المقالات

مجلس الامناء يستفيق ولكن.....


جمعة العطواني

مجلس الامناء كان من دواعي تاسيسه المراقبة والاشراف على شبكة الاعلام العراقي بكل فروعها وتشكيلاتها الكثيرة والكبيرة ، وهو اشبه ما يكون( برلمان) الشبكة ، فله حق المراقبة والاشراف .لكن المتابع لهذا المجلس يجد في بداية تاسيسه اصيب بحالة( خواء وشيخوخة) مبكرة، اذ اننا لم نسمع او نر هذا المجلس قد حدد على الاقل مكامن الخلل في شبكة الاعلام وبخاصة قناة العراقية الفضائية ، والتي تاسست في جو غامض وفي حلس الظلام والاحتلال وغياب كامل لكل المعايير الوطنية والمهنية .ولهذا تحولت هذه القناة من قناة العراق او بتعبير اخر من قناة الدولة الى قناة الحكومات، ومن يتابع ارشيف القناة في انتخابات عام 2004 م البرلمانية يرى بعين ثاقبة كيف ان الحكومة كانت حاضرة بكل تجلياتها في المشهد الانتخابي في القناة ، وهكذا الحال في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة وانتخابات عام 2005م، ومن يخالف او يحاول ان يخالف تلك السياسة فمصيره معروف!.وقد اطلق مدير الشبكة السيد ( حسن الموسوي ) زفرة في جو مليء بالصخب والضجيج لكنها وصلت الى مسامع الحكومة، فكان الجواب ان اخرجوه من غياهب ( الشبكة ).وجاء السيد عبد الكريم السوداني وكان ليس خبيرا في مهنيته فحسب، بل هو كذلك في الاستفادة من الدرس الذي اعطي لسلفه، لذا كان دقيقا في تجيير القناة لصالح الحكومة بشكل واضح وصريح .وبعد ان( بلغ السيل الزبى) اجتمع مجلس الامناء في هذه الشبكة والذي تغير هو الاخر ولا ندري مبررات التغيير، لكنه وللامانة اصبح اليوم يضم مجموعة من خيرة الاعلاميين المحترفين والمهنيين . لكن من خلال متابعة قرارات المجلس نجد انه لم يات بجديد، لان هذه القرارات فضفاضة وعائمة، ولا تعد ضابطة تمنع دخول الاغيار فيها.فمن هذه القرارات ( ان تساهم الشبكة بشكل فعال في حث المواطنيين على المساهمة في العملية الانتخابية الديمقراطية وضرورة ان تكون تلك المساهمة واسعة وشاملة وحث المواطنيين على تحديث سجلاتهم الانتخابية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وخصوصا المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ) .فاي جملة فضفاضة اكثر من هذه، اذ ان لاامتياز للقناة العراقية على غيرها، لان سائر القنوات الممولة حزبيا تدعو وتحث الناخب على ضرورة الاسراع لتحديث سجل الناخبين، بل ان بعض القنوات العربية تعمل ذلك مقابل ثمن طبعا، وهذا هو القدر المتيقن في عمل القناة . وهناك نقاط اخرى ذكرت في قرارات مجلس الامناء الموقر جميعها لا تحد من تسيس الشبكة لصالح جهة حكومية او حزبية ومن هذه الفقرات ( شبكة الاعلام العراقي احدى الدعائم الرئيسة لدعم العملية السياسية ) ( تسليط الاضواء على الجوانب الايجابية التي حققتها العملية السياسية في المرحلة السابقة .....)الشبكة معنية بالوقوف مع الدولة العراقية في محاربة التحالف الارهابي التكفيري الصدامي ....)(نعم هناك بعض النقاط التي تلامس الغرض لكنها خجولة وهي (التاكيد على مبدا الحرية و المهنية والحيادية في عمل الشبكة بما ينسجم ومتبنيات الدستور )( الشبكة بوصفها اعلام الدولة وفي مرحلة انتخابية هامة فانها تلتزم بالبقاء على مسافة واحدة من الجميع ولا تتجاوز على طرف سياسي )ولكن هاتين الفقرتين على اهميتهما تحتاجان الى الية وتوضيح اكثر، فهل تبقى الشبكة تهتم بتصريحات المسؤولين في البرلمان او الحكومة دون سواهم؟ وتحت شعار انهم مسؤولون في البرلمان، ونحن ننشر تصريحاتهم بصفتهم البرلمانية لا الحزبية.ربما هناك سياسيون ليسوا اعضاء في البرلمان او الحكومة لهم وجهات نظر محترمة يحاولون ايصالها الى الجمهور من خلال الشبكة بوصفها شبكة ( الدولة ) فهل ستبقى اراء هؤلاء خارج الضوء او مهمشة؟ بذريعة ان الشبكة لاتروج للاحزاب بل تبقى معنية بالدولة! وبما ان الدولة من مفهوم الشبكة او القائمين عليها لا تتجاوز البرلمان ومؤسسات الحكومة فبالتالي لا يمكن ان يتجاوزوا ( الحيادية ).وبما ان اعضاء حزب الحكومة هم اعضاء برلمان او وزراء او ماشابه ذلك فتبقى( شماعة )شبكة الدولة قائمة لتغطية تصريحات هؤلاء دون سواهم، ويدخل الحزب الحاكم من شباك مجلس الامناء او ان مجلس الامناء سيرضخ للضغط ويبرر استجابته للضغوط تحت هذا المبرر .ثم ان المواطن يتمنى ان يصل صوته وتصل معاناته من خلال هذه الشبكة ليشعر بانها بحق المعبر الحقيقي عن تلك المعاناة وتلك الهموم، وانها عندما تنقل هذه المعاناة لاتبتغي بدلا كسائر الفضائيات الاخرى بقدرما ان واجبها الاساس ايصال تلك المعاناة الى اسماع المسؤولين كونها ممولة من مال المواطن والذي هو مال الدولة ، لا ان توصل صوت الوزير او المسؤول لاقناع المواطن بعمله !نتمنى ان نرى شبكة الاعلام العراقي من المهنية بمكان ان يحتوي كل القوى السياسية والشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية على حد سواء في التغطية بما انها تزعم انها شبكة الدولة ومفهوم الدولة يشمل الجميع ونتمنى على الاستاذ الدكتور عبد الكريم السوداني ان يكون قد استفاد من تجربته في قناة الحرة _ عراق في اتباعها المهنية في التعاطي مع الاحداث والضيوف رغم سياستها الماورائية لكنها على اقل تقدير تقف في مصاف القنوات الاولى ان لم تكن هي الافضل على الاطلاق .ونتمنى على مجلس الامناء ان تكون له رؤية كافية عن سياسة الشبكة والتي جعلته يصدر مثل هذه القرارات ،فليس حث المواطن على تحديث السجل، ولا مقارعة الارهاب الصدامي والتكفيري ولا التاكيد على ثقافة الدستور هو مانحتاج من الشبكة الامتياز به رغم اهميته لان سائر القنوات الحزبية تفعل ذلك الا بعض القنوات التي لانؤمن بوطنية الجهات التي تدعمها .بل نريد من الشبكة ان تكون موسوعية في شمول الجميع

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك