت تخلت فيه فصائل مجاهدة عن سلاحها وتحولت الى منظمة سياسية لاعتقادها ان حمل السلاح بعد سقوط الطاغية صدام اصبح لا مبرر له وهذه الفصائل كانت تواجه النظام الاجرامي البائد ببسالة وشجاعة لا نظير لهما.وقد وصلت هذه الفصائل الى قناعة واعية بان حمل السلاح انتفت الحاجة اليها لانتفاء ما اضطرها لحمله وهو النظام البائد الذي الذي لم يترك خياراً للمواجهة سوى خيار الرصاص والقتل والابادة وانعدام خيارات المعارضة السياسية وغلق كل منافذ المواجهة.واما التخلي عن السلاح بعد سقوط النظام البعثي فهو قرار صائب كما فعلت منظمة بدر صاحبة التأريخ الجهادي الكبير والرصيد التضحوي في المواجهة العنيدة مع ابشع نظام عرفه العراق والعالم.لابد ان يكون في العراق دولة واحدة فوجود قضائين وقوتين عسكرتين متناقضتين يخل بوجود النظام ويفقد الحكومة هيبتها وسيطرتها وسيادتها.ومع كل المبررات والذرائع فاننا امام خيارين لا ثالث لهما فاما دولة القانون والمؤسسات او دولة مجالس الاسناد وهذان الخياران يمثلان التحدي الكبير للعراق الجديد.والتجربة اثبتت بوضوح ان دولة المؤسسات هي الكفيلة بحفظ كرامة وحماية الانسان العراق وهي الاسلوب الوحيد للتعبير عن الحريات العامة وتوزيع الثروات على الجميع دون استثناء او استئثار وهي الضمانة الاكيدة لاستمرار الحياة والنظام في العراق.واما خيار مجالس الاسناد فهو الخيار المدمر للحياة والحريات والمجتمع والنظام، واي حياة مستقرة وممارسة ديمقراطية في ظل هذه المجالس قضية مستحيلة فانها لا تحقق الا اجندة زعمائها ولا تفكر الا بمصالحها وفي ظل وجودها يتحول العراق الى مجتمع غاب يأكل القوى الضعيف وتضيع فيه الحقوق وتصادر به الحريات وتستاثر العصابات بالموارد والثروات.ان التاسع من نيسان 2003 كان فرصة لنهاية ابدية لعقلية العصابات ولسنا بحاجة الى 9 نيسان ثانية لبناء عراق جديد يسوده النظام والقانون والعدالة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك