المقالات

نظرة مستقبلية في مساعي الائتلاف الوطني لتشكيل جبهة وطنية


عمار العامري

بدا صراع ما قبل الانتخابات البرلمانية في العراق يحتدم بين الكتل والائتلافات السياسية الراغبة بخوضها لاسيما وأننا نفاجئ يوميا بإعلان عن تشكيل انتخابي جديد كثيرا ما يحمل مصطلح (ائتلاف) ولكن يبقى الحديث عن الائتلافات القوية أو الشخصيات المؤثرة التي تحاول جمع الأحزاب والجماعات الصغيرة لتخرج بكيان انتخابي يحسب في عداد الكبار كل هذا الجهود هو استعداد وتهيئة للسباق الأهم يوم 16 كانون الثاني كما أقرته الحكومة العراقية يوما للانتخابات ولكن هذه المرة طفئ على السطح ما كان مخفي سابقا وهو تحالفات ما بعد الانتخابات فقد كانت هذه الجولة من المفاوضات بين الكتل والقوائم الفائزة يتم ما بعد فرز نتائج الانتخابات ولكنها في هذا الموسم قد سبقتها والسبب يعود إلى إن الوضع السياسي العام في العراق يفرز النتائج قبل الأحداث فقد تحزم عدد من الكيانات السياسية أحزمتها لدخول باحة البرلمان قبل الخوض في أحداث التصفيات المؤهلة له سبب بناءها لقواعد جماهيرية واسعة.

الائتلاف الوطني والذي أصبح امتداد الطبيعي للائتلاف العراقي الموحد مع التوسيع في مكوناته مذهبيا ودينيا وسياسيا قد ركز السهم في منتصف الملعب مع الإعلان أن أبوابه مفتوحة للجميع مما شجع الآخرين على السعي للدخول في مضماره وان مفاوضاته التي توصف بالجيدة مع القائمة العراقية (برئاسة إياد علاوي) الذي يصنف باللبرالي هي دليل على نجاح المشروع سياسي للائتلاف الوطني ودخول الائتلاف في مفاوضات تعد بالإستراتيجية التاريخية مع التحالف الكردستاني عن طريق المجلس الأعلى الإسلامي الحليف القديم له فإنها خطوة استباقية لكسب حليف قوي لما بعد الانتخابات كما أن المؤشرات تدل على أن هناك تقارب بين المجلس الأعلى الإسلامي والحزب الإسلامي العراقي كونهما حليفان في فترات معينة ويمكنهما التحالف والتقارب مرة أخرى مما يجعل قيادات الائتلاف الوطني صادقة في حديثها لتشكيل جبهة وطنية للنهوض بالعملية السياسية لتخطي عقبات الماضي وهذا ما كده السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي منذ اللحظات الأولى لانتخابه رئيسا للمجلس الأعلى حيث يمثل المجلس الأعلى قطب الرحى في الائتلاف الوطني والعملية السياسية وهذه الجهود تعطي بوادر جيدة بإيجاد تحالف سياسي قوي يضم الائتلاف الوطني بكافة امتداداته (المجلس الأعلى والصدريين والإصلاح الجعفري وغيرهم) والتحالف الكردستاني (الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني) والقائمة العراقية التي تضم (حركة الوفاق وشيوخ عشائر متنفذين) والحزب الإسلامي (التيار السني الواسع) والذي يسهل لهم خلق حالة سياسية يمكنها تحقيق الشيء الكثير أذا ما ابتعدوا عن البحث في المصالح الحزبية التي أرهقت الآخرين.

فيما بقى حزب الدعوة جناح المالكي يتأرجح بين نشوة الانتخابات المحلية وأمل التحالف مع أبو ريشة (الذي التحدث باسم الصحوات) وبعض الوجهات المحسوبة على حزب الدعوة التي يشرف على صناعتها سياسيا القيادي في الدعوة علي الأديب كما يحاول مستشاري المالكي في الحزب الضغط عليه بعدم الدخول ضمن الائتلاف الوطني من اجل الدخول بائتلاف الانتخابات الماضية (دولة القانون) وهو شعار رفعه حزب الدعوة (قد تعاطف معه الكثير ولا نعلم تعاطفهم معه مستقبلا) ويأتي هذا من خلال التصريحات التي يتقاسمها قيادات حزب الدعوة بجناحيه المالكي والسيد أبو عقيل منها من تؤمل إمكانية تخلي حزب الدعوة عن (دولة القانون) ودخولها في الائتلاف الوطني وهذا الرأي مبني على أن التحالف الجديد بين حزب الدعوة والإدارة الأمريكية جناح (الحمائم) قد لا يدوم طويلا ويخسر الحزب حلفاءه مستقبلا والرأي الأخر الذي يشد على عزم الدعوة الدخول بائتلافها الجديد وأصحاب هذا الرأي يحاولون تقوية العلاقات بين الحزب والإدارات الأمريكية والسعودية ودوائر عربية أخرى لقراءتهم باعتماد هذه الدوائر على حزب واحد مستقبلا في العراق معتمدين على نظرية اختيارها لــ(صدام حسين) والتخلي عن القيادات البعث حيث أنها تفضل اللاعب الواحد على تعدد اللاعبين.

فيما تذهب كل التوقعات إلى أن هناك مفاجئات قد تظهر وتحسم الموقف لوجود توجه عام نحو أيجاد الجبهة السياسية الوطنية التي يمني الجميع أنفسهم باستكمالها بهدف النهوض بالواقع العراقي وان تحقق هذا الهدف بإمكانها تشكيل حكومة قوية ليس لمنفذي الأجندة الخارجية الوجود فيها وهذا ما يجعل فرص نجاحها واردة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك