المقالات

الفهم الخاطىء للديمقراطية ... الاديب نموذجاً


علي المالكي

ثمة من يتعاطى مع الديمقراطية بانتقائية مقتية وازدواجية بغيضة فياخذ منها ما ينفعه ويتغافل عما لا ينفعه. فلا يمكن ان نتعاطى مع الديمقراطية وفق ما توفره لنا من مصالح ومطامح وبحسابات ربحية ونتغافل عما تفرزه لنا من انجازات خلاف مصالحنا.فلا يمكن تجزئة الديمقراطية وتبعيضها ونؤمن ببعضها ونكفر ببعضها الاخر.الديمقراطية مفهوم لا يقبل التقسيم او التجزئة والايمان بها يتطلب القبول بكل نتائجها وتداعياتها فليس من الصحيح ان نقبل الديمقراطية التي تحقق لنا طموحاتنا ونرفض الديمقراطية الاخرى التي تفوت علينا مصالح ومكاسب.الفهم الازدواجي او الكيل بمكيالين مع نتائج الديمقراطية يسيىء للمفهوم الديمقراطي ويكرس عقلية الاستبداد والانفراد والديكتاتورية.كان البعض يراهن على افشالنا في مرحلة الديقراطية بعد ان مارسنا دوراً كبيراً في مرحلة المعارضة والمواجهة، وكان يتوهم هؤلاء باننا خبرنا الاداء المعارض ولم نحسن اداء السلطة والممارسة الديمقراطية.وبعد حضورنا الفاعل في الميدان الانتخابي وحصولنا على نسبة كبيرة تنسجم مع حجمنا وحضورنا وتضحياتنا تعالت الصيحات والاعتراضات والتباكي على الديمقراطية وتناسى هؤلاء اننا لم نتجاوز المسار الديمقراطي فاخذوا يطرقون على وتر الرموز الدينية ودور العبادة واستغلالها في الحملة الانتخابية لكي يبرروا فشلهم وهزيمتهم كما يخططوا لابعادنا عن هويتنا وخصوصيتنا الاسلامية والوطنية. وهذه المحاولات لتبرير فشلهم من جهة وابعادنا عن الاطار المرجعي والتمسك به من جهة اخرى.قد استمعت الى حديث دار بين الاستاذ علي الاديب (ابو بلال) واحد الاخوة الاسلاميين حول الديمقراطية في الاسلام والانتخابات فكان موقف الاديب رافضاً للانتخابات بقوة وقد قال وسمعته دون واسطة "كيف تعقلون ان نقبل بان تجلب لنا الديمقراطية قائداً سوقياً من الشارع بسبب تأثير الاصوات فالانتخابات لا تحدد الافضل والاصلح نحن الذين نشخص الاصلح والصالح والمصلح" انتهى كلام الاديب وحصل ذلك في طهران سنة 1999.

وهو الذي منع جريدة الجهاد بان تكتب عن السيد الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر بزعمه انه صنيعة مخابراتية.اذا كانوا يتصورون ان نجاحنا في الاداء الديمقراطي والميدان الانتخابي هو حالة خطرة تهدد وجودهم السياسي في العراق فاننا نشعر ان وجودهم السياسي وفرضه بالقوة والاكراه هو مخالفة صارخة للديمقراطية والمسار الانتخابي.وهذا الوعي الجديد لم يكن ضمن ادبيات حزب الدعوة لانهم يرون انفسهم هم النخبة الصالحة والشعب همج رعاع كما كان يقول علي الاديب.اما البعثيون الصداميون فهم اعداء صناديق الانتخابات ووصلوا الى السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية ثم خدعوا البسطاء والمغفلين عبر مغالطات وتصورات مشوشة ولكن في نهاية المطاف لا يصح الا الصحيح وان المحصلة النهائية ستكون لصالح الصلحاء والصالحين مهما بذلتم من اساليب المكر والدهاء الاعلامي والسياسي فان شعبنا لن يخدع مرة اخرى.ا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك