المقالات

الوصول الى السلطة ليست غاية


ابو ميثم الثوري

اذا كان الوصول للسلطة غاية ما دونها غاية فان تحقيقها يتأكد عبر كافة السبل الموصلة اليها حتى عن طريق الدبابات ووقع البساطيل والمؤامرات والتخلي عن كل القيم الاخلاقية والانسانية وتأكيد المقولة الميكافيلة البائسة "الغاية تبرر الوسيلة". وعندما تكون السلطة غاية قصوى فان كل شىء دونها سيكون هامشياً ومهملاً وستتحول المبادىء والقيم الى تراثيات لتخدير الشعوب وخداع البسطاء وشعارات لاغراء السذج والرأي العام وحينذ تصبح جريمة قتل الشهيدين الصدرين وجريمة حلبجة والانفال والاهوار عملية وقائية واستباقية للحفاظ على الغاية الكبرى (السلطة) ويصبح العالم كله متفرجاً على كوارثنا ومصائبنا لانها (شأن داخلي) كما كان اداء الاشقاء والاصدقاء في العهد السابق.

قد يكون صحيحاً ان السلطة احياناً تكون غاية كبيرة لغاية اكبر ومقدمة مهمة لنتائج اهم وان السعي اليها ضرورياً لتحقيق اهداف عليا نستطيع من خلالها قيادة الناس الى بر الامان وتحقيق العدل والمساواة ونشر الفضيلة والقيم النبيلة في الوطن.  لا نريد الانعزال والانطواء والابتعاد عن العمل السياسي بحجة بعض الاخطاء السياسية فان ذلك خطر اكبر فلا يمكن ان نتصور عملية سياسية بلا اخطاء او خلل او زلل ولكن "لا يترك الميسور بالمعسور".لا يمكن ان يكون السعي الى السلطة دون غايات ومبررات موضوعية فان ذلك يقودنا الى ايجاد سبل خطيرة للوصول الى السلطة تتحول فيها الغايات الى وسائل والوسائل الى غايات ويكون الشعب اداة لخدمة الحاكمين والسلطة العليا بيد جماعة تتحكم بمقدرات الناس ومصيرهم.

اذا كانت غايتنا القصوى الوصول الى السلطة فاننا سنخسر السلطة ورضا الجماهير وعندما يكون همنا الكبير خدمة المواطنين فاننا سنربح ثقة الجماهير والسلطة والرضوان الالهي. لو كنا نطمح الى السلطة بكافة السبل ونتجاهل كل ما ناضلنا وقاتلنا من اجله ولو من ضمن المقدور وما تسمح به الظروف فاننا سنكون امام مسائلة صارخة امام الله والضمير والشهداء وقد يشملنا قوله تعالى " الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك