المقالات

العزوف عن المشاركة في الأنتخابات القادمة لا يتحمله المواطن


قاسم العجرش

في مقاربة سابقة جرى الحديث عن النسبة المتدنية للمشاركين في التصويت في أنتخابات مجالس المحافظات، وتناولنا واحدا من الأسباب وهو المتعلق بالمتخلفين عن المشاركة من يمكن وصفهم بالواقفين على التل، من الإنتهازيين وأصحاب المطامع...بيد أن هناك أسباب أخرى، من بينها بقاء صدام وهو في قبره يقود البلاد! فليس بيد مفوضية الأنتخابات أو الحكومة أو أي جهاز من أجهزة الدولة من وسيلة يتثبتون بها عراقية العراقي، غير البطاقة التموينية اللعينة، هذه البطاقة التي وضعها صدام للسيطرة على العراقيين، وأتخذها وسيلة لإحكام قبضته على رقابهم قبل بطونهم، ومع أننا لا نجهز إلا بثلث موادها،إلا أنها شيئا فشيئا تحولت الى أهم وثيقة يستوثق بها منا! ومنذ سنة 1977 لغاية اليوم لم يجر تعداد للسكان توضع بموجبه الخطط والسياسات لمستقبل العراق،

وكشفت نتائج المشاركة في الإنتخابات التي أعتمدت البطاقة التموينية أساسا لمعلومات الناخبين، أن هذه البطاقة لم تعد صالحة لأداء مثل هكذا وظيفة، وأن أعدادا كبيرة جدا لم تتح لهم فرصة المشاركة في الإنتخابات بسبب أخطاء إعتماد البطاقة التموينية، وإذا كان أمامنا إستحقاق إنتخابي أكبر في نهاية هذا العام لإنتخاب مجلس النواب، فهذا يعني أننا سنواجه كارثة كبرى ستعيق البناء الديمقراطي في الوطن.... في الأنتخابات القادمة ستتكرر خيبة لكن بصورة أشد، والدليل هو عزوف المواطنين عن تحديث سجل الناخبين، وهو عزوف منطقي، ليس بسبب كراهيتهم للأنتخابات ولا لعدم أيمانهم بالعملية السياسية، ولكن بسبب أن المواطن غير مجبر أن يقوم بعمل يفترض أن يأتي الى بابه لا أن يذهب اليه برجله، وليس على المواطن أن يؤسس قاعدة بيانات تخدم السياسيين، فهذه مهمة الدولة وليست مهمة المواطن البسيط، كما أنه ليس عليه ان ينفق عليها فلسا واحدان أوأن يترك عمله أو يضيع وقته ليوم أو بعضه من أجل مهمة كان يفترض أن تقوم بها الدولة، ففي عملية تحديث سجل الناخبين صارت مهمة المواطن أن يقوم بتعداد نفسه وهو أمر غير واقعي وغاية في الغرابة ..

...ولعل إجراء رابع ممارسة إنتخابية في ظل عدم وجود قانون أو تشريع للأحزاب ينظم الحياة السياسية في الوطن، يؤشر خللا كبيرا في العملية السياسية ، وثغرة تنفذ من خلالها الأخطاء، فقد مضى عمر الدورة البرلمانية الحالية ولم يتبق منها سوى بضعة أشهر، وقبلها أنجزت الجمعية الوطنية مهامها، والعمل السياسي في العراق يجري بدون ضوابط تحكمه، وهي حالة نادرة في البلدان، وربما هي الحالة الأكثر فرادة في جميع الديمقراطيات، فلى تنمو الديمقراطية نموا صحيحا في الفوضى، وحتما ستنتج نتائج سلبية من هذه الفوضى، وكان أن ترشح عدد يفوق القياسات بكثير، فلإشغال (440) مقعدا لمجالس المحافظات، ترشح (14430) مرشح! ومعنى هذا أن المقعد الواحد قد تنافس عليه (33) شخص،وهو رقم كبير أدى الى تنافس محموم أستخدمت فيه أدوات مختلفة، أغلبها غير مقبول، لكن عدم المقبولية هذه غير محكومة بقانون، مما أدى الى أن تمتليء شوارعنا بملصقات لمرشحين أغلبهم لا يعرفهم المواطن الناخب، فكان أن إستخدم عقله وعزف عن المشاركة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك