المقالات

هل نحاسب سوريا ...ام انفسنا ؟


سعد الكاتب

 بدءا لابد من القول ان تفجيرات الاربعاء خلفت الكثير من الازمات وعلى اكثر من صعيد وكان لعلاقات العراق الخارجية وبالاخص مع سوريا حصة الاسد من ذلك الدوي المفجع الذي خلفته تلك التفجيرات وركامها المؤلم الكبير .. ولان كان العراق يحاول الحصول على انتصار دولي ونجاح سياسي واعلامي من وراء مطالبته بمقاضاة سوريا دوليا وحل المشكلة بين البلدين عبر المحاكم الدولية واروقة الامم المتحدة ومجلس الامن ..فان من الملاحظ ان هناك الكثير مما نجحت هذه الحركة في اغماض العيون عنه واسكات الالسن عن النطق به الا وهو هشاشة الوضع الداخلي وخاصة الامني ..

فبالرغم من الاتهامات المباشرة لحزب البعث جناح سوريا يونس الاحمد بالضلوع في اعتداءات الاربعاء التي هزت العراق من اقصاه الى اقصاه لبشاعتها وضخامتها وتركيزها ..فان من الملاحظ انها جائت بمثابة الضربة القاضية التي اوقعت المارد الامني في البلاد على الارض وداست على راسه ... فبعد استلام الملف الامني نسبة الى تحسن في الاوضاع الامنية وبعد انشاء اكثر من دائرة امنية وجهاز لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة في البلاد جائت الاحداث الاخيرة لتكشف عن اسفنجية البناء الكبير المزعوم وسراب التحسن وضعة الاجهزة الامنية واستمكاناتها .. بدلا من ان نحاسب سوريا ينبغي ان نحاسب انفسنا ونشخص الخلل القائم في بنائنا المؤسساتي .. وبدلا ان نتحدث عن حزب البعث في سوريا علينا ان تنذكر ان بعثيي سوريا لم يكونوا ليقوموا بهذه الافعال النكراء لولا بعثيي العراق ..

اولئك البعثيون الذين تغلغلوا في جميع مفاصل الحياة ومؤسسات الدولة حتى اصبح الخلاص منهم مهمة شاقة للغاية ..بل ان من الواجب ان نحاسب رئيس الوزراء شخصيا على تلك الحوافز والهدايا والمنح والامتيازات التي قدمت لبعثيين كبار مقابل العودة الى البلاد على اكف من ذهب ؟ الحكومة العراقية لم تنجح في خلق واقع امني يريح اعصاب الجيران ويمنع عنهم حمى التفكير في احتمالايات المستقبل وحساسية القادم المرعب .. نزع الاسلحة شكلي للغاية والبلاد لازالت اكبر مشجب للسلاح بل اكبر برميل للبارود بامكانه ان يفجر الشرق الاوسط برمته ... اجراءات الحكومة كانت من النزع الذي يخفي العاهات والعيوب بدون ان يعالجها ..ويلف الجراح بخرق ملونة تاركا اياها لتتحول الى سرطان ينهش البلد بدلا من المبادرة الى معالجتها .. ما نحتاجه قبل ان نحاسب سوريا ان نحاسب احزابنا ومسؤولينا وقوانا الامنية وننظف جيوبنا من المال الفاسد ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-09-06
اختراق البعثيين ليس فقط مقتصر على الاجهزة الامنية بل وصل الى مجلس الوزراء.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك