المقالات

تفعيل محاكم وتعطيل اخرى


ابو ميثم الثوري

التصعيد الاخير لمواجهة العمليات الارهابية وداعميها عبر تشكيل المحكمة الدولية حظى باهتمام وتفاعل الكثيرين من ابناء شعبنا ومازالت هذه المحكمة ستمنع على الاقل التدخل في شؤوننا وحقن دمائنا وتخفيف العمليات الارهابية النوعية التي تعصف بواقعنا الامني فهي ستكون مقبولة شعبياً وليس احد يمتلك ذرة من الوطنية ان يقدم مصالح الجوار الاقليمي على مصالحنا الوطنية وعلى حرمة دمائنا الغالية وخاصة تلك الدول التي تدعم الارهابيين والبعثيين الصداميين.هذه الدعوة العراقية لتشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة الارهاب والداعمين له ينبغي ان تكون خالصة بعيدة عن كل الاعيب السياسة والاستهلاك المحلي وتبرير اخطاء الاجهزة الامنية واختراقاتها الخطيرة مثلما حصل في الاربعاء الدامي من الشهر الماضي.

تشكيل وتفعيل هذه المحكمة دولياً لا يعفي حكومتنا من معالجة اخطاء الاختراق الحاصل في الاجهزة الامنية والمطالبة بتسليم البعثيين الصداميين في سوريا للعراق لا يمنع اساساً من تطهير اجهزتنا الامنية من المندسين والمتغلغلين.والمفارقة الخطيرة في هذا السياق ان العراق بدأ خطوات عملية وتصعيدية لتشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة الارهابيين المتورطين في تنفيذ عمليات ارهابية داخل العراق واعتبارها جرائم حرب بينما محاكمنا الداخلية مترددة في محاكمة الارهابيين القتلة وتنفيذ حكم الاعدام العادل بحقهم بل يتم تهريب ارهابيين كبار محكومين بالاعدام من سجن في تكريت بطريقة مكشوفة لا يستبعد ان تكون عملية تهريبهم من السجن قد جرت بمساعدة ضباط بعثيين متغلغلين في اجهزتنا الامنية.هذه الازدواجية في المواقف تضع الحكومة امام تساؤلات جدية وتحتاج الى اجابات صريحة دون مزايدات او حملات انتخابية مبكرة وتصعيدات غير مدروسة.

لماذا لا يتم تفعيل المحاكم الداخلية العراقية لمحاكمة الارهابيين القتلة؟ ولماذا لا يتم تنفيذ الاعدام بالمجرمين الضالعين بعمليات قتل ارهابية ضد الابرياء؟ ولماذا لا نحقق بالاختراقات الامنية التي جرت يوم الاربعاء الدامي ونطهر اجهزتنا الامنية من المندسين؟ ولماذا لا نكشف الخلايا الارهابية التي ساعدت على اطلاق سراح الارهابيين المحكومين بالاعدام من سجن تكريت؟ لماذا نطالب السوريين بتسليم البعثيين المجرمين بينما نطالب البعثيين بالعودة الى العراق ومنحهم مناصب امنية خطيرة في وزارتي الدفاع والداخلية؟ لما نسوق ازماتنا الداخلية واخطائنا الامنية والخروقات الاخيرة بافتعال ازمات خارجية بطريقة منفعلة ومرتجلة دون دراسة مستفيضة للواقع الاقليمي والدولي والمحلي؟هذه التساؤلات يطرحها الشارع والواقع بقوة وتحتاج الى اجابات صريحة ومقنعة دون الانشغال بتجييش مشاعر الاخرين بالعودة الى طريقة النظام السابق في اختلاق الازمات!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك