المقالات

اربعينية عزيز العراق


صلاح الغراوي

عكس مشهد اربعينية عزيز العراق رضوان الله تعالى عليه صورة صادقة للمشهد العراقي المتنوع ومكوناته التي بات رحيل الحكيم قاسمها المشترك .. وايمانا منها بذلك المشوار الجهادي الطويل الذي طرز حياته الشريفة اكد المشاركون ان عزائهم الوحيد في هذا المصاب ان اسرة ال الحكيم ستبقى ذلك الينبوع الذي يرفد الساحة العراقية بالقادة التاريخيين وإذا كانت معايير العظمة ومقاييس القادة تقف عند حدود الحياة .. فلن يتردد احد في أن السيد الحكيم هو واحد من أولئك الذين ارتشفوا الحكمة والعظمة من منابعها .. وهامت بحبه قلوب الفقراء والمحرومين والساسة على اختلاف اتجاهاتهم ..

وإذا كانت سيرة الإنسان تنتهي بانقضاء حياته فان رحيل عزيز العراق يمثل حياة جديدة تستمد معطياتها من تلك السيرة الجهادية التي انصهر بها حتى غدا شخصا بلا حدود. ومن هنا كان طبيعيا أن تحزن بغداد اليوم على هذه الشخصية الوطنية ويصطف قادتها في اربعينيته مؤبنين ومستذكرين مواقفه الخالدة .. كيف لا والسيد الحكيم قائدا عظيماً أضاف بموهبته وعطائه الثر إضافة مرموقة إلى تاريخ العراق المعاصر . ويبدو أن دواعي الفخر بهذا الفارس لا تقف عند هذا الاعتبار بل تتخطاه إلى اعتبارات ومعان أخرى تتصل بشخصيته وموقفه من هذه المرحلة التي يعيشها العراقيون وبالمثل العليا التي قادت خطاه في حياته وجلجلت أصداؤها في مشواره الطويل . لقد استطاع السيد الحكيم حيا وميتا أن يجمع العراقيين على ساحتهم ويكون حلقة وصل بين فرقائها وصمام أمان وحدتهم منطلقا في ذلك كله من نقطة جوهرية مفادها أن العراق يجتاز مرحلة لها من الخطورة ما يلزمنا أن ننظر إلى الأمور نظرة واعية ومدركة وهادفة. وان نقضي ونعصف بالأفكار المكفنة التي لا تعي سوى مشاكلها الضيقة الحدود.. فهنيئا لك ايها الحكيم وانت تنعم في رياض الخلود .. وسلام عليك يوم جاهدت ويوم رسمت للعراقيين طريق حريتهم ويوم أصبحت رمزا في ذاكرة العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك