المقالات

من يقف ضد الفدرالية فهو حتما يشارك في استمرار الابادة الجماعية

1871 07:02:00 2006-09-11

( بقلم: امير جابر )

من المعروف شرعا وقانونا وعرفا ان الارض خلقت لخدمة الانسان وان قدسية الانسان وكرامتة وحفظ دمة هي اقدس من كل تراب الارض، وقد جاءت الايات القرانية والاحاديث النبوية وكل الديانات السماوية تؤكد على هذه الحقيقة، فنبينا الاكرم وقف امام الكعبة وهي اقدس بقعة على هذه الارض قائلا( اعلم انك اقدس بقعة على الارض ولكن دم المرء المسلم اكثر حرمة منك عند الله او كما قال) وقال ايضا لزوال الدنيا ومن عليها اهون على الله من اراقة دم امرئ مسلم في غير حله ) او كما قال(ص) والاحاديث كثيرة والايات لايمكن حصرها في هذه المقالة، بعد ذلك جاءت القوانين الوضعية الحالية ووضعت الحدود ونظام السياد الوطنية وكلها تهدف فيما تهدف الى حماية المجموعات البشرية وعزلها عن بعضها فيما اذا تعذر العيش بسلام، او خوفا من طغيان مجموعة على الاخرى ووضعت الفيدراليات وصممت على خلفية تجارب ومحن وتنازع استمر لعقود طويلة بين مجموعت بشرية متنازعة على السلطة والثروة، وقد اثمرت تلك الفيدراليات واوقفت سفك الدماء والاضطهاد بين المجموعات المتصارعة على السلطة والثروة والنفوذ،و عندماتصارع السويسريون لسنين عديدة وسالت الدماء انهارا بين البروتستانت والكاثوليك وتحاربت القومية الناطقة بالفرنسية والناطقة بالهولندية في بلجيكا لعقود وتحارب الهندوس والسيخ والمسلمون في الهند لنفس الاسباب والقائمة تطول اوجدت تلك الشعوب نظم الفيدراليات و توقفت المعارك و الصراعات والعداوات واصبحت تلك الشعوب والدول مثالا يحتذى به في القوة والتعايش والديمقراطيات،

وفي عراقنا الدامي تسلطت فئة مذهبية عنصرية واقلية معروفة على مقدرات العباد وساقت الشعب الى الحروب والمعتقلات وشردت الملايين على طول الارض وعرضها وحولت ثروات البلاد الهائلة الى وسيلة للدمار اهلكت الحرث والنسل والنبات والحيوان واصبح العراق افقر من كل محيطه رغم انه اغنى من الجميع وغدا اضحوكة العالم وكل ذلك من اجل ان يبقى شعب الله المختار هو السيد وياليته حذى حذو البدو الاعراب الذين جعلوا من بلدانهم جنة في الصحاري العطشى الى الماء، واخذ العراقيون يتمنون ان يشتغلوا في اي عمل في تلك البلدان، والتي كان بدوها في خمسينات القرن الماضي يشتغلون خدما في العراق ،

وسقط رئيس العصابة الاجرامية بعد ذلك الظلم و العناء لكن استمر خريجي مدرسته ومن علمهم على المكر والغدر ورفع الرايات والشعارات المضللة بنفس اسلوبهم المبني على قتل الابرياء وتدمير البلاد وفتحوا حدودهم امام جحافل القتلة وعتاة المجرمين واحتضنوهم ولغموهم وفجروهم بمن يسمونهم مواطنيهم وفرقوا النفوس والاراضي وزرعوا فيها التقسيم والعداء، وخيروا الناس بين الخضوع والاستسلام لحكمهم البغيض او الفناء، وتحير العقلاء فان تركوهم استمروا بابادة الابرياء وان واجهوهم ملؤا الدنيا صراخا وعواء، ولم يعد هنالك حل سوى نظام الفدرالية فهو وحده الذي سيوقف جريان هذه الدماء، واتمنى على العقلاء ان يقولوا لمن يتستر على المجرمين الذي يثيرون هذه الضجة على الفدرالية اذا اردتم ان ان نوقف مشروع الفيدرالية فاوقفوا هذه الابادة والتهجير الجماعي واطردوا القتلة الغرباء ولاتختطفوا المارين بكم من ابناء ملتنا فليس من المعقول ان نسكن في بيت واحد ثم ياتي احدكم بمجرمين قتلة يفجرون البيت ويقتلون الاطفال والنساء ثم عندما نريد ان نضع حدا لذلك العدوان تنادون انكم تريدون تقسيم البيت، وان من يرتضى بهذا الوضع الذي لايخفى على العيان فهو ديوث غبي واحمق وحماية النفس والعرض والمال مقدمة على اي شيئ اخر ومن مات دونها فهو شهيد وان من يهجر الناس ويقسم النفوس من خلال هذا القتل الهمجي واثارة الطائفية البغيضة على الهواء ويحاصر بغداد انما هو من يعمل على تقسيم العراق، وان حكم الله في مثل هؤلاء القتلة واضح وموجود في القران المحفوظ حيث يقول رب العباد(انما جزاء الذين يحاربون الله رسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض...) اي يعزلوا لان هؤلاء الذين سماهم الله بالمفسدين في الارض وهم قتلة الابرياء وقطاع الطرق شدد الله عقوبتهم لانهم قتلة جبناء يستهدفون غير المحارب والمستأمن الغافل ولايمكن على الاطلاق التخلص من شرورهم الابابادتهم او عزلهم عن المجتمع لانهم يستغلون انتشارهم في وسط المجتمع الامن لتنفيذ جرائمهم السهلة والخسيسة والتي لايمكن لاي قوة في العالم منعها ولهذا اتخذت الحكومات الوضعية الحالية التشدد في عقوبة هؤلاء عليهم وعلى المتسترين والداعمين لهم، وبما ان حالة العراق فريدة من نوعها حيث نرى معظم المنظمات التي صنعها الغرب تقف وتدافع عن من يلقى القبض عليهم ولا تتذكر تلك المنظمات عشرات الالاف من ضحاياهم التي تنقل اشلائهم المقطعة على الهواء وهؤلاء القتلة محميين ومدعومين من الامريكان وعربان هذا الزمان والاعلام العربي سماهم بالمقاومة الشريفة وسمى ضحاياهم من الاطفال والنساء بعملاء المحتل المستحقين لهذا الفناء وهذا الامر لايحتاج الى بيان ،

اذن الحل الوحيد هو في الفدرالية وهو اضعف الايمان لانها عندما تتكون الفدرالية وتصبح كل مجموعة او طائفة عرقية اودينية تتحكم بمناطقها وبثرواتها وبسكانها وتصبح لها قوة مهابة في منطقتها عندها فقط سيسقط هذا الاندفاع نحو القتل وسيعزل القتلة وستتحمل الجهة التي توفر الدعم لهم مسؤليتهم وعندها سيعلم من ضللهم هؤلاء القتلة وقال لهم ان الماضي الكئيب سيعود وبان تصرف هؤلاء القتلة قد اتى عليهم بالخسران وستتحول مناطقهم شبيهة تماما بامارة طالبان حيث الاضطهاد وسفك الدماء واذا اضيف الى ذلك من ان العراق يعتمد في معيشته ورفاه ابنائه على المخزون النفطي الموجود تحت اقدام الضحايا سواء كانوا شيعة او اكراد عندها ستتيقن القايادات التي تدافع عنهم ان قول الله القائل( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)حق اي ان الفتنة ستصيب ليس فقط الذين ظلموا بل انها تصيب حتى غيرهم من الساكتين والراضين بالظلم فكيف بالمتسترين والمدافعين والمحتضنين للظلمة،

عندما تقوم الفدرالية او حتى التقسيم ستلقى الاغلبية الساحقة في المناطق التي اصبحت وكرا لتلغيم السيارات وتقطيع رؤوس الابرياء القبض على هؤلاء القتلة وسيدلون على مواقعهم وعندها سيتخلون عن قناعتهم من انهم شعب الله المختار الذي يحق له تدمير البلاد والعباد وسيتعايشون مع الاخرين بسلام لافرق بين عربي ولا كردي او سني او شيعي وسيتنقل البشر من الشمال الى الجنوب ومن الشرق للغرب يتبادلون المنافع والتعارف ويتمتعون بثروات العراق التي ليس لها مثيل وسيذهب الخوف وسيحل السلام.

وكلمة اخيرة: ان بعض الشيعة الذين يقفون ضد الفيدرالية انما هم اما جهلة يستغلهم القتلة او انهم يريدون تصفية حساباتهم مع هذا الطرف او ذاك او التسابق على الظهور في فضائيات الشياطين وكل ذلك على حساب دماء الابرياء والفقراء الذين ابتلوا بمثل هذه النفوس التي لاتخشى الله ولاترعى حرمة لهذه الدماء واذا كانوا فعلا يخافون على تقسيم العراق فعليهم ان يواجهوا من يخشون اصواتهم والسنتهم ان يقولوا لهم نحن مستعدون ان نقف بوجه الفدرالية بشرط ان توقفوا الابادة الجماعية لان دماء اهلنا هي اغلى بكثير من كل العراق، عليهم ان يقولوا لهم اذا كنتم تقولون نحن اهل وطن واحد فوفروا لنا الامان عندما نتجول في مناطقكم كما توفرون الامن للقتلة الذين ياتونكم من خارج الحدود وان قالوا لكم لانستطيع او لانعرفهم فقولوا لهم اذن انتم قيادات كاذبة ولاتستحقون منا الاصغاء الى صيحاتكم .

ان حفظ الدماء والاعراض والاموال هي امانة في اعناق الناس جميعا وخاصة ممن يتصدون لقيادة الضحايا وان من يفرط في هذا المجال او ان يغلب حساباته الحزبية والشخصية انما يشترك حتما في كل هذه الدماء قال رسول الله (من اعان ظالما ولو بشطر كلمةياتي يوم القيامة ومكتوب على جبينه ايس من رحمة الله) وفي حديث اخر من قال كلمة تسببت في اراقة دم امرئ مسلم ياتي يوم القيامة ومكتوب على جبينة ايس من رحمة الله فكيف بمن يردد نفس كلمات القتلة ويدعم موقفهم الذي يريدون منه ومن هذا الدمار هو الرجوع بالعراق الى الطغيان والهلاك و ولانه ببساطة انما يدعوا الى تسهيل مهمة القتلة الجبناء وانتشارهم وسط الضحايا وهو كمن يسهل دخول اللص القاتل الى بيته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك