المقالات

المحكمة الدولية والصفقات السياسية


ميثم المبرقع

تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة الارهابيين والداعمين لهم قضية مشروعة وقانونية واخلاقية ولا تصب ضد احد بالضرورة ولا يمكن ان تكون عامل استفزاز ضد الجوار الاقليمي العربي والاسلامي. عندما تكون العمليات الارهابية بحجم تفجيرات الاربعاء الدامي وتطال السيادة والكرامة والانسان العراقي فان القضاء العراقي لا يمكنه ان يحقق بقضايا مدعومة من وراء الحدود وقد يكون قاصراً وعاجزاً عن تحقيق ادنى ما نريده تحقيقه في الملف القضائي. لكن تسييس المحكمة الدولية عادة لا يجعلنا نطئمن كثيراً بجدوى وفحوى هذه المحاكم فان المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري تم تسييسها وتصفيقها وانهائها وسدل الستار عنها بمجرد تدخل دولة عربية كبيرة ذات نفوذ قوي في لبنان.وتجربة الجامعة العربية في معالجة الازمات العراقية والتوترات في العهد البائد والجديد تجربة مريرة لا تدعو الى الاطئمنان والتفاؤل فقد كانت هذه الجامعة الموقرة صدى للحكومات القائمة فقد وقفت ضد المبادرات العربية التي كانت تحمل حلولاً للازمات العربية.

وما نخشى على المحكمة الدولية توظيفها انتخابياً ومغازلة الشارع العراقي الغاضب على الخروقات الامنية الحاصلة وخاصة يوم الاربعاء الدامي في 19 آب الماضي وان استغلال هذه القضية لاغراض انتخابية مبكرة تشعرنا بالمتاجرة بالدم العراقي والضحايا العراقية الجسيمة. امام القادة العراقيين مسؤولية تأريخية ووطنية واخلاقية بتوجيه مسارات الشارع العراقي وتهذيب المزاج العام الشعبي بالاتجاه الصحيح وان يقود القادة العراقيون الشارع ولا ينقادون وراءه من اجل حصد الاصوات ولو على حساب حصد الرؤوس والاشلاء العراقية.

كفانا عنتريات وشعارات وهوسات فالعراق يحتاج الى وعي قيادي يجنبه الازمات والتوترات ويقود الشارع ويهذب انفعالاته ويوجه مساراته وليس الانسياق دوماً وراء الانفعالات التي بلورتها عقود الظلام الصدامي في مرتكزات الوعي العراقي باستعداء الاخوة الكويتيين والايرانيين والكرد ورجالات المعارضة في المنفى. هذه التعبئة الخاطئة ينبغي تهذيبها وتصحيحها والتناغم مع نبض الشارع العراقي لابد ان يخضع لمصالح البلاد العليا دون ادخال البلاد والعباد في دوامة الازمات ولابد ان يبقى ملف المحكمة الدولية متحركاً ومؤثراً وبعيداً عن كل استقطابات سياسية او اغراض انتخابية ومآرب لا اخلاقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك