( بقلم: الدكتور محمد علي مجيد )
هذا المثل العربي له دلالات واضحة في ترجمة نفسية شخص ما وخاصة عند أولئك المتتبعين والعارفين سير الإحداث في بلدنا العزيز من قراءكم الكرام وأنا اقرأ لهم تحسسهم لمشاعر شعبنا المظلوم وما عملت به الأنظمة المتعاقبة وأخرها ذلك النظام الهمجي الذي تصرف عن رعونة وإصرار في مظلومية محبي آل البيت بالدرجة الأولى.ونحن لا نكتب عن عنصرية أو تخندق ضيق لأننا نستلهم من مسيرة آل البيت العطاء وهم رغم ما مر بهم من نكبات فقد تقبلوها بصدر رحب وهناك شواهد عدة اقرها حتى أعداءهم وكلمة أعداءهم مجازية لأنهم يسعون إلى تطبيق أحكام الإسلام المحمدي وليس الأموي المتصارع على فتات الدنيا.
بالأمس استضافت قناة العراقية الدكتور طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية وقد ظهر بأناقته ويترجم حاله راحة النفس لذلك كان منفتحا على الأسئلة التي يطرحها عليه ذلك المذيع المهذب الذي لا يقتنص التقرب من هذا المسئول لمصلحة ما وهكذا ما ينبغي السلوك لأننا نؤرخ إلى مرحلة دولة كريمة يعز بها الإسلام وأهله ولكني قرأت من ملامحه وعند رده على الأسئلة بأنه يخفي شيء لا يريد البوح به بصراحة أي انه يغلفه بغلاف التقية التي ينتقدون بها الأمامية.
فمثلا أن هذا الشخص والذي قبل هذا المنصب أو تسارع إليه يفترض به إن يمثل رأي الدولة وهو نائب لرئيس الدولة فقد قال بما يعني أن يده مقيدة في تنفيذ ما يطمح إليه من خلال موقعة وما ندري ماذا يريد أن يفعل؟ فقد سكت عن تعليل هذا الأمر كما انه أكد عدة مرات كلمة المقاومة ولكن لم يقرنها بكلمة الشريفة وقد قال عندما سئل عن مبادرة المصالحة وهل هناك أطراف من الرافضين للحكم الحالي اتصلت بهم لهذا الغرض أفاد أن الفصائل المهمة من المقاومة لم تتصل لحد الآن وأما الذين اتصلوا بالسيد رئيس الجمهورية أناس عاديون أما المقاومة المؤثرة فهي لم تتصل بعد ولكن كما يعتقد هذا المسئول لديهم الرغبة إذا ما لبيت شروطهم ودلل على ذلك أنهم ساهموا في تشجيع العملية الانتخابية في المناطق بما تسمى الساخنة وشجعوا الأهالي على ذلك.
وعندما سأله احد الأشخاص من الحاضرين في النقاش حيث قال له أن الذين يسمون بالمقاومة يقتلون الشعب العراقي يوميا من خلال التفجيرات فامتعض وأجاب عليك أن تميز بين هؤلاء والمقاومة فانا أدين قتل المدنيين وحتى الشرطة والحرس الوطني وهؤلاء سيلقون جزاءهم يوم القيامة لأني مسلم لا يرتضي هذا العمل وعليك أن تميز بين هؤلاء والمقاومة التي تريد طرد المحتل وهنا نتساءل ونطلب من الأخ الهاشمي باعتباره مسوؤلا كبيرا ان يجيب:
1- إذا كانت المقاومة التي يقصدها وهو راض عنها وهي قطعا تحارب الحكومة التي هو جزء منها وهدفها طرد المحتل وهي لم تساهم في قتل العراقيين فلماذا لاتفصح عن نفسها وتوضح هدفها النبيل الذي نحن نحاول جميعا طرد المحتل من بلدنا ,الأدلة على ذلك هتافات محبي آل البيت في الزيارات والجوامع "أمريكا عدوة الشعوب" وكذلك خطباء الجمعة الأمامية ينددون في تصرفات الأمريكان ويطلبون منهم الرحيل وتسليم الملفات الأمنية إلى العراقيين، إذا والحالة هذه تلتقي الأهداف فلماذا تتستر هذه المقاومة التي يقصدها؟.
2- أن دلائل كلام هذا المسوؤل انه يعرف هذا الجماعات التي وصفها بالمقاومة الفاعلة التي لها ثقلها كما يفهم من كلامه وان ضمها إلى الصف الوطني يعني القضاء على العنف وسينعم العراق بالهدوء، إذا ما يمنعه من ذلك؟ للتفاوض معهم مادامت ايديهم غير ملطخة بدماء العراقيين وهم يسعون إلى هدف نبيل؟
أن الحديث يطول في التعليق ولكننا نعرف أنها فلتات لسان ونسأل الله أن يكون أولئك النفر الذين انضموا للعملية السياسية أن يكونوا عند حسن الظن وان يخلصوا لعملهم وان يتجنبوا الكيل بمكيالين حسب الأهواء.
وفي ختام حديثي أشير إلى ماذكره السيد العلامة احمد الصافي خطيب جمعة كربلاء في خطبته المنقولة على الفضاء بتاريخ8/9/2006 عندما قال على المسئول أن يكون جريئا في تحمل مسؤوليته وإذا كان خائفا من التهديد أو الوعيد فيكون جريئا في ترك عمله وبذلك يبدي شجاعة لأن لدينا كثير من العراقيين الشجعان.
https://telegram.me/buratha