المقالات

القائمة المغلقة والمفتوحة


(صباح مطر)

ما دام نظام القوائم هو المعمول به وفق النصوص الدستورية الحالية فان مساحة الحركة وإمكانية التغيير تنحصر هنا في حيثية العمل بهذا النظام وفق صيغة القوائم المغلقة أو المفتوحة ، وان لكل من هاتين الصيغتين عيوبه ومحاسنه أي سلبياته وايجابياته وان كان ثمة موجب للقوائم المغلقة خلال الانتخابات الماضية نظراً للوضع الأمني المضطرب آنذاك والإرباك الواضح في كل مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية فان هذا الموجب قد زال بزوال أعذاره بعد الانفراج الملحوظ في الوضع الأمني وما وصل اليه من التحسن النسبي الكبير والذي يكون فيه المرشح آمناً مطمئناً على حياته تقريبا قبل ظهور نتائج الانتخابات رغم إن نظام القائمة المغلقة قد يكون مقبولا لو توفرت له الأرضية الصالحة في مجتمع عريق بديمقراطيته حيث نجد إن مفاهيم الديمقراطية وثقافتها مترسخةً فيه وتقاليدها متغلغلة في نظم حياته الخاصة والعامة و بحيث تكون التجمعات والأحزاب السياسية بدرجة عالية من الوعي والنضوج الفكري فتطرح مشروعها السياسي بشكل واضح ويكون الناخب مطمئناً على تطبيق هذا المشروع في حالة الفوز

وبذلك يكون التصويت لصالح القائمة بمثابة التصويت على برنامج عمل سياسي بغض النظر عن أسماء الأشخاص المنضوين تحت عنوان القائمة وهم الذين سيقومون على تطبيق البرنامج وهذه الحالة لا أظنها مناسبة لمجتمع كمجتمعنا لا زال حديث عهد بالديمقراطية وان معظم كياناته وأحزابه السياسية لم تبلغ درجة النضوج الفكري والسياسي التام ولذلك فهي كما ظهر من نتائج الانتخابات السابقة عبارة عن اصطفافات طائفية ومذهبية وفئوية أو عرقية و قومية لا ترقى لان يكون أي منها في الغالب ممثلا لرؤى وطنية مجمع عليها من قبل معظم الناس على الأقل وعليه فان القائمة المفتوحة إضافة إلى تعدد الدوائر الانتخابية تبدو أكثر موائمة لوضعنا الحالي بعد التطور الطفيف على استيعاب المفاهيم لدى العامة واكتساب الخبرة والتجربة من جراء ما أفرزته الانتخابات السابقة من نتائج ظهرت تطبيقاتها على الواقع خلال السنوات الماضية إن كانت سلباً أو إيجابا . وبهذا يكون التصويت في الانتخابات على برامج وأشخاص معروفين في مناطق دوائرهم الانتخابية وليست على طلاسم لايعرف ماهيتها إلا الله ومفوضية الانتخابات وقادة الكتل السياسية كما جرى سابقاًَ وهنا لا يقع اللوم على من اختير فقط في حالة التلكؤ لا سمح الله وإنما على من اختار أيضا لتكون قيادة الكتلة البرلمانية المقبلة بمنأى نسبي عن اللوم كونها لم تخفي شيئاً على ناخبيها تاركة الاختيار لهم ...

أما ما يشاع حاليا من ان قادة الكتل والأحزاب الكبيرة يرغبون في الإبقاء على نظام القوائم المغلقة خوفاً من عدم فوزهم كأشخاص في الانتخابات لأنهم فقدوا شعبيتهم إلى غير ذلك من كلام لا أظنه يمت إلى واقع الحال بصلة كون هذه الكتل أو الأحزاب الكبيرة لها أنصارها ومحبوها ولا زالت تحتفظ بقواعدها الشعبية العريضة وما قيل ويقال فانه إما أن يكون كلاماً من أناس يأخذون الأمور على عواهنها من غير تدقيق ولا تمحيص أو هو كلام لقائليه ومردديه من وراءه مآرب أخرى لسنا بصدد التعرض لها الآن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك