المقالات

وداعا أيها الأب


علي الخزعلي

لم يرحل عنا قائدا أو زعيما أو مجاهدا او رجل دين أو مفكر فقط وإنما رحل عنا ابا تجسدت فيه كل معاني الابوه التي يستمد منه الابناء الحنان والرعاية والمداراة والمتابعة والمراقبة ،الاب الحقيقي الممنهج بمناهج تربويه محكمه من تربية اهل النور و الدين والاخلاق والسيرة ابن المرجعية الباره الحكيمة وكما هو اب هو ابن ايضا لمعلميه كل ما يحتاجه من التغذية الروحية كان ابنا واخا لخير الاباء ورفقاء الطريق الصعب طريق الحق والخير تعلم منهم الكثير وحمل منهم الصبر والاحتساب واليقين والحب الحقيقي الى الله وتعلم منهم كيف عندما يكون المرء قائدا او يمثل كيانا ما ،يجب ان يكون ابا لرعيته لا عدو لهم او سلطان جائر ، ابناءه نحن الشعب المظلوم الذي راح يترقب خطاه بكل تأني الشعب الذي تمحو من قلبه كل صاعقات الزمن المتعب والظرف العسير والمحنه التي يعيشها في كل حين عندما يتقرب الى صعيده الخلاب كما هو اب لكل القاده الذين يجلسون تحت قبة البرلمان او الائتلاف العراقي الموحد رغم تقارب الاعمار الزمنية كان هو ممن امتهنوا الابوه وكان البعض الاخر يجل ويحترم ذلك ، الاب الذي مهما سمع الكثير من الذي يبغضه ويثيره ويسيء له من قبل هفوة الرفيق وجسارة الاخر او تحديات الغير التي كان يستقبلها بكل رحابة صدر بدون انزعاج لاعتبارهم ابناءه وهو الكفيل الى تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم ونصحهم "ان كنا نحاربهم ونرد عليهم ما فعلوا فمن الذي ينصحهم ويخاف على سلامتهم" ،بل حتى وصلت تلك التجاوزات السب والطعن لشخصه ولكن "وبالوالدين احسانا"كانوا يتناسون هذه الاية ولكنه كان يتذكرها جيدا لانه لايعتبر نفسه قائدا سياسيا وهكذا كغيره ،لا بل كان يعتبر نفسه ابا ،الاب الذي انقذ ابناءه من هاوية الخطر الاب الذي انقذ ابناءه من الخوف المحتوم الخوف المظلم الاب الذي خلق السعادة وصنع بصيص الامل ،ولهذا ارتايت الا اسميه فقط ابا عمار فسميته ابا الشعب المظلوم ،فوداعا يا ايها الاب فبعدك سنغدوا يتامى نترقب مجيئك يوم العيد يوم الانتصارات فكانت عيديتك امانا واستقرارا ودينا ونصيحة ،رحلت عنا يامن ابوتك كانت درسا الى جميع الاباء فانت انت ..الذي بجهودك حولت النزاع والفرقة الى وحدة وتقارب ولحمة وهذا ماصنعته يداك يا ابا الشعب وانت تضم كل الناس وتحضن الفقراء بكلتا يديك حتى في اخر انفاسك ونهاياتها وان غفلتنا الظنون وانت ايها الاب الحنون لم تغفل عنا لحظه ولم نحذف من ذاكرتك رغم قساوة المرض ووجع الالم ..ودعناه في احلك الظروف ومرارتها فبين الحزن على مايمر بنا من نكبات وبين حزن فراقك الابدي ايها الاب الخالد بجوار شقيقك شهيد المحراب الاب الي رحل قيل رحيلك وعاد لنا بشخصك فسلام عليك وعلى اخيك الشهيد ورحمة الله وبركاته ورزقنا الله بلقاءكم بجوار نبينا محمد (صلى الله عليه واله).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك