المقالات

سوريا والسعودية ولم الشمل


د.سيف الدين احمد

من المفرح لنا في ارض الرافدين ان نرى ان الاخوة السوريين وهم يعانقون اخوتهم السعوديين وان يذوب جليد التوترات بين بلدين عربيين لم تستطع الجامعة العربية ان تذيب هذا الجليد خلال العمر الطويل الذي قطعته هذه الجامعة العتيدة ، اعوام قطعتها العلاقات السعودية السورية وهي تعيش حياة الاضطراب وعدم الوفاق لكن الزيارتين الاخيرتين المتبادلتين بين البلدين السورية للسعودية والسعودية لسوريا التي سميت بزيارة لم الشمل والتي تعانق فيها الزعيمان العربيان الزعيم القومي والزعيم العميل لامريكا او خائن الحرمين الشرفين الاسم الذي اطلقه نظام صدام الاجرامي ولم يكن ذلك العناق عفويا بل لم يكن الاتفاق على تشكيل وحدة وطنية في لبنان كما اعلن الرئيسان سبب لم الشمل هذا بل من ينظر نظرة موضوعية يجد ان سبب لمك الشمل هذا يعود لما حاكته امريكا والسعودية لدفع سوريا للارتماء باحضان المملكة السعودية (نجد والحجاز ) مما يعني ارتماءها باحضان امريكا والعمل على تفعيل المشروع السعودي الذي عمل جاهدا ومنذ ست سنوات على رفض العملية السياسية التي قامت في العراق على اساس ديمقراطي ورغم ان السعودية لايعنيها ان يكون المشروع ديمقراطيا او غيره بل ما يهمها هو عودة المشروع الطائفي الذي تبناه حزب البعث العربي المحضور في العراق وعملت جاهدة على الدفع وتحت عنوان ما سمي بمشروع المصالحة الوطنية ( او مشروع اعادة البعث الى السلطة ) وان هذا الارتماء السوري لم يأت عفويا ورغم ان سوريا مانعت كثيرا في دخول الحضيرة الامريكية لكن العراق هذه المرة دفعها لان تذهب باتجاه السعودية وتبني المشروع الطائفي السعودي فالسعودية كانت تعمل على استقطاب سوريا باتجاهها ليس حبا بسوريا او حرصا على فكرة العروبة التي لايؤمن بها اغلب الزعماء العرب لان انتمائهم لامريكا يتقاطع ابدا مع فكرة العروبة وان مادفع السعودية لهذا الاستقطاب هو تكوين جبهة ضد ايران وارض الحرام فيها العراق وكانت الخاصرة الرخوة في حرب الابادة القادمة هي سوريا التي يمكنها ان تكون ورقة الضغط الايرانية امام المشروع الامريكي الاسرائيلي لذلك عملت امريكا والسعودية على مشروع الاستقطاب السوري بالترهيب والترغيب بالجزرة ومن دونها وكانت سوريا سعيدة بدورها لكن يبدو ان المشروع الامريكي الاسرائلي نجح على يد الحكومة العراقية التي دفعت سوريا الى قبول المر بدل الموت

فقد اكدت الصحافة الامريكية ان زيارة الرئيس المالكي الى امريكا تمخضت عن اتفاق يقضي بالتصعيد باتجاه سوريا ولقد استغل الامريكيون نفس ذلك الاسلوب الذي استخدموه مع صدام عندما دفعه الى الشعور بالقوة والمنعة وانه قادر على ان يفعل كل شيء حتى منعه غروره من الانسحاب من الكويت عندما دعي الى ذلك كما منعه غروره من الحصول على حق اللجوء في قطر او الامارات مقابل ترك السلطة قبل اجتياح امريكي للعراق وكانت امريكا في المرتين تدفع صدام من حيث لايشعر الى رفض الحلول العقلائية ويبدو ان اللعبة نفسها استخدمت مع دولة الرئيس المالكي ما دفعه الى الطلب بمحكمة دولية وهذه المحكمة كانت تعني ان سوريا ستدخل تحت البند السابع من قرارات الامم المتحدة وكانت امريكا والسعودية جادة في استخدام العراق ذلك السلم الذي اما يدفع سوريا الى احضان امريكا والمملكة الطائفية او الى احضان البند السابع والولاية الامية ويبدو ان الحسبة العراقية لم تكن واعية لان الحكومة فكرت في انها ستكسب جولات كثيرة في ضغطها على سوريا الجولة الاولى ان تجعل من سوريا شرطيا يحمي حدودها من دون جهد وجولة اخرى في ان الحكومة الحالية قد تحصل على الفاريين من زعماء البعث الذين يديرون عمليات القتل من سوريا وجولة ثالثة يستفيد منها دولة رئيس الوزراء في الانتخابات القادمة لانه يعرف ان الوضع النفسي العام للعراقيين يريد كلمة قوية ومستوى عالي من التصريحات التي تدل على القوة ضد الدول المحيطة بالعراق وخاصة العربية لذا نرى ان الشارع تفاعل مع تصريحات المالكي وراح يتغنى لها

وهذا التغني دفع الحكومة لتصعيد موقفها ليس حبا في المصلحة الوطنية بل لان الموضوع برمته كان يشكل عقلا جمعيا ربما سينفع المالكي في انتخاباته القادمة ولم يكن يحسب المالكي لقصر نظره الخطوة المقابلة وكان يعتقد ان الوحيد الذي يفكر ويستفيد ونسي ان على الطرف الاخر الكثير ممن يفكر وهو يسبق تفكير المالكي بخطوات وكان يحسب المالكي ان النصيحة الامريكية كانت لصالحه لانه كان واهما ان امريكا بدأت ترتاح له او تعشقه لكنه لابد من انه ادرك الان ان الفخ الذي وضع اليه سار هو اليه من دون ان يدفعه احد لكنها سار مندفعا وطائعا له ولا اعرف ماذا سيفعل في الايام القادمة لاخراج العراق من الشرك الذي اوقعه فيه ولا احسب المالكي يهتم كثيرا للعراق مادام قد وفر الكثير من لتأمين المستقبل على حساب الفقر العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك