المقالات

خصوصيات المجلس الأعلى الإسلامي من أسباب تماسكه الداخلي


عمار العامري

المجلس الأعلى الإسلامي العراقي هو إحدى القوى السياسية ذات تاريخ الجهادي ومواقف وتضحيات ضد الأنظمة الحاكمة والذي لم يأتي نتيجة ظروف معينة تنتهي بمجرد زوال الأسباب ، أنما هو تيار أسلامي امتداد للحركة الوجود الإسلامي السياسي عبر الأزمنة هو الحالة الإسلامية الموجودة في كل وقت ، ولكنها في هذه الفترة الزمنية أطلق عليه هذه التسمية (المجلس الأعلى) وبعد الإعلان عن رحيل زعيمه السيد عبد العزيز الحكيم في الأسبوع الفائت بدأت بعض الوسائل الإعلامية وضع الفرضيات وفتح الحوارات حول الوضع الداخلي المجلس الأعلى الإسلامي بعد رحيل رئيسه وكأنما هذه الأطروحات هي قنابل مؤقتة يحاول صناعها استخدامها لتفجير أقاويل وزرع وشايات يراد منها زعزعة ثقة القاعدة الجماهيرية للمجلس الأعلى ، وهذه التصرفات أسلوب استخباري دائما ما تستخدمه الجهات المعادية لخلق أجواء من عدم الثقة ، وكأنما أصحاب الشأن في المجلس الأعلى يفكرون هكذا ولكن عند دراسة الوضع الداخلي والتركيبة التنظيمية للمجلس الأعلى ومؤسساته نجد أن هناك فرق كبير بين (التنظيمات الشبكية أو الخيطية) وبين (التنظيمات الجماهيرية) فالتنظيمات الخيطية والتي دائما ما تتعرض للانشقاق أو الانقلاب في داخلها فإنها معرضة لأي حالة من تلك الحالات في حالة وفاة رئيسها ، ولكن ما نجده في التنظيمات الجماهيري فالأمر غير ذلك والسبب أن التركيب الداخلي لها غير مبني على الأطروحات الفردية التسلطية أنما هناك رأي موحد يساهم في إيجاد الانسجام والتفاهم البعيد عن التفكير التآمري أو الانشقاقي.وعن الخصوصية التي يحملها المجلس الأعلى الإسلامي في ترتيب وضعه الداخلي والسرعة التي اتسم فيها بعد رحيل السيد الحكيم في عبوره الخطوة الأولى من مسيرة ما بعد الرحيل ومدى تأثر الرحيل على أداءه في المجالين التنظيمي والسياسي في المرحلة المقبلة فقد تميز المجلس الأعلى عن غيره بخصوصيات منها:1. ارتباط المجلس الأعلى الإسلامي بالمرجعية الدينية للأكثرية في العراق والعالم الإسلامي والتي يستلهم هذا التيار منها الرأي والمشورة ويسير على خطاها باعتبارها الامتداد الحقيقي للتحرك الإسلامي على كافة الأصعدة وهذا ما يعزز دوره بعيد عن الانشقاق والاختلاف ما دام العاملين عليه مناصرين ومؤيدين للمرجعية الدينية.2. أن المجلس الأعلى يحمل مشروع سياسيا متكامل مبني على أساس العدالة والحرية بعيدا عن التسلط والاحتقان الطائفي يؤمن بالتداول السلمي للسلطة إذ لم يسعى منذ دخوله العراق بعد التغيير في 2003 للحصول على المناصب ولم يماطل في نيل الغلبة على حساب المصلحة العليا للشعب العراقي ولم يحاول رفع الشعارات الوطنية الزائفة أنما تعامل بالوطنية الحقيقية وهي الدفاع عن العراق ولم يقدم مصالحه على مصلحة العراق.3. أدى المجلس الأعلى منذ بروز قيادات في ساحة العمل الميداني (ادوار ترتيبية) فقد ساهمت قياداته في تشكيل أول خلايا العمل السياسي في العراق وتحفيز الشباب المؤمن على المشاركة في التحرك الإسلامي السياسي(1957-1982) حتى جاءت مرحلة الكفاح السياسي والعسكري في المعارضة العراقية للنظام العراقي(1982-3003) والتي لعبت فيها قيادات التيار الإسلامي الدور الكبير الذي تمخض عن تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي بعد مشاورات ومباحثات عديدة خرجت بتوحيد الرأي الإسلامي في المعارضة في أطار واحد كان خيمة لكل أبناء العراق في المهجر حتى جاء يوم التغيير وسقوط النظام بجهود ودماء العراقيين ليكون المجلس الأعلى قطب الرحى في العملية السياسية والبناء الحقيقي للعراق الجديد(2003- .....).4. تتصف قيادات المجلس الأعلى بصفة حسنة قلة وجودها في تيار سياسي أخر وان وجدت فإنها في عدد قليل هذه الصفة أو السمة هي أن قيادات المجلس الأعلى لا يشعرون بعقدة (الأنا) التي يعاني من الكثير من الساسة في العراق والذين لا يفرقون بين جهودهم التي يقدمونها وبين وجودهم في تيار يساعدهم على تحصيل الحاصل وان سبب الاختلافات والانشقاقات التي ترافق بعض الجهات هي التأثر البعض بالعقد والإمراض النفسية التي تعاني منها ساسة هذه الجهات.5. أن المجلس الأعلى يتمتع بعلاقات سياسية واسعة مع كافة الإطراف العراقية فهناك اتفاق إستراتيجي مع الأحزاب الكردية وتوافقات مع إطراف سنية وتأثير كبير في الوجود الشيعي وعلاقات طيبة مع الأقليات الأخرى من التركمان والصابئة والمسيح وغيرهم وهذه الأواصر والامتدادات تجذر العلاقات وتعطي تأثير كبير لقيادات المجلس الأعلى على التماسك والانسجام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك