المقالات

المعاني والدلالات العميقة لوصية عزيز العراق


احمد عبد الرحمن

قد لاتكفي عملية عرض واستعراض سريعة لمرة او مرتين او ثلاث مرات للوصية التأريخية لعزيز العراق الراحل سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (رضوان الله تعالى عليه).فتلك الوصية التأريخية انطوت على معان كبيرة، ودلالات عميقة، وتناولت امور وقضايا على قدر كبير من الاهمية، غطت مساحة واسعة من الهم الوطني العراقي والاسلامي على وجه العموم.ففي الوصية نجد ابعادا دينية، وابعادا سياسية، وابعادا اخلاقية، وابعادا سلوكية، يجعل من الخطأ قراءتها قراءة عابرة، والمرور عليها مرور الكرام.ولعل البعد الديني فيها شكل عنصرا رئيسيا، نظرا لاهميته، وبأعتباره مدخلا للابعاد الاخرى، فصحة وسلامة وصلاح الابعاد المختلفة هي بصحة وسلامة وصلاح البعد الديني، والعكس صحيح.ومن هنا وجدنا ان عزيز العراق (قدس سره)، يقدمه على الابعاد الاخرى في وصيته ويعطيه اولوية على ماسواه، بأعتبار انه يمثل المدخل للابعاد الاخرى، والاساس والمرتكز الحقيقي لها.والنقاط الثلاث الاولى من الوصية تشير الى ذلك بكل وضوح.ففي النقطة الاولى يشدد على اهمية "الارتباط بالله تعالى وتقوية هذا الارتباط من خلال الصلة بالأسلام العظيم ونبينا نبي الرحمة والانسانية محمد (ص) خاتم الانبياء والمرسلين والتمسك بدينه والعمل بموجبه من خلال الارتباط بالله تعالى والالتجاء اليه..".وفي النقطة الثانية يؤكد عزيز العراق على اهمية ووجوب الالتزام بنهج اهل البيت عليهم السلام، والمحافظة على الشعائر الحسينية بقوله "من الضروري تعميق الصلة بالعترة الطاهرة (ص) والعمل بأوامرهم ووصاياهم وأرشاداتهم فانهم سفن النجاة ولا يمكن التخلي عنهم ابدا وايضاً الاستمرار بأحياء مناسباتهم المختلفة والتي والحمد لله تحيا في هذه الايام بما لم يشهده التاريخ في زيارات الامام الحسين والامام علي والامام الكاظم والامام الهادي والامام العسكري وامهم الزهراء وباقي الائمة (ع) والمفروض ان تستمر هذه الشعائر الحسينية والدينية".وفي النقطة الثالثة يشدد سماحة السيد الحكيم (قدس سره الشريف) على " الالتزام بالمرجعية الدينية وتقديرها واحترامها والعمل وفق توجيهاتها وتوصياتها وعدم التخلف عنها فهي الامتداد الشرعي للأئمة الاطهار (ع) والمقصود بهم اولئك المراجع الذين يحظون بالأوصاف المعهودة والتي قامت عليها الادلة من الكتاب والسنة من الفقاهة والتقوى واحذركم من ادعياء المرجعية الدينية وهم كثر في هذه الايام فالتمسك بهؤلاء المراجع والعمل بنصائحهم فيه نجاة للعراق والعراقيين".ولعل الفقرات المشار اليها على قدر كبير من الوضوح، وهي لاتحتاج الى كثير من الشرح والتفسير والتحليل، ومن دون شك ان عزيز العراق، اعتبرها اساسا للبناء الاجتماعي السليم، وللمتبنيات السياسية الصحيحة، ولمنظومة القيم الاخلاقية والسلوكية المنضبطة والمسؤولة والمنسجمة مع مباديء وثوابت وتعاليم الشريعة الاسلامية السمحاء.فكل مظاهر الحياة وفعالياتها السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية تتمحور في صحتها وسلامتها ومصداقيتها حول البعد الديني-الاسلامي، فهو يمثل الاطار والبوتقة لكل الابعاد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك