المقالات

الدكتاتورية والاجرام اخلاق ياسيادة القاضي

1953 04:48:00 2006-09-15

( بقلم : احمد مهدي الياسري )

من حق الطاغية ان تنفرج اساريره السادية لسماع هذا الاطراء وهذه الشهادة التي ماكان يحلم بها من اقرب المقربين له فكيف بفم من يتعامل مع اساس الملك والعدالة , راس القضاء في قاعات انصاف المظلومين ..

الدكتاتور الطاغية ليس بدكتاتور هذا ماشهد به القاضي العامري للطاغية المجرم في قضية الانفال الجارية في هذا الوقت, فماذا سيكون من قيمة لحكم ووصف الشعب له وحسرات الضحايا وانتظار الحق وترسيخه وماقيمة تلك الملايين التي لاتجد مكانا تشتكي فيه مظلوميتها سوى الله رب السماوات والارض خير العادلين..

القضاء ياسيادة القاضي وانت الاعرف بذلك هو الفصل بين الحق والباطل فان حكم القضاء ببرائة الدكتاتور من جرم هو يفتخر به فما الداعي اذن للنظر في القضية بمجملها ..في الجلسة الماضية كان الدكتاتور الطاغية يحتج على وصفه بالمجرم فهو برئ حتى تثبت ادانته ولكنه اليوم يقبل ان يوصف بالبرئ من صفة الدكتاتورية حتى يثبت هو انه دكتاتور فالقاضي هو الشاهد والمقرر بانه ليس بدكتاتور فعلام اذن ننعته بذلك ..

ما رايت بحياتي ولم اسمع بمثل مانراه نحن شعب العراق وابنائه المضحين بكل شئ من اجل الانعتاق والتحرر من الظلم والطغيان ولم اجد في قواميس المفردات وصفا للحال التي يعانيها هذا الشعب الذي اعتقد ان استمر الجميع في استفزازه بهذه الصورة المروعة سيقلب الطاولات على رؤوس اصحابها ..

بالامس أُسقط هذا الطاغية الدكتاتور من قبل من اسقطه وكانت عملية اسقاطه تنطلق من الكثير من المبررات والقرائن التي تدينه واتسائل ان كان بريئا الى الان وليس بدكتاتوريا ولاطاغية فلم اذن اسقطتموه وهل من العدل ان تكون العقوبة قبل اصدار الحكم ؟؟

اما كان الاجدربكم محاكمته اولا واثبات طغيانه واجرامه وبعد ذلك تسقطوه , ام لان فوحان الاجرام ووصوله الحد الذي قررت عظمة وجسامة تلك الدماء وبمشيئة الله وعدله ان تسقطه وبيد من صنعوه وهم طغاة امثاله وليس صناعة شعوب وضحايا مقهورة كما تقول سيادة القاضي حينما تمنحه شهادتك الغير مخول بنطقها وانت في موقعك كمؤتمن على الحق والعدل بانه ليس بدكتاتور بل الاخرين صنعو منه ذلك وكان المفروض بك ان تتركها للنهاية اما برئ او هو من كان حقا يستحق وصف ضحاياه له بالدكتاتور والطاغية والمجرم لا بل نزيدها والفاجر الفاسق المنحل المتفسخ اللعين القاتل ..

الوصف الذي انفرجت له اسارير الطاغية من قبل اقدس واخطر فم ووظيفة في اي كيان انساني وهو القضاء يجعل الفرد منا يتمنى الموت على يد هذا الطاغية مليون مرة من ان يسمع هذا الذي يسمعه ..

الدكتاتورية ياسيادة القاضي خُلق وتربية واختيار يختاره الانسان سياقا ومنهجا في حياته وهو مخير في ان يكون انسانا عادلا شريفا لايتكبر على بني جنسه متواضعا وخصوصا حينما ينعم عليه الله بصفة الحكم والرئاسة والتسلط او دكتاتوريا ساديا يستغل سلطاته للايغال في التنكيل بمن تحت رحمته وتلك لعمري صفات من برئته من وصفه الطبيعي الذي هو من يفتخر به ويتلذذ , وان كنت تعني انسياق الضحية لمايريد فهذا ان كان فعلك فغالبة شعب العراق اعطوا الغالي والنفيس من اجل قولة لا له ولامثاله وتلك الاديم الدامية تشهد والله يشهد وان اجبر البعض على ذلك الانصياع فهي الدكتاتورية واستغلال السلطات والتحكم بخيارات الاخرين وانت تنفيها عنه..

العدل اساس الملك ذلك الخطاب الذي يرفع في كل مجلس قضاء هو الفيصل في تحديد صفة العدل والانصاف من الدكتاتورية والاستبداد وان كنت انت القاضي الذي يجب ان يتسك بالحياد والعدل فكان عليك على اقل تقدير ان تلتزم بما طلبه منك الطاغية وهو انه طلب افتراض احتمال البرائة في ما اقترف حتى تثبت الادانة بحقه ولم يطلب منك الحكم المسبق عليه بانه في المطلق برئ من اهم صفاته وكما اكدت له بلسانك وانت القاضي الذي تحسب عليه الهمسات قبل الحروف والكلمات انه ليس بدكتاتور واذن هو برئ مع وقف التنفيذ وهو النرجس والريحان والياسمين وهو العطف والشفقة والبعيد عن اي بهتان وطغيان ولاداعي اذن للمحاكمة والتكاليف التي نتكبدها وتبا لشهداء العراق الطغاة صناع الدكتاتورية الصدامية البغيضة ..

سيادة قاضينا المبجل ان كنت تقبل هذا الذي قلته فعليه يجب ان نصف كل الطغاة انهم ابرياء وان شعوبهم هي من صنعتهم ولا ادري كيف يصنع الضحية جلاده وسيف جلاده وكيف يسمح له ان يقطع راسه ويبيد اطفاله واحبته وكيف يسمح لنفسه ان يعترض عليه فيما بعد ويشتكيه لمن هم في مكانك..!!!

انت اليوم تجزم ان هؤلاء الضحايا الذين يشكون همهم واجرام الطغاة بهم الى الله واليكم ظنا بعدل سينالوه من عدالة تتشدقون بانكم مارستموها لربع قرن هم المجرمون ومن يجب الاقتصاص منهم وعليه يجب ان يكونوا هم في القفص والطاغية المجرم حرا او في موقع المشتكي او في مكانك ..الانسان ياسيادة القاضي يخلقه الله ناصع الصفحة ابيض القلب وهو من يلطخ قلبه واخلاقه بسواد الاعمال وتكبر هذه النقاط السود وتتوسع تلك السوادة حتى تغطي كامل قلبه والقلب هنا تعبير مجازي عن صحيفة اعمال اي انسان وعندما تتغطى تلك الصفحة بسواد الاخلاق والاعمال يخرج من رحمة الله الى حيث غضبه وسخطه وعندها يكون مجرما يحمل كل صفات الاجرام والدكتاتورية احداها فهو وحتى وان لم يملك او يحكم كما كان الطاغية الماثل امامك فهو دكتاتور استبد برايه وعمل بسواد اخلاقه ونزع نصاعة العدل من ضميره واوغل في الحقد والانفراد بالراي المعوج ليذيق الاخرين مرارة تصرفاته فضلا عن اغضاب الله العادل ... فهل هذا المجرم الماثل امامكم بعيد عن هذا الوصف ..؟؟

الم يعترف هذا المجرم بقتل الكثير وانت كنت قاضيا ابان حكمه فبالله عليك اقسم هل كان هؤلاء الضحايا قتلى عدل وانصاف ام هم قتلى نرجسية وتسلط هذا الاحمق الماثل بجسده القذر امامك ؟وهل كانت محاكمه الصورية مقياس عدل ام مقياس تسلط وتشفي واستهتار بالقيم والقضاء ولعمري ماذا تسمي تلك الاستفرادة بالقرار والسلطة فضلا عن الغاء الاخر والقتل على الشبهة والتنكيل بالضحية وعدم ترك المجال للاخر ان يبدي رايا في حق او باطل ..

لا اعتقد اننا اصبحنا في دولة العدالة المطلقة لكي تهتم سيادتك وكل المتسلطين اليوم على رقابنا في فرض العدل المطلق بحق اقذر دكتاتور ومجرم عرفته الانسانية فيما الضحايا تستباح وتقتل وبسبب وجود هذا الطاغية حيا الى حد الان فاين العدل اذن ولماذا هذا العدل المعوج الفوق العادة وحتى فوق المنطق والوصف ولماذا لاينال الشعب المذبوح ولو جزءاً يسيرا منه في اقل تقدير ..

الطاغية حينما ينطق بجمل انت سمعتها منه وهو يقول انني من علمتكم وانا رئيسكم وانا من البسكم الحذاء وانا وانا وانا ويكاد يقول انا ربكم الاعلى والعياذ بالله فهل هذه النرجسية والاخلاق هي بتشجيع من ذلك الكردي المحروق قلبه وكبده على افلاذ كبده الذين لايعلم لهم مصير؟؟ام هي صناعة وتربية الشهيد الخالد محمد باقر الصدررضوان الله عليه ام هي بايحاء من ابناء الانتفاظة ام هي من تلقين تلك الملايين من الشهداء الابرياء وكلهم قالوا لا في وجهه العفن المقزز؟؟

فان قلت ذلك فالاولى بك ترك ما انت جالس عليه ,وان قلت انهم حاشيته المقربين من صنع منه دكتاتورا ومجرما فلعمري هو من فرض وصنع واتى بتلك الحاشية ولم ياتي بها الشعب المقهورولم يستفتى الشعب بهم بل اتو بقرار استفرادي واجتهاد من قبل ذلك الاحمق ولعمري هذه هي الدكتاتورية بحد ذاتها وان كان من ذكرت مفصلا واحدا من مفاصل وصفه فكل انفاسه وحركاته وحتى وهو في قفص الذل تشي بصفته الدكتاتورية المقيتة ويعلم كل من عملوا معه انهم ان نطقوا بكلمة واحدة ضده فان مصير نسائهم وبناتهم الاغتصاب من قبل ازلامه المنتشرين في انحاء العراق والخارج فكيف تمنحه تلك الشهادة ياسيادة ممثل العدالة .. انصحك سيادة القاضي بالتنحي فلا طاقة لنا برؤية مايجري ..

احمد مهدي الياسري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك