بقلم : سامي جواد كاظم
لكل فعل مادة وهيئة فالهيئة هي الحروف والمادة هي الاثر على الواقع يمكن تحسسها بالحواس الخمسة وللتقريب اكثر هنالك تصور وتصديق فالتصور هو في الخيال والتصديق هو الواقع المحسوس باحد الحواس الخمسة فمثلا لو قيل الايمان بالله هذا تصور كيف يمكن لنا ان نرى مصاديقه على من يدعي الايمان ؟ نرى المصاديق من خلال افعال واقوال الشخص المدعي الايمان فاذا تطابق مع ما اراده الله يكون فعلا مؤمن والعكس بالعكس .
فلو قال المرء انا احب الائمة عليهم السلام فكيف لنا ان نعلم ذلك ؟ نعلم ذلك من خلال التزام المحب لهم بتعاليمهم وبحلالهم وتجنب ما حرموه وهذا بعينه ينطبق على من يدعي انه يحب الحسين عليه السلام ، واليكم هذه الرواية عن الامام الحسين عليه السلام التي تعتبر تصور
قيل : إن عبدالرحمن السلمي علم ولد الحسين عليه السلام "الحمد "فلما قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار ، وألف حلة ، وحشا فاه درا ، فقيل له في ذلك فقال عليه السلام : وأين يقع هذا من عطائه يعني تعليمه وأنشد الحسين عليه السلام : إذا جادت الدنيا عليك فجد بها على الناس طرا قبل أن تتفلت فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت ولا البخل يبقيها إذا ما تولت (بحار الانوار ج44 ص191) .
ومن هذا الرواية فالادارة المشرفة على العتبة الحسينية المقدسة هي الاولى بتطبيق مصاديق هذه الرواية ، فما هي انجازاتها بخصوص القران ؟ للعتبة اكثر من انجاز بخصوص القران حتى انها خصصت وحدتين بكل ما يتعلق بالقران قراءة وحفظا وقد التحق بها مئات الطلبة بل حتى تجاوزوا الالف ومن شتى المحافظات وقد خرجت مئات الطلاب من الاطفال والكبار بنين وبنات بين الحافظ للقران او لبعضه وبين الضابط لقارئته ترتيلا او تجويدا هذا ناهيك عن تخصيص اذاعة كاملة للقران الكريم مع بث الدروس المجانية لكل ما يتعلق بالقران .
الشيخ حسن المنصوري في العتبة الحسينية المقدسة يقول " بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وببركة الإمام الحسين عليه السلام افتُتحت دورة خاتم الأنبياء التي ضمّت 296 حافظاً للقرآن، وكذلك دورة أنوار الزهراء للقسم النسوي، وضمت الأعمار من 7-15 سنة، وكان العدد الكلي حوالي 500 طالب وطالبة، وأما بالنسبة لدورة الإمام الصادق عليه السلام فكانت لتخريج معلّمي حفظ القرآن الكريم حيث ضمّت 34 معلماً ومعلمة من محافظات مختلفة، فضلاً عن محافظة كربلاء المقدسة .
واما مشروع الالف حافظ الذي يعد انجاز يفتخر به القائمين عليه والمشاركين فيه ومشروع الألف حافظ مشروع يحظى برعاية الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وبإشراف دار القران الكريم، وجاءت فكرة المشروع من خلال بعض الطلبة المتفوقين الذين وفدوا إلى دار القرآن الكريم، وأبدوا رغبتهم في حفظ القرآن ومن خلال اختبارهم تبين إن لديهم القدرة على حفظ القرآن الكريم بمعدل(8) صفحات في اليوم. ومن خلال إجراء التجربة على أكثر من طالب عممت هذه الفكرة على الكثير من الطلبة المتفوقين .
وتمت مخاطبة مديريات التربية في المحافظات وفروع دار القرآن الأخرى في المزارات الشيعية بحدود(30) مركزاً قرآنياً تابع للأمانة العامة للمزارات الشيعية. لذا كانت رعاية الأمانة العامة لهذا المشروع بقوة وإصرار خدمة لأبناء البلد بشكل عام ومن جهة دار القرآن وفرت العتبة لكل من يرغب بحفظ القران جهاز (mb3) وتوفير وسائل النقل لأبناء كربلاء بالإضافة إلى تزويدهم بجدول حفظ لمدة ثلاثة أشهر وآخر لسنة ونصف.
هذا الكم الهائل من الحفظة والقرّاء الا يعتبر تصديق لحديث الامام الحسين عليه السلام فالذي علم ولد الحسين سورة الحمد اكرمه الحسين عليه السلام الف دينار والف حلة وحشا فاه درا حتى امتلأ فكم من حلة ودينار ودرة تستحق العتبة الحسينية على ما علمت وخرجت اكثر من طالب وطالبة بل وحافظين لاكثر من سورة الحمد ، ويكفيها فخرا العتبة الحسينية ان الاول على قرّاء العالم هو ابنها الحاج اسامة عبد الحمزة الذي فاز بمسابقة ماليزيا لهذا العام .
https://telegram.me/buratha
