المقالات

بعد ان هز عرش الله... الا يهتز له كرسي البرلمان


بقلم :ولاء الصفار

لقد أولى القرآن الكريم عناية فائقة بأمر اليتيم وتربيته ورعايته والاهتمام به من الناحية النفسية والمادية وبالخصوص مراعاة ظروفه النفسية بعد ان فقد أبيه حتى لا يحس بشيء من الذل أو القهر أو الانكسار وذلك بوضع الأسس الواضحة والقواعد القاطعة والحدود الصارمة لحسن رعايته والاهتمام به والحفاظ على حقوقه حتى يـبلغ سن الرشد وهذه الاسس تتلخص بالنقاط التالية (حرمة المال بقوله تعالى: وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ، وحرمة القهر: بقوله تعالى: َأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ، وحق الاكرام: بقوله تعالى: كَلا بَل للا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ، وحرمة الدع (الدفع): بقوله تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ، وحق الاطعام بقوله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً، وحق الايواء: بقوله تعالى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وحق حفظ الميراث حتى بلوغ سن الرشد: بقوله تعالى: وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) .

ولم تكتف التوجيهات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وانما جاءت الرسالات السماوية التي نزلت على الانبياء والمرسلين تحث هي الاخرى على رعاية اليتيم واكرامه وعدم اذلاله فقد ورد عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه واله قال: إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائـه عرش الرحمن، فيقول اللّه تعالى لملائكته، يا ملائكتي، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب، فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول اللّه تعالى لملائكته : يا ملائكتي، اشهدوا أن من أسكتـه وأرضاه ؟ أنا أرضيه يوم القيامة.

واعتقد ان المتابع والباحث عن حق اليتيم وكفالته في الدين الاسلامي فانه سيجد عدد هائل من الايات القرانية والاحاديث النبوية واحاديث اهل البيت عليهم السلام تحث على رعاية هذه الشريحة وكفالتها.

وبينما انا ابحث عن اليتم وكفالته فوجئت بالخبر التالي " أعلن رئيس هيئة النزاهة في العراق موسى فرج عن وجود خمسة ملايين يتيم بين اطفال العراق وقال فرج على هامش مؤتمر اليتيم العراقي الذي اقيم في بغداد ان هناك خمسة ملايين طفل عراقي يتيم حسب الاحصائيات الحكومية، واعتبر فرج خلال كلمته التي القاها في مؤتمر اليتيم العراقي الذي اقامته الهيئة بان هذا الكم من الايتام يمثل ناقوس خطر وجرس انذار للعراقيين افرادا ومنظمات مجتمع مدني وحكومة ومجلس نواب داعيا الجهات الحكومية وغير الحكومية الى التواصل مع الطفل العراقي اليتيم والوقوف عند مشاكله وطالب فرج الحكومة بتبني برنامج مؤسساتي او تشريعي لمساعدة اليتيم العراقي".

وهنا يرد التساؤل حول ماوفرته الحكومة العراقية لهذه الشريحة ؟؟؟ فتجد الاجابة الخجولة بان ميزانية العراق لاتسمح!!! ولاادري هل ياترى ان ميزانية العراق التي اكفت رواتب اعضاء البرلمان اصبحت عاجزة عن ايواء وتوفير برامج تثقيفية وترفيهية لهذه الشريحة المهمة التي تعد اساس مستقبل العراق والجيل المشرق لمستقبل البلد.

فاوجه كلامي لجميع اعضاء البرلمان العراقي بان هذه الشريحة قد هزت عرش الله الا تهتز لها كراسيكم وانتم في ايامكم الاخيرة لتشرعوا قانون يكفل حق اليتم ويوفر له ابسط متطلبات الحياة، علما ان بعض دور ايواء الايتام في بعض محافظاتنا قد امتلات ولا تستوعب الاعداء المتزايدة لهذه الشريحة التي اصبح الشارع مأوى رئيسي لها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2009-09-30
هل هذا الرقم يشمل أيتام قادسية بطيحـــــان وأم البناجر....؟
army
2009-09-29
تصريح السيد فرج الحيدري حول اعداد الايتام في العراق شيء غير مستغرب نتيجة ما حصل في العراق ويحدث. لكن الغريب ان السيد الحيدري كشف عن عدد الايتام لكنه لم يكشف عن عدد السراق في العراق ونحن نعتقد ان عددهم اكثر بكثير من عدد الايتام.لكن على فرض ان : عدد الايتام = 5 ملايين عدد السراق =5 ملايين يعني اشبقه من الشعب ايتام وسراق ؟
sun
2009-09-29
والله العظيم ومثل هذا العدد يوجد ابناء المطلقات اللذين لايسال ابائهم عنهم وابناء المخطوفين والمفقودين وابناء اللي ابائهم موجودين وعايشين معاهم بنفس البيت لكن هذا الاب لا يحس باي مسؤلية ولا يهمه ابنائه شبعوا او جاعوا لبسو ا او عرايا ماتوا او عاشوا صدقوني هذا النوع اعظم بلاء من الايتام
بصراحة عاريه وأشعار ساريه
2009-09-29
ألا لوحسبنا فقط أعداد الأيتام الذين هجرهم أخزى خلق الله الى الخيام الصدقة المهلهله وهـــــــــم يا للعار والشنار مؤتمنون ممثلين للشعب المهظوم وهـــــــــم دفانوابائهم وذباحوهم خلال جرذان قصاصات الموت وطلقات العهر الذين سخروهم لأرعاب العوائل الشهمة التي تستحرم مقابلتهم بمثل دنسهم وعارهم مايهتز لهاكل ضمير له ذرة شرف أم أن مجلسنالم يسمع بذلك كلا بل حماهم حتى من مواجهة القضاءوأوصلهم سالمين الى أحضان مسخريهم الحاقدين علينا ليزدادواعهرا ويترغدواويتثلجواويترغلوا فمن للأيتام الدايني أم الدليمي ثم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك