المقالات

مانشيتات نزيف الدم العراقي

1787 22:59:00 2006-09-13

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

تظهر علينا بعض الصحف بمانشيتات نحترمها كثيراً.. منها على سبيل المثال: "أوقفوا نزيف الدم العراقي قبل ان تتحدثوا عن الفيدرالية".. وبالتأكيد إن مثل هكذا مقولة لا يمكن للمرء الا ان يحترمها لكن عندما تتوافر شروط الاحترام وعندما نعرف أي جسد عراقي ينزف، ومن الذي يغرس انيابه وسكينه وخنجره ومفخخاته وأحزمته الناسفة وعبواته المتفجرة داخل هذا الجسد.

مثل هذه التساؤلات والملاحظات يقيناً انها ليست تهمة ضد أهل المانشيتات تلك لكنها صرخة نريد لها ان تلفت انظار الاخوة الذين يطالبون بايقاف النزيف العراقي لان يوجهوا خطابهم ومانشيتاتهم الى الذين يقودون ماكنات الموت ان كانت مركبات او دراجات مفخخة او احزمة ناسفة او عبوات او استهداف انابيب النفط وابراج الكهرباء كي يكفوا عن اعمال جبانة كالتي يقومون بها.

نريد من اهل المانشيتات ان يوجهوا خطابهم الى أصحاب الورش الخاصة بالتفخيخ والى (الاشاوس) الذين يقطعون رقاب المسافرين بالصفيح والبلطات والفؤوس.. لا ان يربطوا بشكل لا يخلو من الاتهام بين الدم العراقي ونزيفه وجسده، وبين اصحاب الاصوات التي تنادي بتطبيق واحترام نصوص وطنية دستورية تعبر عن إرادة اكثر من 23 مليون عراقي باتوا لا يرون بغير الديمقراطية نظاماً يصلح لادارة العراق.

نعتقد ان الدائرة المسؤولة عن النزيف وجسده العراقي ليست هي الأقرب الى الدائرة التي تطالب باللامركزية والفيدرالية بل ان المطالبة بتطبيق الفيدرالية واللامركزية نرى فيها احد اهم الاسلحة التي نواجه بها محترفي القتل والدمار واراقة الدماء سواء من الجماعات المحلية ام من تلك الوافدة التي لم تسلم من شرورها واذاها حتى مدن العراق في منطقتنا الغربية التي تصل في احيان الى حد العجز في مواجهة اولئك السفاحين القتلة الذين اتخذوا من تلك المدن وبعض مناطق بغداد حواضن لهم.

اهل الفيدرالية لا يفجرون الانابيب الناقلة لنفطنا من كركوك الى ميناء جيهان التركي، ولا يطيحون بابراج الكهرباء الممتدة من بيجي الى المسيب، ولا يقطعون الطرق على خط طريبيل والنقطة 160 على حدود الجارتين سوريا والاردن، ولا يلاحقون المركبات على اساس لوحاتها ان كانت مسجلة بمديريات مرور البصرة او ميسان او الديوانية او بابل او المثنى أو ذي قار ليذبحوا من فيها او ليهتكوا شرف حرائر العراق الذين تضطرهم الظروف لركوبها.. بل ان المطالبين بالفيدرالية طالبوا اولاً باشراك اشقائهم واقرانهم العراقيين من كل الطوائف والأعراق والمذاهب السياسية بمجمل الحياة العراقية العامة والخاصة وهم اول من طرح مشروع المصالحة والتوافق والشراكة والتعددية والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان واشاعة ثقافة المجتمع المدني بعد ان تحول الشارع العراقي الى ثكنة عسكرية طيلة ما يقرب من اربعة عقود.الكلام الجميل الفارغ من المحتوى سهل قوله، لكن الاسهل منه الانتقال الى الواقعية والخطاب المنطقي وهذا ما لم يتحقق قبل ان ننفض عن كواهلنا الثقافات الخاطئة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك