المقالات

الرحيل والبديل


ميثم المبرقع

اثبتت التجارب المعاصرة للحركات السياسية ان رحيل قادتها يترك فراغاً قيادياً يصعب املاؤه وان كانت الخيارات البديلة متعددة وقد تشهد هذه الحركات انقسامات وتشظيات واهتزازات بمجرد غياب قادتها ولكن هل حصلت مثل هذه التداعيات على وضع المجلس الاعلى الاسلامي العراقي؟ ان رحيل عزيز العراق وحكيمه لم يترك فراغاً كبيراً على واقع المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يترأسه او الائتلاف العراقي الحاكم الذي كان يتزعمه بل سيترك أثره على العملية السياسية بشكل عام نظراً للخصائص القيادية التي يتميز بها والصفات الاستثنائية التي يتمتع بها.ليس ثمة ادنى مكابرة او مجانبة للحقيقة بان الاثر الكبير الذي سيتركه غياب السيد الحكيم على مسيرة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بشكل خاص سيكون ملحوظاً رغم البديل يمتلك من المواصفات القيادية والفكرية والسياسية ما يجعل الاطمئنان على مسيرة المجلس الاعلى راسخاً.

السيد الراحل حكيم العراق يمتلك تجربة كبيرة عاشها في ظل اخيه شهيد المحراب وقبله مع السيد الشهيد محمد باقر الصدر كذلك ما عاشه في ظلال اكبر مرجعية دينية في العالم والعراق في مطلع الخمسينيات والستينيات وهي مرجعية الامام السيد محسن الحكيم. وضلوعه في العمل السياسي المعارض بعد خروجه من العراق في بداية العقد الثمانيني واشرافه المباشر على حركة المجاهدين تلك الحركة الجهادية السياسية التي كان لها الدور الاكبر في مواجهة النظام السابق عسكرياً وسياسياً بعد ان قطع النظام على المعارضة كل الخيارات الاخرى واضطرها الى اللجوء الى العمل المسلح كخيار اضطراري لا تمتلك المعارضة سواه في مواجهة نظام لا يقفه الا منطق القتل والابادة والرصاص.ولكن ما سعى اليه الراحل الكبير السيد الحكيم بالحفاظ على الاطار العام للمجلس الاعلى واستمراره بعد غيابه المؤقت بفعل اشتداد المرض او غيابه الابدي بعد رحيله الى ربه وترسيخ مرتكزاته واركانه ادى الى تماسك المجلس الاعلى وقوته بعد رحيل السيد الحكيم.ظاهرة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الفريدة بعد غياب السيد الحكيم وحفاظه على ادائه واطاره العام دون انشطار او انهيار لبناه يعزز الرؤية المتبصرة التي سعى اليها الفقيد الراحل.ولذا بدا المجلس الاعلى الاكثر تماسكاً وتفاهماً بعد غياب رئيسه وقائده وانتخاب السيد عمار الحكيم رئيساً له باجماع مركز صنع القرار والشورى المركزية للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي في واحدة من اعظم الملاحم السياسية في تأريخ العراق المعاصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك