خالد خالد
يمتلك الاخيار من رجال الدين القدرة الكبيرة على استبصار القادم ومعرفة ما تؤول اليه الامور خاصة ان كانوا من المتصدين لهموم المرحلة والارعفين على اكتافهم اثقالها ... وقد لمسنا هذا في الشيخ جلال الدين الصغير الذي بينت الوقائع صدق توقعاته ودقتها بشكل لافت للنظر ينم عن حسن بصيرة وعن قراءة دقيقة وواقعية للكيفية التي يتحرك بها الوسط السياسي العراقي بمستوياته المختلفة .. لقد اشار الشيخ جلال الدين الصغير الى ان الواء عبد الكريم خلف سيقال من منصبه على خلفية موقفه المحايد والموضوعي والمهني من قضية جريمة مصرف الزوية التي تحولت من جريمة عادية في بلد تعصف به عصابات الارهاب والبعث والجريمة المنظمة الى فبركة سياسية يراد بواسطتها التقليل من شان المجلس الاعلى وخلق حالة من الفتور في علاقته مع الجماهير ..
وهاهي الايام تثبت ان تلك التوقعات لم تخرج عن قوس الحقيقة بل اصابت بنالها كبده مؤذنة بفتح فصل جديد من المزاجية التي يتعامل بها السيد رئيس الوزراء مع من لا يرضي اهواءه .. فقد جائت الاقالة بالرغم من تمسك السيد وزير الداخلية باللواء خلف واعتراضه على قرار الاقالة الامر الذي يفتح الباب للكثير من التساؤلات عن اسباب تمسك رئيس الوزراء بالقرار .. بل وايضا احقية رئيس الوزراء القانونية والدستورية والاخلاقية التي تجعله يتحرك بهذه الكيفية من التجاهل لحقوق الناس المعنوية واخلاق العمل وحقوقهم الشخصية .. فقرارات الاقالة او العقوبة يجب ان تراعي اهمية المسؤول وموقعه وسيرته الذاتية في المؤسسة التي يعمل فيها والوزارة التي ينتسب اليها ..او ان تراعى على الاقل خصوصيات معينة للوزير الذي يعمل هذا القائد او ذاك بامرته..فلماذا لم يراعي المالكي كال هذه الاعتبارات .؟ام ان ضوضاء السلطة واضوائها وتلك الهالة التي حجبت سماء التواضع عن رئيس الوزراء جعلته في حل من كافة الالتزامات التي اقسم ان يصونها يوم ادى اليمين الدستوري رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة ؟لقد صدق الشيخ جلال الدين حين قال ان خلف سيقال عقوبة له ..وغاية مانخشاه ان تصدق غيرها من النبوءات ويتحول العراق في قبضة رئيس الوزراء الى دكتاتورية جديدة تعتمد على المزاج والهوى في التصرف وتبتعد عن ابسط قواعد اللعبة الديمقراطية ..
https://telegram.me/buratha
