المقالات

انحناءة لأنامل صاحب الحكيم سفير السلام


مصطفى كامل الكاظمي

صدر للدكتور صاحب الحكيم سفير الهم والمأساة العراقية والدم العراقي المسفوح الى العالم منذ ربع قرن من هذا الزمن الاغبر. قدم هذا الحكيم خلال سنيها ما مكنه الله تعالى ليعرّف العالم بما يجري وجرى على العراقيين من كوارث وظلم جراء الالة والنهج الفاشستي الذي مارسه نظام الجريمة والخطيئة العبثي في العراق قرابة عقود اربعة.من رحم ذاك الالم وتلك المآسي ولد نتاج اخر جديد للحكيم صاحب رمز النبل الانساني في عالم الطغيان. فتمخضت جهوده في كتاب صدر عن منتدى الفكر الكردي بطبعته الثانية تحت عنوان:[تقرير عن إغتصاب وقتل وتعذيب واعتقال أكثر من 4000 إمرأة في بلد المقابر الجماعية (العراق)]

يقع الكتاب في 930 صفحة من القطع الكبير تشكل 14 فصلا تكشف الجريمة المنظمة ضد المرأة العراقية تلك الجرائم القذرة التي مارسها نظام الرئيس العراقي المعدوم صدام إحصين التكريتي ما بين الفترة (1968- 2003).كتاب الدكتور الحكيم هذا انما يمثل في واقعه مراجع ومصادر هامة باعتمادها الادلة والاثباتات الرسمية مع تدوينه اسماء الضحايا والمجرمين بدقة متناهية بحكم التقارير مع الصور المرفقة في متون كل فصول الكتاب. وكذلك يهتم بذكر الاماكن والسجون برقمية متناهية كسجن ابي غريب والفضيلية والشعبة الخامسة والشعبة الخاصة بالنساء وكذلك معتقلات المخابرات والامن وقتل نسوة عراقيات في الكويت وفي بلدان متعددة من العالم. بل ان الكتاب لم يغفل حتى عن النسوة اللواتي اغتصبهن صدام وزبانيته من غير العراقيات، كما حدث للسيدة الفلندية وقد حرص الدكتور صاحب على نشر رسالة هذه المرأة المفجوعة والتي وجهتها له شخصيا.من هنا حرصت على ان اعرف بهذا السفر الفاضح للجريمة الصدامية البشعة. كونه يضم العديد من الاسماء والشخصيات مع صور الضحايا فتبرز مثلا صورة الطفلة البريئة التي تولد في سجون الارهاب الصدامي لام اغتصبت من قبل الارعن عدي صدام وكذلك اخريات من قبل ابيه واخيه وهكذا حتى تصعقنا صورة العروس التي انتحرت ليلة عرسها بعد اغتصابها من قبل اللقيط عدي.اعتمد السيد صاحب الحكيم في تحري تقريره هذا بعد شهادات الشهود الاحياء والصور والوثائق كذلك على تصنيفات موثقة لكتاب وباحثين حصلوا على اثباتات وبراهين وشواهد مصورة ومنها ما هو حي كما هو الحال في كتاب (المنحرفون) وكذلك على شهادات ارتقت بتوثيق في صحف ومستندات دولية كصحيفة التايمس الندنية.يورد الدكتور الحكيم جملة كبيرة من الازواج الذين انتحروا بعد ان شاركهم عنوة وبالاجبار وبعضها بالخديعة اؤلئك الارجاس كصدام وولديه واقربائه وشلته اللاانسانية ومنهم من طلق زوجته مكرها. فكيف يمكن تصور مجموعة من الابناء المعتقلين وقد مورست امام اعينهم عملية اغتصاب مكررة لوالدتهم المظلومة؟لم يسلم من هذا النوع من الجرائم الجنسية حتى سكان المناطق المفجوعة كمدينة حلبجة وغيرها من المدن والقصبات الكوردية في شمال العراق وكذلك في مدن وقرى كثيرة جدا من قصبات الجنوب العراقي فقد تعرض العديد من النسوة الى الاغتصاب والقتل والدفن احياء مع الرضع وجملة المقابر الجماعية كشفت عن ذلك ايضا.الكتاب فضح اضافة الى رموز الجريمة (العائلة الحاكمة) اجندة اخرى مارست ذات الجرم ومنهم اكراد كانوا يعملون لصالح النظام الصدامي. وكذلك هناك شهود شاهدوا احبتهم واصدقائهم واخرين لم يتعرفوا عليهم تمارس ضدهم تلك الجرائم. ومن هنا ايضا تتكون اهمية مطالعة هذا الكتاب والاهتمام بدراسته للافادة من ملاحقة المجرمين الفاعلين والمتورطين وكذلك تقديم يد المساعدة للضحايا الابرياء الاحياء وتكريم الشهداء منهم.يبين الكتاب في فصوله انه لم تسلم طائفة ولا قطاع ولا عشيرة من اذى وطاغوتية هذا النظام الفاشستي عربية كانت المرأة وكوردية وتركمانية وفيلية واشورية وايزيدية وصابئية بل حتى الاطفال.في ختام قرأءتي لهذا المصدر الهام اتمنى ان يطلع كل احرار العراق عليه وان يجعلوا من فصوله مادة لمعارض تقام في كل فيافي هذه الارض للتعريف بمظلوميتنا كعراقيين من قبل شرذمة اوغاد انقذنا الله تعالى منهم والى ابد الابدين.ملبورن/ ربيع 2009

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2009-09-30
اقسم لكم اني شاهدتها بام عيني عندما كنت اتعذب في سجون الملعون في النجف الاشرف وفي كربلاء والشعبة الخامسه والمنظومة الغربيه وفي سجون كركوك وسليمانيه والتي كانت تشتمهم او تبصق في وجوههم يتم تصفيتها بعد الاغتصاب الغاشم عليها انا رجل ووضعوا الكهرباء في مقدمة عورتي استهزاء منهم برجولتي رحم الله شهدائنا المعذبون وتعسا لمن عذبهم واللعنة الدائمة على الباقين منهم احياء يترحمون على البعث وعلى اسيادهم الذين حرمونا من فرحتنا بسقوط الكافر ابن الكفره صدام الملعون واعوانه وتعسا لمن ذاق العذاب وهو مع الزنادقه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك