المقالات

في الرد على ائتلاف الافلين لاحمد الصالح ..ماهكذا الديمقراطية ..


خالد خالد

لم يمض على تشييع الراحل عزيز العراق سوى ايام معدودة ليؤشر بذلك احدث تظاهرة شعبية لمؤازرة المرجعية الرشيدة في العراق بافراحها واتراحها ...وليكشف عن الثقل الحقيقي الذي تشغله تلك المرجعية في اذهان الجماهير العراقية التي تكن لها الولاء المطق والعميق .. وبعيدا عن المجلس الاعلى وان كان المجلس جزءا مهما من تلك الحركة الضاربة في التحدي والساحقة في قدرتها على التغيير والتضحية...فان حركة الجماهير في تشييع الحكيم ومشاعرها المعطاء حين نزول فاجعة رحيل كانت اصدق تعبيرا وابلغ في التاشير على العلاقة الكبيرة بين القيادة والجماهير ..

تلك العلاقة التي لم يفلح الصالح في ادراكها حين كتب مقاله ذاك واستند الى حقائق رقمية بعضها ضال والاخر مشوه والثالث وقتي متناسيا ان الجماهير لايمكن ان تقيسها الارقام والاعداد والنتائج في أي مرحلة من المراحل بل تحركها المشاعر والاحاسيس ويربطها الانتماء الروحي الاصيل بالثوابت اكثر ما ترتبط بالمتغيرات .. ولا ادري كيف توصل السيد الصالح الى نتيجة ان فاقد الشيء لا يعطيه وان الائتلاف الوطني ليس وطنيا !! بمعنى اخر ان من يؤيد الائتلاف والذي شخص منه المجلس والتيار الصدري ليس وطنيا .. يعني بالنتيجة ان ملايين العراقيين ليسوا وطنيين حسب ما يدعيه الاخ كاتب المقال ..فماهي الوطنية ؟ او من هو الوطني من وجهة نظر الاخ الصالح ؟

ان الوطنية لا تهبط على القوم حين الانتخابات كل اربع سنوات يا اخي ..والا فكيف تفسر لنا الصراعات المريرة التي تخوضها تلك التيارات السياسية مع المحتل تارة ومع الارهاب تارة اخرى وفي شتى المحافل السياسية والخدمية بعيدا عن حسابات الربح والخسارة من الناحية الانتخابية ؟ فماهي مقاييس الوطنية الاخرى التي اغفلناها في ردنا والتي شخصها كاتب المقال بانها اثبات على لا وطنية الاتئلاف ممثلا بالمجلس والتيار الصدري وباقي التيارات ؟ ثم ماعلاقة انتخابات مجالس المحافظات ونتائجها بالوطنية؟ وهل ان نتائج تلك الانتخابات التي زورها الكاتب ليدعي ان المجلس مثلا حصد اقل من 1 بالمئة من الاصوات في المحافظات ..هل لها علاقة بالانتخابات ؟

لقد حصل تشرشل مهندس الانتصار في الحرب العالمية الثانية لصالح بريطانيا بل الحلفاء اجمع على اصوات اهلته ليصبح خارج رئاسة الوزراء .. فهل كان تشرشل غير وطنيا ؟ والحال كهذه مع احمد بن بلا الجزائري وحتى بن غوريون الذي كان له الفضل الاكبر في وصول اسرائيل الى ماوصلت اليه من العظمة ..!!! فهل ان تراجع ما يحصده سين او صاد من اصوات الناخبين يعني بالضرورة ان يكون غير وطنيا ؟ اذا كان مقياس الامور في عالم الديمقراطية بهذا الشكل فان كلا من الديمقراطيين والمحافظين غير وطنيان في اميركا ولايملكان الولاء لهما لانهما في مد وجزر في نتائج الانتخابات ..بل قد يحصل ان يستمر المد سنوات طويلة كما حصل مع حزب العمال في بريطانيا في عهد تاتشر مثلا والتي حافظت على الصدارة لحزبها طيلة اعوام الثمانينات ..

ان اللعبة الانتخابية يا سيدي الصالح هي قدرة على الانجاز وتحقيق ما تصبو اليه الجماهير ..وامزجة الجماهير نفسها تتغير ...وتغيرها لايعني ان الاحزاب بالضرورة تكون خاطئة في تصوراتها ...بل ان مقياس الثبات على الموقف هو ما يجعلها في صدارة الوطنية .. الخسارة ليست فشلا في جميع الاحوال ...بل هي احيانا مقياس لفوز اخر ..قد يخسر المحارب الانتخابات ولكنه يظل بطلا في عالم الحرب .. وقد يخسر يناة الوطن رصيدهم في مرحلة ما ..لكن هذا لا يعني ابتعادهم عن الجمهير او ابتعادها عنهم بقدر ما يعني ان الديمقراطية تسير في اتجاهها الصحيح ..الانتخابات فرصة لتجربة الاخر ..بل لاستسقاء شتى التجارب خدمة للوطن ..وهذا الذي يجعل من هيلاري كلينتون الان وزيرة خارجية في حكومة اوباما وهي المنافسة الاشد حظوة لرئاسة الجمهورية وزوجة الرئيس الاسبق بيل كلينتون الذي اخلفه بوش الابن في سدة الرئاسة .. فهل ان هيلاري عاهرة في عرف الصالح لانها اختارت ان تصبح في هذا المنصب وتخدم منافسها السابق الذي تربع على كرسي الرئاسة ...!!

مراجعة بسيطة لمفهوم الانتخابات والديمقراطية يجب عليك ان تستزيد من مطالعتها والتعرف اليها عن كثب ...حينها فقط ستعرف ان الوطنية كلها في احزابنا المتنافسة اليوم والتي كان لها قصب السابق في ميدان مقارعة الجلادين فلم تبحث عن فرصة للاستبداد بل فتحت ابواب الديمقراطية لبناء وطن حر مزدهر ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
alsadoon
2009-09-20
THANK YOU
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك