المقالات

(( منطق الدولة ومنطق الفوضى !))


حميد الشاكر

بين منطق الدولة ومنطق الفوضى شعرة دقيقة السمك جدا أذا لم يلاحظها صنّاع السياسية ومديري المجتمع فستكون هناك كارثة بكل المقاييس البشرية والتاريخية والفكرية والثقافية !.في منطق الدولة يجب ان تكون الرؤية ورسم السياسات العامة الداخلية والخارجية واحدة ، بينما في منطق الفوضى فنحن لسنا بحاجة إلاّ الى رؤيتين وسياستين وقائدين فاكثر لتكون نتيجة اي دولة في هذا العالم عدم وجود الدولة !.في منطق الدولة يجب ان يكون هناك (تسالم ) على رأس ودماغ وانسان ومقدمة واحدة لاغير تتسالم او يتسالم عليها الكلّ الاجتماعي سواء كان من خلال الديمقراطية وانتخاب ربّان السفينة وخضوع الباقي الاجتماعي وانقيادهم له ، أو من خلال عهود ومواثيق ملكية تنقل السلطة والادارة لهذا القائد او الشخص او صاحب المشروع ، بينما في منطق الفوضى لسنا بحاجة الى اكثر من دماغين فصاعدا يحاولان ادرة الدفة تحت مبرر المشاركة في القيادة والحكم ، وعندئذ ما على العقلاء الا انتظار غرق السفينة وضياع البلد وتمزق الحكم الى مئة هوية وروح واتجاه !!.في منطق الدولة لامكان للخطأ الغير مقصود ، ولامجال للتجربة الساذجة ، ولانوايا حسنة في الادارة السيئة للبلاد والعباد ، ... فكل هذا ستكون نتائجه كارثية وضحاياه ارواح بشر ودماء مجتمع واقوات بطون جائعة في منطق الدولة !!.بينما في منطق الفوضى كل شيئ جائز ومباح ومغفور له وعفى الله عنه !!.في منطق الدولة الردع والعقاب هو سيد اللعبة ، والمسؤولية هي عنوان اي حركة ، وعدم التسامح بالصغير كي لايتجرأ على الكبير من الجرم والجريمة هو الضابط لايقاع الحكم !!.بينما في منطق الفوضى العقاب اخر قرارات المحكمة ، والتوافقات سيدة المواقف وتسليك الطرقات وتعبيد الازقة لسير الامور على حساب الضحايا والدمار والخراب والمغامرات !!.في منطق الدولة لامكان للمجاملات الشخصية ، ولاوظائف على حساب الاخلاص والامانة والكفاءات ، بينما في منطق الفوضى من السهل تقديم الابله لضرب من الصدفة ، والشاطر ( النصاب والحرامي ) لمجرد التسلق والوصول الى الغايات ، والرعديد لطاعته العمياء لقيادة العصابة والمجموعة !.في منطق الدولة ليس من السهل وجود الثغرات ، ولاابواب تجدها مفتّحة لدخول الغرباء واجترائهم على الهيبة والوطن والثروات ، كما انه لايمكن تسرب يد سارقة لجيب التعبان بلا سيف السلطان حاضرا لقطعها وبدون الالتفات للومة لائم من العالمين ، بينما في منطق الفوضى يُجترأ على السلطان ، ويطول لسان الرويبضة ، وتمتد يد السارق بلا خشية حتى من فقد اصبع واحد من اصابعها عندما تعود بالغنيمة !!.في منطق الدولة القوّة هي روح القانون وليس العكس ، بينما في منطق الفوضى تكون القوّة هي القانون !!.في منطق الدولة هناك قمة للهرم تحملها القواعد ، بينما في منطق الفوضى هناك قواعد تريد ان تكون على راس الهرم !! .في منطق الدولة لسان واحد ويد واحدة ورجل واحدة ، بينما في منطق الفوضى هناك الف لسان ولسان ، والف يد واخرى ، والف رجل ومسار !.في منطق الدولة شروق لشمس واحدة وغروب في ساعة محددة ، بينما في منطق الفوضى هناك مئات الافاق والافاق ، والاف درجات الغروب وغروب الغروب ليكون في البيت الواحد صائم ومفطر وشاك !.في منطق الدولة هناك هدف ومشروع وتوجه وايدلوجيا وولاء ودفع وتشييد وترادف..... فرد صمد لايقبل الضرائر او تعدد الازواج ، بينما في منطق الفوضى هناك الف جارية للسلطان ، ومئات من ولاة العهد ينتظرون متى وفاة الدولة ليصبحوا هم الملوك والاباطرة !!.في منطق الدولة هناك شيئ متوحد على ذاته بينما في منطق الفوضى هناك اشياء متعددة كل يحمل ضده !!.هذا هو الفرق بين منطق الدولة ومنطق الفوضى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حميد الشاكر
2009-09-10
يسألنا الناس الى من تكتبون ؟. اجبناهم الى من علمونا كيف نكتب بحب واحترام ومسؤولية مثل زيد مغير وغيره من ندى الحياة عندما تجف ارضنا فيتحولون الى قطرة مطر من السماء !. المخلص حميد الشاكر
زيــــد مغير
2009-09-09
يسألنا كثير من الناس , كيف تثقفتم ...؟ أجبناهم لأننا نقرأ للعظماء وتلاميذهم ..سألونا من هم العظماء ...؟ قلنا لهم السيد الخوئي والسيد محمد باقر الصدر وتلاميذهم السيد حميد الشاكر والسيد سامي جواد والسيد محمود السعيدي والدكتور وليد البياتي وكل كتاب موقع براثا مع الأعتذار لمن لم أكتب اسمه ..وسألوني عن اغنى الكتب ثقافة وسياسة وعلما ً قلت لهم إقتصادنا وفلسفتنا ..قالو لي بوركت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك